رحلة البحث عن أقوم قيلًا كانت البداية مع تساؤلات مبكرة وخوف من الاقتراب من كتب الأديان. لكن هذه التساؤلات نمت بداخلي، وشعرت بجهل كبير دفعني للبحث والقراءة في عالم الأديان وحقيقة الإلحاد وحقيقة الإسلام. بدأت رحلة بحث وقراءة معمقة استمرت لأكثر من خمس سنين. خلال رحلتي، بحثت وقرأت وسألت وتحدثت مع أشخاص كثيرين من ديانات ومذاهب مختلفة. نظرت في الديانات الأخرى، مثل المسيحية والبوذية والهندوسية، وتوقفت عند الكثير من النقاط التي بدت لي غير منطقية أو تحمل تناقضات. كما واجهت أفكار الإلحاد والنظريات العلمية التي يطرحونها لمحاولة تفسير الوجود بمعزل عن الخالق. لكني وجدت أن بعض هذه النظريات نفسها لا تصمد أمام التدقيق العلمي أو أنها تُستخدم لتبرير موقف الإلحاد. مع الوقت، وجدت نفسي أبحث وأتعمق أكثر في ديني. شعرت أن الإسلام مختلف، وأنه دين متكامل وواضح. بدأت أبحث في القرآن، ليس ككتاب ديني تقليدي، بل كمصدر للمعرفة والهداية. اكتشفت أن القرآن الكريم لا يتحدث عن أمور غيبية فقط، بل يتناول الكون والإنسان بأسلوب دقيق ومحكم. وجدت فيه إشارات علمية سبقت عصور الاكتشاف العلمي الحديث. على سبيل المثال، يتحدث القرآن عن مراحل خلق الجنين بدقة، وعن حركة الشمس والقمر ودوران الأرض، وعن أعمق نقطة في الأرض. كما يتحدى القرآن البشر أن يأتوا بسورة مثله، ويبرز فصاحته وبلاغته التي لم يستطع العرب القدماء مجاراتها. نظرت أيضاً في مواضيع قد تُثار حولها الشبهات، مثل قصة إبليس، وتعدد الزوجات في الإسلام، وحقوق المرأة ومكانتها. وجدت أن هذه الأمور لها حكمة عميقة وأن الإسلام منح المرأة مكانة عظيمة لم تعرفها في عصور أخرى. كما وجدت أن القرآن يتحدث عن النفس البشرية وأنماطها المختلفة بوصف دقيق يتوافق مع علم النفس الحديث. لقد كانت رحلة مليئة بالبحث الداخلي وصراع الأفكار. واجهت نفسي بكل التساؤلات والشكوك. لكن بالتعمق في القرآن والسنة، وبالتفكير والتدبر، وجدت أن الإجابات موجودة ومرضية للعقل والقلب. كلما زاد بحثي، زادت قناعتي ويقيني. وصلت إلى مرحلة من الطمأنينة والراحة. في النهاية، وبعد سنوات من البحث الدؤوب ومقارنة الأديان والفلسفات، وجدت أن الإسلام هو الحقيقة الكاملة. وجدت فيه الإجابات التي يبحث عنها العقل والروح. لم أعد أبحث عن الحقيقة، فقد وجدتها. وأصبحت أقول بيقين: "أقوم قيلًا"، معبراً عن قناعتي التامة بالحقيقة التي وصلت إليها.