تناولت المجلات الفرنسية في الأسبوع الأول من شهر اكتوبر/كانون الاول 2025 عدة مواضيع من أبرزها مبادرة انشاء مجموعة من دويلات فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ومقال عن مستقبل الدولة الفلسطينية التي أعلن الاعتراف عنها بالإضافة الى ربورتاج عن دور العشائر السورية في المشهد السياسي بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ترى مجلة لكسبريس ان الدولة الفلسطينية التي اعترف بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خيالية، وتحقيقها يتطلب جهودًا أكثر تعقيدًا.
فما يُسمى بحل "الدولتين" لا يزال مرغوبًا فيه باسم حق الشعوب في تقرير المصير، إلا أنه يبقى بعيد المنال في منطقة غارقة في دوامة العنف منذ عامين. وليس هناك ما يضمن أن نهج فرنسا سيُسهم في تحقيق هذا الهدف.
والأسوأ من ذلك تضيف المجلة، قد يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى تشديد قبضتها على الضفة الغربية، مما يجعل أي احتمال لإقامة دولة مستحيلًا، ومن جهة أخرى، قد يُشجع الفلسطينيين على الامتناع عن بذل الجهود وتقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق سلام مع الإسرائيليين.
وافادت مجلة لكسبريس ان أحدث استطلاع رأي أجراه المعهد الفلسطيني المستقل (PCR) في رام الله، والذي أُجري في مايو/أيار الماضي، اشار إلى أنه في حال إجراء انتخابات في الأراضي الفلسطينية (وهو ما لم يحدث منذ عام 2006)، فإن حوالي 43 ٪ من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع يعتزمون التصويت لحماس اليوم، مقارنةً بـ 28٪ فقط لحركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وبالتالي، ستكون هناك مخاطرة كبيرة في حال اقامة دولة فلسطينية تقول المجلة.
تقول مجلة ماريان إنه في وقت التزمت فرنسا بالاعتراف بفلسطين كدولة، يُدفع قادة محليون في الضفة الغربية بمبادرة قد تُفضي إلى إنشاء 20 دويلة فلسطينية، على عكس الخطاب الدبلوماسي السائد والذي لطالما كان الحل التوافقي لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولا يزال قائمًا حتى اليوم في الأمم المتحدة، هو ما يُسمى بحل الدولتين.
وتابعت المجلة ان مبادرة أطلقها شيخ وديع الجعبري وهو من القادة المحليين في الضفة الغربية المحتلة تُفضي إلى إنشاء أكثر من عشرين دويلة فلسطينية، مع اقتراح انفصال مدينة الخليل في الضفة الغربية عن السلطة الفلسطينية والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم.
وأحدث هذا الشيخ المحلي والذي انضم إليه بالفعل 13 زعيمًا عشائريًا آخر من مختلف المناطق المحيطة بالخليل، هزة في النظام الدبلوماسي القديم، حيث يريد أن يُرسي نموذجًا بديلًا، وهو إمارة مستقلة ذات إدارة محلية، تعيش في سلام مع إسرائيل، وترفض السلطة الفلسطينية رفضًا قاطعًا، وتدعمها الإمارات العربية المتحدة، وربما دول خليجية أخرى، بعيدا عن حل الدولتين، بل في إطار حل لعدة إمارات فلسطينية صغيرة موحدة، على غرار إمارات الخليج العربي.
ويدّعي الجعبري بصفته زعيم إحدى أقوى عشائر الخليل، أنه يُمثل 78% من سكان المنطقة، أو أكثر من 700 ألف نسمة يقيمون في محافظة الخليل، كما أنه يحظى بدعم قادة آخرين.
واوضحت مجلة ماريان ان عائلة الجعبري كانت في صراع مفتوح مع السلطة الفلسطينية لعقود. في عام 2007، وبعد مقتل أحد أفرادها خلال عملية للشرطة الفلسطينية، ردّت العائلة بإحراق مركز شرطة واحتجاز ضباط فلسطينيين كرهائن. ومنذ ذلك الحين، أضعفت سيطرة السلطة الفلسطينية على الخليل بشكل ملحوظ، وباتت عاجزةً عن فرض سيطرتها على هذه القوة الموازية.
نشرت مجلة لبوان ربورتاجا عن العشائر السورية في شرق البلاد، فبعد عشرة أشهر من سقوط بشار الأسد، تكافح سوريا للتغلب على انقساماتها، فمن دمشق الى منطقة الفرات، يسود سلام هش، تحت إشراف زعماء القبائل المحليين.
وتناول ربورتاج المجلة منطقة دير الزور، فعلى مدى اثني عشر عامًا، صمدت هذه على طول خط الجبهة، فبعد ثورة 2011، احتدم القتال بين الجيش الموالي لنظام بشار والمعارضة المسلحة، ثم بين نظام الأسد وتنظيم داعش، حتى نهاية عام 2017. واستولى الجهاديون على المدينة، ثم استعادتها دمشق مع حلفائها الروس والإيرانيين.
وتابعت مجلة لوبوان ان تدمير آخر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية، في الباغوز، سمح للأكراد وحلفائهم بترسيخ وجودهم على طول الضفة اليسرى لنهر الفرات، وبقي نظام دمشق على الضفة اليمنى.. ولم يُغير تغيير السلطة في ديسمبر الماضي هذا التقسيم للأدوار.
واوضحت المجلة ان للحاكم الجديد لسوريا احمد الشرع لا يمكنه ممارسة سلطته إلا على جزء من أراضيه، وقد يؤثر هذا الانقسام أيضًا على القبائل السورية، وتُعد منطقة الفرات موطنًا للعديد من أقوى القبائل في البلاد، كما لا تزال القبائل السورية تُشكل هيكل سوريا وتضمن نوعًا من الاستقرار.
تقول مجلة مارين إنه في أعقاب التوغلات الأخيرة للطائرات المسيرة والطائرات المقاتلة الروسية في المجال الجوي لدول أعضاء في حلف الناتو، يشعر العديد من هذه الدول، وخاصة دول البلطيق، بقلق بالغ إزاء ما يصفونه باستفزازات موسكو غير المسؤولة وخطر التصعيد أو حتى الغزو.
وتساءلت المجلة، هل تهدف موسكو إلى اختبار ردود فعل الناتو، أو صرف الانتباه عن قصفها المكثف لأوكرانيا، أو تقسيم التحالف بين دول "أوروبا الجديدة"، المعرضة مباشرة للتهديد الروسي، ودول أخرى أبعد؟
على أي حال تقول مجلة ماريان، يكفي إلقاء نظرة على الخريطة لفهم التوتر المتزايد لدول المنطقة، وخاصة جمهوريات البلطيق الثلاث الصغيرة، التي تجدر الإشارة إلى أنها كانت تحت احتلال الاتحاد السوفيتي عام 1940، بموجب المعاهدة الألمانية السوفيتية، ثم ضمتها موسكو بعد أربع سنوات، حتى عام 1991.
وفي اجتماعها المنعقد في 23 سبتمبر/أيلول في بروكسل، بناءً على طلب إستونيا أيضًا، أكدت دول حلف شمال الأطلسي الـ 32 في بيان أن "روسيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال، التي من المرجح أن تؤدي إلى تصعيد، وتُخاطر بوقوع خطأ في التقدير، وتُعرض حياة الناس للخطر. كل هذا يجب أن يتوقف".