عناوين النشرة العلمية :
- زراعة رئة خنزير معدّلة وراثيا في إنسان حصلت في الصين في سابقة عالمية ناجحة
- المطبّات الجوية-الهوائية خلال رحلات الطيران تفاقم تواتُرها بفعل التغيّر المناخي
- نوع جديد من الديناصورات اكتشف في جزيرة Wight جنوب إنكلترا
من قبل، سمعنا عن تجارب حصلت في الولايات المتحدة تتعلّق بزراعة أعضاء كالكلى وقلب خنزير في إنسان. كما سمعنا أيضا عن تجربة سابقة في الصين شملت زراعة كبد خنزير في إنسان.
في أحدث خبر يدور في فلك استقبال الانسان لزراعات أعضاء خنزير خضعت للتعديل الوراثي، أنجز الصينيون في سابقة عالمية أول عملية زراعة رئة من خنزير معدل وراثيا تلقّاها شخص ميّت دماغيا، في تجربة تمهّد كسواها الطريق لزراعة أعضاء الخنازير في البشر الأحياء.
بالاستناد إلى مضمون الدراسة المنشورة في مجلّة Nature Medecine، إنّ الرجل الذي استقبل زراعة رئة الخنزير يبلغ من العمر 39 عاما وخضع بعد موافقة عائلته للتجربة هذه في قسم زراعة الأعضاء التابع لجامعة Guangzhou. رئة الخنزير التي زرعها الصينيون في الرجل الأربعينيّ خضعت مسبقا للتعديل الوراثي عن طريق استخدام تقنية تحرير الجينات المتطورة بمقصّ (CRISPR). شركة Clonorgan Biotechnology التي تولّت مهمّة التعديل الجيني لرئة الخنزير عطّلت ثلاثة جينات مسؤولة عن الاستجابة المناعية، كما أضافت عليها ثلاثة جينات بشرية لزيادة تقبّل الجسم للعضو المزروع.
خلال مدّة التجربة التي انتهت في اليوم التاسع بناء على رغبة عائلة المتوفى، اشتغلت الرئة المزروعة بشكل طبيعي بدون استجابة مناعية خطيرة أو فورية مع أنّ علامات الرفض الخفيفة ظهرت بعد مرور 24 ساعة على إتمام الزراعة.
تقنية زراعة رئة الخنزير في إنسان ما تزال في مراحلها التجريبية الأولى وهي تواجه تحديات كبيرة مقارنة باﻷعضاء الأخرى. تشريحيا ووظيفيا، تبقى زراعة الرئة حسّاسة أكثر من سواها من الأعضاء لأنّ نسيجها يتضرّر بسهولة ويتأذّى جرّاء المناخ الخارجي والتقاطه جراثيم من البيئة، الأمر الذي يفاقم خطر أن ترفض زراعة الرئة من قبل الجسم. من هنا تحتاج زراعة رئة الخنزير إلى سنوات طوال من البحث والتطوير قبل أن تطبّق على المرضى اﻷحياء وتأتي بحلّ مُرض لمشكلة نقص الأعضاء البشرية.
المطبّات الهوائية زادت مع الاحترار المناهي لتزداد معها مخاطر حوادث ركّاب الطائرات
وتيرة المطبّات الهوائية خلال رحلات الطيران زادت زيادة واضحة تتراوح بين 60 في المئة و155 في المئة في مناطق عدة، من بينها شمال الأطلسي، وأميركا الشمالية، وشرق آسيا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا. هذه الملاحظة سبق أن نشرتها دراسة صادرة العام الفائت في مجلّة " Geophysical Research" كان كتبها محمد فوداد من جامعة Reading في إنكلترا.
بعد تحليل معمّق لبيانات الاضطرابات الجوّية من عام 1980 إلى عام 2021، أرجع محمّد فوداد الزيادة في اضطرابات المطبّات الهوائية إلى الاحترار المناخي المرتبط بارتفاع انبعاثات غازات الدفيئة.
