عناوين النشرة العلمية :
- النشاط السياحي كما نشاط البعثات العلمية يساهم بذوبان الثلوج الأبدية في القارة القطبية الجنوبية
- أربعة أنواع من الزرافات تتواجد في طبيعة القارّة الأفريقية وليس نوعا واحدا كما كان يعتقد
- إعارة نسيج بايو لمتحف بريتيش ميوزيم في لندن يثير حفيظة الفرنسيين المدافعين عن الموروثات الفنية الثقافية
الأنشطة السياحية في القارة القطبية الجنوبية لها انعكاسات سلبية على ثلوجها الأبدية
لقياس مدى تلوّث القارّة القطبية الجنوبية (أنتركتيكا) بالمعادن الثقيلة الناجمة عن احتراق الوقود الاحفوري في السفن السياحية وسفن البعثات العلمية القاصدة لها، قطع فريق من الباحثين من تشيلي وألمانيا وهولندا مسافة تقارب 2000 كيلومتر لمدة أربع سنوات. وفق الدراسة الحديثة التي كتبها هؤلاء ونشرتها مجلة Nature Sustainability، اتّضح أنّ جسيمات التلوّث الدقيقة التي تضمّ الكروم والنيكل والنحاس والزنك والرصاص كانت أعلى بعشر مرات ممّا كانت عليه قبل 40 عاما في مناطق النشاط البشري في أنتركتيكا.
تتأثّر القارة القطبية الجنوبية منذ سنوات بالاحترار المناخي الذي يساهم بذوبان ثلوجها الأبدية، لكن أضرار ذوبان الثلوج آخذة في التزايد بفعل آثار السياحة وبعثات البحث العلمي.
على مدار العقدين الماضيين، ارتفع عدد السياح في أنتركتيكا من 20 ألفا إلى حوالى 120 ألفا. وكانت السفن الناقلة للسياح التي تستخدم الوقود الأحفوري مصدرا لتلّوث القارّة القطبية الجنوبية بجسيمات دقيقة تسرّع بدورها ذوبان الثلوج الأبدية.
الباحث في جامعة Groningen الهولندية والمشارك في إعداد الدراسة التي نطلعكم على مضمونها Raul Cordero أفاد بأنّ "الثلج يذوب بسرعة أكبر في أنتركتيكا بسبب وجود جزيئات ملوّثة في المناطق التي يرتادها السياح".
وأضاف أنّ "كلّ سائح يقصد أنتركتيكا يُسهم لوحده في تسريع ذوبان حوالى 100 طن من الثلج". أما البعثات العلمية فيتأتّى عن إقاماتها الطويلة في القارة القطبية الجنوبية تأثيرٌ أكبرٌ بعشر مرات من تأثير سائح واحد بما خصّ مساهمته في ذوبان الثلوج الأبدية.
إبعاد أنتركتيكا عن خطر اضمحلال مساحة غطائها الثلجي بسرعة البرق يتطلّب تقليل أثر الأنشطة السياحية كثيفة الاستهلاك للطاقة الأحفورية وحظر السفن المستخدمة لزيت الوقود الثقيل والاعتماد بالأحرى على السفن التي تجمع بين الكهرباء والوقود الأحفوري.
تجدر الإشارة إلى أنّ أنتركتيكا وبسبب الاحترار المناخي تفقد كتلتها الثلجية والجليدية بسرعة إذ منذ العام 2002 تختفي سنويا من القارة القطبية الجنوبية 135 مليار طن من الثلج والجليد بالاستناد إلى وكالة الفضاء الأميركية.
الزرافات لا تقتصر على نوع واحد كما كان يعتقد منذ أواخر القرن الثامن عشر
في تقرير كتبه خبراء في الزرافات تابعون للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، أعيد النظر بتصنيف الزرافات التي كانت تُعتبر تاريخيا نوعا واحدا يتضمّن تسعة أنواع فرعية. لكنّ الزرافات هي في الواقع أربعة أنواع لا نوعا واحدا كما عرف منذ أواخر القرن الثامن عشر.
يحتفظ التصنيف الجديد بسبعة من الأنواع الفرعية التسعة الأصلية، موزعة على ثلاثة أنواع من الزرافات.
أما الأنواع الأربعة من الزرافات فسمّاها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة بالأسماء التالية :
التمييز ما بين الأنواع الأربعة من الزرافات يتيح "فهما أدق للتهديدات التي تواجه هذه الأنواع وفرص حفظها في المناطق المتنوعة التي تعيش فيها في إفريقيا. علما بأنّ الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة كان صنّف الزرافة منذ العام 2016، على أنها "معرضة للخطر" في قائمته الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض.
ضمن التقييم السابق للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لعام 2010، كانت لا تزال الزرافة مدرجة بين الأنواع الحيوانية "الأقل إثارة للقلق"، لكنّنا نلفت إلى أنّ عدد الزرافات على الصعيد القاري في أفريقيا، انخفض بنحو 40% بين عامي 1985 و2015، ليصل إلى نحو 98 ألف زرافة، بالاستناد إلى بيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
جدل فرنسي بشأن إعارة لندن "نسيج بايو"، أحد أشهر القطع الفنّية المصنوعة في العصور الوسطى
من لا يعرفون شيئا عن نسيج بايو الفنّي، إنّ هذا النسيج الطويل الذي يمتدّ 70 مترا يمثّل أحد أبرز المعروضات التاريخية في متحف بايو في النورماندي الفرنسية. يعود تاريخ نسيج بايو المصنوع من الكتّان إلى القرن الحادي عشر، وهو يروي عبر مشاهد مطرّزة قصّة غزو النورمان لإنكلترا تحت أمرة الدوق ويليام الفاتح Guillaume le Conquérant الذي توّج ملكا على إنكلترا في العام 1066 بعد معركة Hastings.
مطلع تموز/يوليو الفائت، قرّر رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون إعارة نسيج بايو إلى متحف "بريتيش ميوزيم" بدءا من أيلول/سبتمبر 2026 ولغاية حزيران/يونيو 2027، تاريخ انتهاء أعمال التحديث والترميم في متحف بايو. هذا القرار لم يعجب بتاتا المدافعين عن الموروثات الفنّية التاريخية ليطلقوا عريضة إلكترونية وقّعها نحو 45 ألف شخص بعدما كان العقل المدبّر لها Didier Rykner مدير تحرير موقع "La Tribune de l'Art".
في العريضة المندّدة بقرار إعارة نسيج بايو والتي طالبت رئيس الجمهورية بالتخلّي عن المشروع الذي وُصف بالسياسي والدبلوماسي البحت، جاء حرفيا إنّ الإعارة لو حصلت ستكون "جريمة تراثية فعلية" لأنّ النسيج هو هشّ جدّا وسيتعرّض لخطر التمزيق وفقدان المواد منه بسبب الاهتزازات خلال عملية النقل من فرنسا إلى لندن. ولأسباب تتعلّق بالحفظ، أشار خبراء ترميم هذا النسيج والمتخصّصون به إلى أنّه من غير المقبول المخاطرة بتعريض هذا العمل الفني الفريد للضرر.
بالرغم من أنّ وزارة الثقافة الفرنسية تعتبر أنّ نسيج بايو قابل للنقل بعدما استندت على دراسة جدوى أجراها مرمّمون في آذار/مارس 2022، فإنّ كاتب العريضة، الصحافي Didier Rykner طالب الوزارة بالكشف عن مضمون دراسة جدوى نقل نسيج بايو بعدما أبقتها الوزارة سرّية ورفضت اطّلاعه عليها.