استمرار حالة الانسداد السياسي من اجل تشكيل الحكومة الفرنسية ومقال عن النتائج العسكرية للحرب في غزة بالإضافة الى موضوع عن حرب المسيرات التي باتت تنتهجها روسيا ضد دول حلف شمال الاطلسي، من بين المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 07 تشرين الأول / اكتوبر2025.
تطرقت صحيفة ليبراسيون الى الازمة السياسية التي تعيشها فرنسا، حيث اوضحت اليومية ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد أن تعرّض لضغوط شديدة من اثنين من رؤساء وزرائه السابقين وهما ادوارد فيليب وغابريال اتال، ووصوله إلى حافة الانهيار السياسي، يجد نفسه مضطرًا للاختيار بين تقديم تنازلات كبيرة لليسار او إجراء انتخابات تشريعية مبكرة جديدة، والتي قد تُدمّر معسكره السياسي.
وتابعت صحيفة ليبراسيون ان قصر الإليزيه أعلن أن إيمانويل ماكرون التقى رئيسَي البرلمان الفرنسي ومجلس الشيوخ، ويُشبه هذا الاجتماع إلى حد كبير المشاورات التي تسبق حل البرلمان، في حال فشل رئيس الوزراء المنتهية ولايته، سيباستيان ليكورنو، في صياغة "برنامج العمل والاستقرار" الذي طالب به رئيس الدولة مساء الاثنين خلال ثمانٍ وأربعين ساعة. واكدت مصادر من محيط رئيسة البرلمان الفرنسي أن تفعيل المادة إثني عشر 12 من الدستور لم يكن على جدول أعمال الاجتماع.
بخصوص مشاركة اليمين في الحكومة، نقلت الصحيفة عن برونو ريتيللو رئيس حزب الجمهوريين انه أعلن رسميا فك الارتباط مع الماكرونيين قائلا: "لقد طُويت هذه الصفحة، وان النواة المشتركة انتهت، فالكتلة المركزية هي حزب ماكرون، ونحن حزب الجمهوريين". ولا يرى برونو ريتيللو سوى "خيارين" للرئيس: "حل البرلمان أو العمل المشترك مع اليمين في الحكومة".
تقول صحيفة لوبينيون إن دعوة ادوارد فيليب رئيس الوزراء الفرنسي السابق الى انتخابات رئاسية مسبقة في فرنسا، يكون رئيس بلدية لوهافر قد عرض نفسه لمحاكمة بتهمة الخيانة وزعزعة الاستقرار بحسب تعبير الصحيفة ، لكن المرشح الرئاسي لم يعد يؤمن بالائتلاف.
فهي إحدى قواعد الحياة السياسية القاسية تضيف اليومية، فالضربات الأشد وطأةً هي تلك التي يوجهها أصدقاؤك، ودعوة ادوارد فيليب عبر إذاعة RTL لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، يكون إدوارد فيليب رئيس الوزراء السابق أكثر تأكيدًا على دفع ماكرون إلى ترك منصبه من جميع الدعوات للاستقالة التي أطلقها حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف ومحاولات حزب فرنسا الأبية.
فبالنسبة لإدوارد فيليب، أثبت اختيار رئيس الوزراء وتشكيل حكومته أن إيمانويل ماكرون لم يكن مستعدًا للتخلي عن زمام الأمور لتسهيل تشكيل ائتلاف حكومي، على أي حال تضيف الصحيفة، القطيعة بين إيمانويل ماكرون ورئيس وزرائه السابق كاملة. وكان إدوارد فيليب قد وصف بالفعل حل البرلمان بأنه "قرار كارثي"، وأشار إلى غياب الإصلاحات منذ عام 2022.
افادت صحيفة لوفيغارو انه بعد عامين من بدء عمليته العسكرية في غزة، حقق الجيش الإسرائيلي نصرًا تكتيكيًا مدويًا، دون أن يتمكن من إنهاء حربه.
وبينما تجري مفاوضات لوقف إطلاق نار محتمل بين اسرائيل وحماس، لم يتبقَّ من قطاع غزة الفلسطيني سوى القليل، فالمدنٌ باتت مدمرة، واستُهدفت المستشفيات والمدارس، وفي الأشهر الأخيرة، تفاقمت حدة القتال وزاد خطر المجاعة، ولقي حوالي 67 ألف فلسطيني حتفهم، وفقًا لتقديرات مقبولة عمومًا.
وتناولت صحيفة لوفيغارو تحليلا للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري) حول الدروس العسكرية المستفادة من عملية "السيوف الحديدية"، التي شُنت ردًا على هجوم حركة حماس. وحدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثلاثة أهداف: تدمير حماس عسكريًا؛ وحرمانها من أي قدرة على استعادة السلطة؛ وتحرير الرهائن. وقد تحقق الهدفان الأولان. وبعد عام واحد، تم تحييد إثنين وعشرين كتيبة من أصل اربعة وعشرين كتيبة تابعة لحماس، ووفقًا للتقديرات الأمريكية، أعادت الحركة بناء قوتها جزئيًا من خلال تجنيد حوالي سبعة عشر ألف مقاتل جديد لكن خبراء يرون ان المجندين الجدد لديهم خبرة قتالية محدودة ويعانون من صدمات متعددة ولا يشتركون في أي شيء مع كتائب حماس الأولى، التي كانت متحمسة ومدربة.
ترى صحيفة لومند ان الحرب الهجينة التي تشنها موسكو منذ عدة سنوات تزداد خطورةً مع تحليق الطائرات المسيرة في المجال جوي لعدة دول اوروبية، وقلة من هذه الدول تجرؤ على ذكر أفعال روسيا بوضوح، خوفًا من إثارة قلق الرأي العام وخطر التصعيد.
وتابعت الصحيفة ان تحليق الطائرات المسيرة فوق عدة دول أوروبية، واختراق الطائرات المقاتلة الروسية سماء إستونيا، اجج الجدلَ حول طبيعة وخطورة التهديد الذي تُشكله موسكو على القارة العجوز.
ويدرك الأوروبيون، من خلال الحوادث المنسوبة إلى موسكو، أن الصراع يمتد إلى ما وراء المسرح الأوكراني، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الغزو الروسي، لذلك يحاولون تطوير خطابهم وعقيدتهم، مع الحفاظ على أقصى درجات الحذر، لتجنب إثارة الذعر بين السكان، وتجنب أي خطر للتصعيد. في حين أن فرنسا التي لم تُستهدف بعد بهذه الاختراقات، يتحدث الرئيس إيمانويل ماكرون عن "مواجهة دائمة" مع روسيا، التي يعتبرها "أكبر تهديد هيكلي للأوروبيين، لكن الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، يرفض القول إن روسيا تنوي اختبار التحالف الأطلسي من خلال اختراقات الطائرات المسيرة أو تحليقها فوق المجال الجوي الإستوني، وهو موقفٌ يؤمن به على نطاق واسع المسؤولون والخبراء.