عناوين النشرة العلمية :
- محميّة شاطئ حنكوراب على ساحل البحر الأحمر المصري يتهدّدها مشروع بناء منتجع سياحيّ فجّر غضب الناشطين البيئيين
- الواجهات الزجاجية لمكاتب العمل ترفع تأفّف الموظفين من الحرارة الشديدة داخل مباني ليست مصمّمة لتتكيّف مع التغيّر المناخي
- الكيراتين المستخلص من الشعر قد يصبح مادّة ثمينة لتعزيز مقدرة معجون الأسنان في حماية صحّة المينا
هل سيبقى خاليا من الانشاءات السياحيّة آخر الشواطئ البِكر على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر ؟
شبح الإنشاءات الاستثمارية لمنتجع سياحيّ مزمع أن يبنى في مرسى علم وتحديدا في رأس شاطئ حنكوراب على ساحل البحر الأحمر المصري، فجّر غضب الناشطين البيئيين والعاملين في محميّة وادي الجمال حيث يقع في شمالها رأس حنكوراب. تمتدّ محميّة وادي الجمال على أكثر من 70 كيلومترا على ساحل البحر الأحمر، وهي من بين أهمّ ثلاث مناطق من حيث التنوع البيئي في مصر. وتضمّ أحد آخر الشواطئ البِكر على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر.
بعد انتشار صور معدّات البناء والاستعدادات لبدء العمل في منشأة سياحيّة قابلة أن تبصر النور في رأس شاطئ حنكوراب أو "شرم اللولى"، أطلق الناشطون البيئيون حملة بعنوان "أنقذوا حنكوراب" تضمّنت عريضة وقّع عليها الآلاف، للمطالبة بحماية المنطقة البكر وعدم مخالفة الالتزامات القانونية الواردة في قانون المحميات وفي قرار إعلان وادي الجمال محميّة طبيعية.
تحيط بشاطئ رأس حنكوراب سلسلة من الشّعاب المرجانية "من بين الأكثر مرونة وتحمّلا لتقلّبات المناخ في العالم. وتقصد سلاحف البحر الخضراء المهدّدة بالانقراض شواطئ محميّة وادي الجمال لوضع بيوضها. غير أنّ إنشاء منشأة سياحيّة في المكان سيرفع التواجد البشري المكثّف والضوضاء والإضاءة المستمرّة التي من شأنها إزعاج السلاحف وإبعادها عن بيئتها، بالاستناد إلى ما جاء على لسان محمود حنفي، أستاذ البيئة البحرية والمستشار العلمي لمحافظة البحر الأحمر التي تقع فيها المحميّة.
نلفت هنا إلى أنّ أعمال البناء توقّفت بعد العريضة وردود الفعل الغاضبة تجاه بناء منتجع سياحيّ في شاطئ حنكوراب. لكنّ الغموض لا يزال يحيط بمصير المشروع. الاستراتيجية التي اعتمدتها السلطات المصرية لتنشيط السياحّة لا تساعد في تهدئة المخاوف إذا ما علمنا أنّ الاستراتيجية المصرية تهدف إلى مضاعفة عدد السائحين والغرف الفندقية بحلول العام 2030 في خطّة طموحة لتطوير القطاع السياحيّ الذي يساهم بأكثر من 15 بالمئة من الناتج المحليّ الإجماليّ لمصر الغارقة في الديون.
الزجاج في واجهات مكاتب العمل هل سيعاد النظر به مع تداعيات التغيّر المناخيّ؟
لأسباب جماليّة واقتصادية، أصبحت المباني الإدارية الزجاجية شائعة على نطاق واسع منذ نهاية القرن الماضي، على غرار الوضع في حيّ لاديفانس التجاري غرب باريس. رغم أنّ المباني الزجاجية توفّر إضاءة طبيعية وافرة في مساحات العمل الشاسعة، فإنّها باتت أقلّ ملاءمة لموجات الحرّ المتزايدة.
العمل من بُعد في الصيف ازداد في فرنسا بسبب الحرّ الشديد الذي لا يطاق داخل المكاتب ذات الواجهات الزجاجية التي تحوّل أماكن العمل إلى أماكن شبيهة بحرارتها لمطابخ المطاعم ذات الحرارة الخانقة.
