تطرقت الصحف الفرنسية اليوم 9 تشرين الأول / أكتوبر 2025 لمواضيع عدة من بينها وضع الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، و تراجع دعم الرأي العام الأميركي لإسرائيل بسبب حرب غزة، كما الحملة التي يقودها الرئيس الاميركي دونالد ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام، الى جانب الأزمة السياسية في فرنسا التي تصدرت معظم الصحف، وامتداد احتجاجات الجيل الصاعد لتصل الى دول جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى.
ثلاثة فلسطينيين من الضفة الغربية، تاجر، عامل، ووجيه يروون للصحيفة ما عاشوه في السجون الإسرائيلية تحت نظام "الاعتقال الإداري" الذي يسمح بالاحتجاز دون محاكمة أو تهمة.
أكد المعتقلون للصحيفة أنهم تعرضوا للجوع والتعذيب وسوء المعاملة في سجون مثل كتسيعوت في صحراء النقب. يقول أحدهم إنه فقد خمسة وخمسين كيلوغراماً بسبب سياسة "التغذية الدنيا" التي فرضها الوزير إيتمار بن غفير، في حين تحدث آخرون عن الضرب المبرّح، وتقييد الأيدي، كما الحرمان من الاستحمام، الى جانب الاعتداءات الجنسية، وموت سجناء تحت التعذيب أو الإهمال الطبي. وبعد أن روى معاناته للصحيفة قال أحد السجناء بعد الإفراج عنه إنه "لا يريد أن يعيش ابنه ما عاشه هو لمجرد أنه فلسطيني"
تشير الصحيفة الى أن عدد المعتقلين الفلسطينيين ازداد إلى أكثر من 11 ألفاً، بينهم أكثر من 3,500 موقوف إداري منذ حرب غزة وذلك بحسب أرقام منظمات إسرائيلية وفلسطينية وثقت من جهتها عشرات الوفيات في السجون، معتبرة الظروف "جحيماً حقيقيا".
تشهد الولايات المتحدة تحولًا غير مسبوق في الرأي العام تجاه حرب غزة، إذ أظهرت استطلاعات الرأي منذ تشرين الأول / أكتوبر 2023 تراجع الدعم لإسرائيل وارتفاع التعاطف مع الفلسطينيين، خصوصًا بين الشباب واللاتينيين والأفارقة الأمريكيين. للمرة الأولى، أظهر استطلاع "نيويورك تايمز" أن خمسة وثلاثين بالمئة من الأمريكيين يدعمون الفلسطينيين مقابل أربعة وثلاثين بالمئة لإسرائيل، فيما عبّر أربعة وخمسون بالمئة من الديمقراطيين عن تأييدهم للفلسطينيين مقابل استمرار دعم ثلاثة وستين بالمئة من الجمهوريين لإسرائيل. حتى داخل الجالية اليهودية الأمريكية، تشير الصحيفة الى أن واحدا وستين بالمئة يعتقدون أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب.
هذا التحول أدى إلى تآكل الإجماع التقليدي المؤيد لإسرائيل في واشنطن، مع تنامي الدعوات داخل الحزب الديمقراطي لوقف تصدير السلاح وفرض قيود على التعاون العسكري، وباتت حرب غزة قضية انتخابية محورية قد تؤثر على انتخابات 2026 و2028 داخل المعسكر الديمقراطي بحسب الصحيفة.
تقول الصحيفة إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يخفي هوسه بجائزة نوبل للسلام التي نالها باراك أوباما عام 2009 مشيرة الى أنه يسعى بشكل علني للحصول على هذه الجائزة.
ورغم تباهيه أمام الأمم المتحدة بأنه "أنقذ ملايين الأرواح" وأنهى "سبع حروب"، يؤكد الخبراء النرويجيون أن فرصه شبه معدومة.