"على الرغم من أنّ الطائرات الحديثة أصبحت مقاومة للاضطرابات الجوية، فإن الخطر الرئيسي من المطبّات الهوائية يتعلّق في إصابة الركاب، وليس في سقوط الطائرة"، بحسب ما لفت إليه جون أبراهام، أستاذ الميكانيكا في جامعة سانت توماس. هذا الأستاذ يعترف بأن إصابات الأشخاص على متن الطائرات تطال الركّاب الذين لم يتقيّدوا بتعليمات وضع حزام الأمان بينما الطائرة دخلت في ارتجاجات مخيفة بفعل المطبّات الهوائية. مطبّات نجم عنها حوادث إصابات أحصيت ب 207 إصابة سجّلت بين أعوام 2009 و2024.
لطالما كان الشتاء أسوأ موسم للاضطرابات الجوية، لكنّ الاحترار المناخي بات يُفاقم مطبّات الهواء الصافي في الصيف والخريف. الباحث في نمذجة الاضطرابات الجوّية في جامعة ريدينغ في إنكلترا، محمّد فوداد صنّف الاضطرابات الهوائية التي تعترض الطائرات إلى ثلاثة أنواع مختلفة هي المطبات الحرارية والاضطرابات الميكانيكية ومطبّات الهواء الصافي.
يمكن رصد بصريا أو بالرادار المطبّات الحرارية التي ترتبط بالتيارات الصادرة عن السحب والعواصف الرعدية، بينما تحصل الاضطرابات الميكانيكية فوق السلاسل الجبلية. أما اضطرابات الهواء الصافي فلا تكون ظاهرة، وهي تاليا أكثر خطورة من المطبّات الجوّية الأخرى.
تنشأ مطبّات الهواء الصافي غالبا من الرياح الغربية السريعة الموجودة في الغلاف الجوي العلوي، على نفس ارتفاع الطائرات التجارية أي على ارتفاع 10 إلى 12 كيلومترا من الأرض.
أدّى الاحترار المناخي إلى زيادة سرعة الرياح الغربية وامتدادها، ما يُنتِج تغيرات مفاجئة في التيارات الهوائية العمودية - ما يُسمى بالجيوب الهوائية التي هي ليست سوى مطبّات الهواء الصافي.
يعمل محمد فوداد من خلال أبحاثه الدائمة على تحسين مسارات الرحلات الجوية لتجنب مناطق الاضطرابات الجوية وعلى تحسين دقة التنبؤات الجوية.
من هو الديناصور الحامل لتسمية Istiorachis macaruthurae ؟
بعدما قام بسلسلة فحوصات لعيّنة من متحجّرة عظام كان أوّل من اكتشفها في جزيرة Wight البريطانية صائد وجامع الأحافير Nick Chase، استنتج عالم الأحياء القديمة Jeremy Lockwood أنّه أمام نوع جديد وغير معتاد من الديناصورات. سمّي النوع الجديد من الديناصورات Istiorachis macaruthurae تخليدًا لاسم البحّارة الشهيرة Dame Ellen MacArthur.
بحسب ما أعلن عنه العالم Lockwood، يعود تاريخ ديناصور جزيرة Wight إلى 125 مليون سنة وهو يتميّز ببنيته الشبيهة بـ"المجداف". على ظهر هذا الديناصور الآكل حصرا للأعشاب، يعلو جسم شبيه بشراع القارب أو شبيه بريش طير الطاووس. أمّا الغرض من هذا الجسم المُقوّس الذي يتكوّن من فقرات عصبية طويلة غير عادية، فيعتقد العلماء أنّ الديناصور كان يستخدمه للإشارة البصرية سواء أكان في طقوس التزاوج لجذب الشركاء أو لتهديد المنافسين وتخويفهم في حال شبّت مشاجرات.
إن كنتم يوما ما في زيارة لجزيرة Wight على الساحل الجنوبي لإنكلترا، لا تتردّدوا في زيارة متحف Dinosaur Isle حيث يعرض الهيكل العظمي للنوع الجديد من الديناصورات الذي تكلّمنا عن اكتشافه.