فتاة تنجب ستة أطفال... من والدها!
الواقعة حدثت في إحدى المناطق القروية في المغرب، وهي الآن مطروحة أمام أنظار القضاء. هذه القضية تكشف لنا عن واقع أوسع وأخطر بكثير. بعد انتشار الخبر، توالت شهادات متعددة لفتيات ونساء من مناطق وأعمار مختلفة، يحكين عن اعتداءات جنسية تعرضن لها في طفولتهن أو مراهقتهن، غالبا من أقرب الناس إليهن: الأب أو الأخ.
الأفظع أن هذه الاعتداءات لا تحدث في الخفاء فقط، بل كثيرا ما تعرف بها الأسرة وتتستر عليها. تتم حماية المعتدي باسم “الستر” أو “الخوف من الفضيحة”، بينما تبقى الضحية وحيدة تواجه جروحا نفسية عميقة قد ترافقها مدى الحياة.
في حالات كثيرة، يكبر المعتدي داخل أسرته ومجتمعه كـ“شخص محترم”، بينما تكبر الضحية مثقلة بالصمت والعار والآلام التي لا يراها أحد.
لا توجد إحصائيات دقيقة حول هذه الجرائم سواء في المغرب أو في العالم. لكن، من خلال الشهادات التي نشرت على مواقع التواصل، يتضح أنها ليست مجرد حوادث معزولة. هناك منظومة صمت تحمي المجرم وتخنق صوت الضحية. الأسوأ أن بعض الأمهات يساهمن بأنفسهن في إخفاء الجريمة، خوفا أو ضعفا أو حماية للرجل في الحكاية: الأب أو الأخ الذي يعتدي جنسيا على ابنته أو أخته. والنتيجة واحدة: تمكين المعتدي من تكرار جرائمه. ومن الإفلات منها بسلام.
حين نصمت عن هذه الجرائم البشعة، فنحن لا نحمي الأسرة كما نعتقد، بل نُطَبع مع العنف.
حماية الضحايا تستلزم الاعتراف بوجود الجريمة أولا، ثم بناءَ آليات دعم حقيقية: نفسية، اجتماعية، وقانونية. الأهم هو كسر الصمت. فالسكوت ليس سترا، بل ظلم مضاعف للضحايا وتواطؤ مع الجناة.
القضية اليوم أمام القضاء، لكن ما هو مطروح في العمق أكبر من حكم قضائي. إنه سؤال مجتمع بأكمله: هل نملك الشجاعة لمواجهة حقيقة موجعة، أم نستمر في التواطؤ مع العنف باسم الشرف والسمعة؟