اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تصدر معظم الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 10 تشرين الأول / أكتوبر. بعض الصحف اعتبرت أنه اتفاق هش لا يقدم أي ضمان لوقف طويل الأمد للقتال، في حين رأت صحف أخرى أنه يشكل فرصة للفلسطينيين كي يلتقطوا أنفاسهم بعد حرب طويلة. الصحف الفرنسية تطرقت أيضا الى وضع نتنياهو بعد الاتفاق، الى جانب نفوذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إسرائيل، كما وضع الأفغان المطرودين من إيران وباكستان.
تقول الصحيفة إن قبول حماس بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بعد عامين يمثل مخاطرة بالتخلي عن وسيلة الضغط الوحيدة التي تملكها. فقد أعلنت من مصر استعدادها لإطلاق جميع الرهائن أملاً في إنهاء الحرب في غزة، لكنها لم تحصل على ضمانات بانسحاب إسرائيلي أو وقف دائم للقتال، رغم إعلان ترامب عن اتفاق للسلام.
في مقابلة على موقع Drop الأميركي أكد موسى أبو مرزوق أحد أبرز قادة حماس إن عملية تبادل الأسرى ستتم خلال فترة محددة، مشيرًا إلى أن بعض الجثث لا تزال مفقودة.
ورغم ما وصفه بالاستفزاز الإسرائيلي في القدس، يشير أبو مرزوق الى أن حماس لم ترد حفاظًا على التقدم في الاتفاق، كما أثنت على جهود ترامب لكنها تشكك في التزامه بعد الإفراج عن الرهائن.
الصحيفة نقلت قول أبو مرزوق الذي أكد أن حماس لم تعد تهتم بالمفاوضات السياسية، إذ تتركها لمنظمة التحرير، معتبرة نفسها "فكرة" لذلك لا يمكنها أن تستسلم أو ترفع الراية البيضاء بحسب المسؤول الفلسطيني.
أجّج الاتفاق الأخير حول صفقة الرهائن الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية، إذ يجد بنيامين نتنياهو نفسه محاصرًا بين اليمين المتطرف الرافض لأي تنازل وواشنطن التي تضغط لوقف الحرب.
في الموازاة، ازدادت عزلة إسرائيل الدولية مع اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية وتصاعد الانتقادات الأمريكية، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي في قطر الذي فاقم التوتر مع واشنطن.
من جهته نتنياهو تقول الصحيفة يحاول الآن موازنة الضغوط الداخلية والخارجية، بينما يسعى شركاؤه في اليمين المتطرف، سموتريتش وبن غفير، لاستغلال الاتفاق لتعزيز شعبيتهم.
وخلص المقال الى انه وعلى الرغم من تحقيق إسرائيل مكاسب عسكرية وإطلاق بعض الرهائن، فإن الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد الدولي، وعمّق عزلة نتنياهو السياسية.
تحدثت سفيرة فلسطين في فرنسا هالة أبو حصيرة للصحيفة حول الموقف الفلسطيني المرحب باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة الى أن الاتفاق يُعدّ ثمرة جهد دولي ومؤشرًا على صمود الفلسطينيين في وجه التهجير والإبادة في غزة، مع السماح بعودة بعض النازحين إلى الشمال.
السفيرة قالت إن سكان غزة يعبّرون عن ارتياح حذر، متمنّين أن يُحترم وقف النار وأن يتمكنوا من دفن موتاهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية.
وأضافت أبو حصيرة أن ضمان نجاح الاتفاق يعتمد على ضغط ترامب ودور الوساطة المصرية والقطرية، مشددًة على أن الحل يكمن في عملية سياسية تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 الى جانب إشراك السلطة الفلسطينية في إعادة إعمار غزة ونزع سلاح المستوطنين في الضفة الغربية.
مسؤولة الأنشطة الطبية في "أطباء بلا حدود" كارين هوستر روت للصحيفة تجربتها في غزة حيث قضت أكثر من ثمانية أشهر في خلال عامين، مؤكدة أنها شهدت دماراً واسعاً وهجمات متكررة.
في غزة السكان يُجبرون على الانتقال بين مناطق "آمنة" حسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، والطرق المزدحمة بالملاجئ المؤقتة صعبة التنقل، بينما يهدد الشتاء حياة البعض.
هوستر تقول إنه منذ بدء النزاع، قتل خمسة عشر موظفاً من المنظمة، بينهم زملاؤها عبد الحميد قراداي وعمر حايك، كما أصيب آخرون، لافتة الى أن الحزن في غزة رفاهية غير ممكنة، فالطاقم ينتقل فوراً لإنقاذ المرضى.
رغم المناطق المعلنة "آمنة"، تقول هوستر القصف يستهدف المدنيين بشكل متكرر، ومعظم الضحايا هم أطفال ونساء وكبار السن، كما أن نقص المعدات والأطباء يفاقم المعاناة، في حين تزيد المجاعة طول فترة التعافي وحدّة الإصابات، فيما يعاني الأطفال من إصابات بتر واسعة وتأثيرات نفسية.
المسؤولة الأممية رأت أن غزة لم تُدمَر مادياً فقط، بل أيضاً سُلب السكان مستقبلهم.
ترى الصحيفة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نال إشادة واسعة في إسرائيل بعد نجاحه في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن من حماس، ما جعله يُعتبر "المنقذ الحقيقي" للإسرائيليين بعد أكثر من عامين من الحرب المدمّرة في غزة.
في المقابل، يشير المقال الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدا معزولًا وفاقدًا للدعم الشعبي، إذ تجاهل منتدى عائلات الرهائن ذكره في بياناته، ووجّه الشكر الكامل لترامب، داعيًا إلى منحه جائزة نوبل للسلام.
كما دعا المنتدى الرئيس الأمريكي لإلقاء خطاب في تل أبيب، في خطوة تُبرز التهميش المتزايد لنتنياهو الذي يُتَّهم بعدم الاكتراث بمصير الرهائن وبالعمل للحفاظ على سلطته. ويراه كثير من الإسرائيليين مسؤولًا جزئيًا عن أحداث السابع من أكتوبر 2023، فيما تُظهر استطلاعات الرأي انهيار شعبية حكومته اليمينية بحسب الصحيفة.
خلال عامين، أُجبر أكثر من أربعة ملايين أفغاني على العودة قسراً من إيران وباكستان إلى أفغانستان، حيث عاش كثيرون منهم لعقود هرباً من الصراعات والفقر. يُجبر العائدون على الانتظار في مراكز حدودية مكتظة، بلا أموال أو ممتلكات، وسط ظروف صعبة ومعاملة قاسية من السلطات.
في باكستان، تم تنفيذ خطة لإعادة اللاجئين غير الشرعيين، بينما اتبعت إيران سياسات مشابهة، مع تصعيد خلال النزاعات الإقليمية، في حين تقدم طالبان دعمًا محدودًا عبر النقل والمساعدات الغذائية والنقدية.