في أوسلو، تشدد لجنة نوبل على أن حملاته وضغوطه لن تؤثر على قراراتها. ويرى مؤرخون أن ترامب "حالة فريدة" لكونه يقود بنفسه حملة وصفتها بالشرسة لترشيحه، مشيرين إلى أن الحكومة النرويجية لا تملك سلطة على اللجنة. ورغم دعم بعض القادة، مثل نتنياهو، لترامب في هذا الإطار يعتبر الباحثون أن إنجازاته المزعومة مبالغ فيها أو غير حقيقية. ويؤكد خبراء معهد أبحاث السلام أن سياساته تسببت بمزيد من "عدم الاستقرار العالمي"، وأن فوزه لن يحدث إلا إذا أصيبت لجنة نوبل بـ"انهيار عقلي".
تواجه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين غدا مقترحين لسحب الثقة، قادتهما أحزاب من اليسار واليمين المتطرف، لكن فرص نجاحهما ضئيلة جدًا بحسب الصحيفة.
على مدى العام الماضي، أعرب الاشتراكيون والمعتدلون عن استيائهم من تصويت حزب الشعب الأوروبي أحيانًا مع الأحزاب القومية، ما دفع رئيسة المفوضية لتعزيز التعاون مع المجموعات المؤيدة لأوروبا لتقوية الأغلبية الأوروبية. من جهته حزب "الباتريوت" يخطط لتقديم المزيد من مقترحات سحب الثقة، بينما قد يتحرك الاشتراكيون أيضًا إذا استمر الإحباط بحسب ما أشارت الصحيفة.
التوتر يمتد حتى بين الحزب الشعبي والمفوضية بشأن حظر السيارات التقليدية، الميزانية الأوروبية، كما الاتفاقيات التجارية مع ترامب والميركوسور.
يشير يانيك بانسي الأستاذ المحاضر في معهد الدراسات الأوروبية بجامعة السوربون إلى أن العديد من القادة السياسيين الفرنسيين يستحضرون إرث الرئيس الأسبق شارل ديغول، رغم أن زمنه وظروفه تختلف جذريًا عن الحاضر. فبينما كانت الجمهورية الخامسة رمزًا للاستقرار والهيبة الدولية، تواجه فرنسا اليوم أزمة سياسية داخلية وانقسامًا حول دورها الدفاعي والأوروبي.
وبحسب المقال تُستغل الديغولية من قبل أحزاب اليمين المتطرف، لتبرير سياسات سلطوية. في المقابل، يحاول ماكرون تحديث العقيدة النووية نحو بعد أوروبي، وسط ضعف الثقة الدولية وتراجع النفوذ الفرنسي، خاصة مع تعثر المشاريع الدفاعية المشتركة.
يدعو الكاتب في مقاله إلى تجاوز الحنين للماضي والتحرر من إرث ديغول من أجل ابتكار حلول جماعية جديدة تحمي الديمقراطية وتواجه التحديات الجيوسياسية الراهنة.
تشهد دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى احتجاجات متزايدة يقودها جيل Z، تعبيرًا عن الإحباط من البطالة والفساد، في ظل تحذيرات البنك الدولي من عجز نماذج النمو الحالية عن استيعاب الطفرة السكانية المقبلة.
فخلال خمسة وعشرين عامًا، سيحتاج أكثر من ستمئة وعشرين مليون شاب إلى وظائف، فيما يحصل أربعة وعشرون بالمئة منهم فقط على عمل براتب حقيقي.
تشير الأرقام الى أنه على الرغم من توقع نمو اقتصادي يبلغ ثلاثة فاصلة ثمانية بالمئة هذا العام بفضل تراجع التضخم وتحسن الاستثمار، يبقى التحدي في خلق فرص عمل نوعية خارج القطاع غير الرسمي منخفض الإنتاجية.
وفي هذا الإطار يدعو البنك الدولي إلى إصلاحات هيكلية تدعم الشركات المتوسطة والكبيرة وتخلق وظائف مستدامة، محذرًا من أن الغضب الشبابي قد يعرقل الإصلاحات الضرورية لمستقبل القارة.