الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء 12/02/2025 تطرقت إلى موضوع الحرب في الشرق الأوسط وتهديدات ترامب بترحيل الفلسطينيين بالإضافة إلى اقتراب الذكرى العشرين لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأاسبق رفيق الحريري، والازمة الطويلة بين المغرب والجزائر
البداية من الشرق الأوسط ومقال حمل عنوان: قليل من الحكمة يصلح النكسة
يرى الدكتور عبد المنعم سعيد أن المنطقة العربية تواجه اليوم لحظة مشابهة للنكسة التي حدثت عام 1967، حيث تحملت كافة الأطياف السياسية والاجتماعية تبعات الهزيمة في الحرب مع إسرائيل حينها، أُصدرت "اللاءات الثلاث" في مؤتمر الخرطوم، التي كانت تعبيرا عن عزيمة العرب على أن النكسة لن تدوم، تلتها حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر التي حققت بعض الانتصارات، بما في ذلك مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو.
اليوم، بدأت نكسة جديدة مع تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل أكثر قسوة، ما أدى إلى تفاقم الجراح وفتح أفقًا جديدا للتهجير الفلسطيني، بل ووصول الولايات المتحدة إلى مرحلة من التدخل المباشر لتحديد مصير الفلسطينيين، هذا كله يحدث بينما العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في تحسن مستمر، ومع تقدم بعض هذه الدول اقتصاديا واجتماعيا بعد "الربيع العربي."
الحرب الحالية أسفرت عن دمار واسع النطاق، إلا أن هناك محاولات مستمرة للوصول إلى تهدئة أو تسوية، مثل قمة السلام في القاهرة ومبادرات وقف إطلاق النار ومع ذلك، جاءت ردود أفعال تعقد الوضع، مثل موقف "حماس" الذي أعلن عن استمرار القتال، وتصريحات ترامب التي أعادت الأمور إلى مربع النكبة الأولى.
الموقف العربي الآن بحاجة إلى حكمة تتجاوز التعاطف الدولي مع الفلسطينيين كما أن الوقت قد حان لتحمل النخبة الفلسطينية مسؤولياتها تجاه الشعب، والتحضير لانتخابات فلسطينية عادلة لضمان مستقبل أفضل.
عشرون عاماً بلا رفيق الحريري... ماذا يقول لسعد؟
مضت عشرون سنة منذ رحيل رفيق الحريري، ومع مرور الوقت، تبقى ذكراه حية في قلوب اللبنانيين، رغم مرور الزمن وتغير الظروف فقد كان الحريري رمزا للتحرر من الهيمنة والمظلومية، بينما أصبح غيابه غصة في قلوبنا، وكأن لبنان لا يزال رهينة فقده.
لا تزال الحُفرة التي قضى فيها، والشوارع المليئة بالزجاج المتناثر، تذكرنا بعنف الحقد الذي دفع ثمنه، وتظل دماء الشهداء شهادة على مظلوميته أمام محكمة السماء بعد ما فشلت محكمة الأرض في تحقيق العدالة.
ومع مرور الوقت، نتساءل: لماذا ما زلنا نستذكره بعد عشرين عاما؟ الجواب يكمن في أننا نفتقد شخصيته التي كانت قادرة على حل الأزمات السياسية والاقتصادية التي عجزت عن حلها الأطراف المعنية.
يخاطبهم رفيق من وسط بيروت قائلاً: ماذا تفعلون؟ وكيف تتصرفون؟ ولماذا الوطن تذبحون؟ وهو لا يخاطب عائلته أو تياره أو أصحابه، بل يوجّه لومه وعتابه لكلّ من تقلّد المسؤوليات
وسيسأل وريثه سعد الذي احببناه وناصرناه وما سرقناه، ماذا فعلت يا أبا حسام؟ أين من علّمتهم وعلّموني، من أحببتهم وأحبّوني؟ أعلم أنّ السياسة لا تبنى بالعلم والحب وحدهما، لكن لا شيء.
يختتم مصطفى العويك مقاله بالتأكيد على أن لبنان بحاجة ماسة لرفيق الحريري أكثر من أي وقت مضى. لا أحد في لبنان اليوم يستطيع ملء مكانه، مما يجعله الحي في ذاكرة اللبنانيين، بينما يظل الجميع ماضين في السياسات التي لا تصب في مصلحة الوطن.
القدس العربي: هل نلوم الجزائر أم نلوم المغرب؟
نزار بولحية الكاتب التونسي هو من لاحظ ظهور رئيس الوزراء الفرنسي السابق، دومينيك دوفيلبان، على قناة الجزائر الدولية ليعبّر عن تفاؤله بقدرة الفرنسيين والجزائريين على تجاوز الأزمة الأخيرة بين البلدين فطرح الكاتب سؤالا على نفسه هل يمكن لأي مسؤول جزائري حالي أو سابق أن يظهر غدا على شاشة قناة تلفزيونية مغربية ليقول نفس الكلام عن الأزمة بين الجزائر والمغرب؟ وهل يمكن للمسؤول المغربي أن يتحدث على قناة جزائرية بنفس التصريح؟ بالطبع، الجواب هو لا والسبب يرى بولحية أن قنوات إعلام البلدين غالبا ما تستضيف أصوات المعارضة للنظامين، الذين يكتفون بشن الهجمات على بعضهم البعض، مستبعدين تمامًا أي احتمال للتصالح أو الاتفاق.
لقد جرب الجزائريون والمغاربة، لوقت طويل، لوم بعضهم البعض، وربما حان الوقت لخوض تجربة جديدة، وهي أن يستمع كل طرف للآخر وعلى الرغم من أن هذا يبدو مثالياً، يطرح الكاتب سؤالا أكثر إشكالية وهو: هل من حل آخر؟
يدعو الكاتب للتفكير في كيفية إهدار ستة عقود كاملة من الصراعات العبثية بين الجزائر والمغرب بعد استقلالهما، وكيفية تجاوز هذه التحديات الموروثة
لاحظ الكاتب أن قسمًا واسعًا من القراء يصر على توجيه أصبع الاتهام إلى طرف معين، حسب جنسية المعلقين، إما الجزائر أو المغرب، ويتعامل مع هذا الصراع كقضية وطنية تستدعي محاكمة أحد الطرفين
يجب على الصحافيين تناول القضية بحذر وحياد، مع التأكيد على أهمية الحوار والتقارب بين الجانبين، بدلاً من تبني مواقف تقوي الخلافات مع أنه للأسف، وسائل الإعلام في كلا البلدين تركز على تعميق الصراع بدلاً من تسليط الضوء على القواسم المشتركة
في النهاية ينصح الكاتب ربما حان الوقت للأجيال الجديدة لتجاوز هذا الصراع الذي طال أمده، وأن يبادر كل طرف للاستماع للطرف الآخر والتفاهم بدلا من اللوم المستمر.