المهندس Pascal Lenormand، الخبير في كفاءة الطاقة داخل المباني يرى أنّ تجاوز المساحة الزجاجية مساحة أرضية الغرفة بنسبة 30% يجعل الوضع "خطرا" في ظلّ الاحترار لأنّ المشرفين على صحّة الموظّفين يضطرّون إلى تشغيل المكيّفات بأقصى طاقتها ضمن المباني الإدارية الزجاجية.
في مجال العقارات المكتبية، لا تزال مسألة التكيّف مع الاحترار المناخي ناشئة. تركّز مشاريع تجديد المباني بشكل أكبر حاليا على تحدّيات إزالة الكربون (أي تقليل استهلاك الطاقة الكربونية) وليس على التكيّف مع التغيرات المناخيّة.
أجبرت القوانين الأخيرة التي دخلت حيّز التنفيذ على المستويين الفرنسي والأوروبي عددا من الجهات المعنيّة على معالجة مسألة المخاطر المتعلّقة بالتغيّر المناخيّ، بما في ذلك موجات الحرّ والفيضانات وغيرها.
إنّما القوانين البيئية للبناء الجديد التي دخلت حيّز التنفيذ في العام 2022، لا تزال "غير كافية"، بحسب قول Juliette Lefébure المديرة التنفيذية لمرصد العقارات المستدامة (OID). هذه الأخيرة تأسف أنّه لا يزال هناك عدد كبير من المنشآت الجديدة تُقام من دون مراعاة الوضع المحلّي أو الآثار طويلة الأمد للاحترار المناخيّ. بنظرها لا يزال يحصل سوء في تصميم اتّجاهات المباني بالنسبة إلى أشعّة الشمس، بالإضافة إلى استخدام ألوان داكنة غير مناسبة واختيار المواد التي لا تمنع بدرجة كافية انتقال الحرارة بين الخارج والداخل.
تجدر الإشارة إلى أنّ معهد الاقتصاد من أجل المناخ (I4CE) قيّم حجم الاستثمارات السنوية المطلوبة في فرنسا لتكييف مباني العمل والمساكن مع موجات الحرّ. بلغت الاستثمارات اللازمة للبناء الجديد بين 1,17 و2,92 مليار دولار. أمّا حجم الاستثمارات المطلوبة لأعمال تجديد المباني فبلغت 5,61 مليارات دولار، بالإضافة إلى الاستثمارات اللازمة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
ما هو دور الكيراتين في معاجين الأسنان المستقبلية ؟
معجون الأسنان المعزّز بالفلورايد يساعد في إبطاء تآكل مينا الأسنان مانعا الألم والتسوس وفقدان الأسنان. لكنّ غالبية معاجين الأسنان لا يمكنها أن تحقّق حماية مطلقة ضدّ فقدان المينا مهما كان الإنسان دقيقًا في تنظيف أسنانه بالفرشاة.
لهذه الأسباب، تتّجه أنظار الباحثين نحو الكيراتين الذي هو بروتين يتوفّر في الأظافر والشعر والجلد وبعض الأعضاء الداخلية حيث يساعد في الحماية من الإجهاد الميكانيكي.
باحثون من كلية "كينغز كوليدج لندن" وعلى رأسهم سارة جامع وشريف الشرقاوي في دراسة نشرتها دورية Advanced Healthcare Materials يعتقدون أنّ "الكيراتين يقدّم بديلاً لعلاجات الأسنان الحالية". بنظر هؤلاء الباحثين، إنّ الكيراتين المستخرج من صوف الأغنام أو المستخرج من أيّ شعر كان، يوقف التسوّس حين يضاف إلى معجون الأسنان، على عكس معجون الفلورايد الذي يمكنه ببساطة إبطاء التسوس.
معجون الأسنان الحاوي على الكيراتين وعند ملامسته للعاب شكّل سّقالة تشبه البلّورات. واستطاعت هذه السّقالة جذب أيونات الكالسيوم والفوسفات والارتباط بها، ممّا يحاكي وظيفة مينا الأسنان في حماية وإصلاح الأسنان.
يأمل الباحثون من كلية "كينغز كوليدج لندن" أن يصبح معجون الأسنان المركّب من الكيراتين متاحا للاستخدام العام في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.