عناوين النشرة العلمية :
- حقنتان سنويتان من عقار Yeytuo تقي بدرجة شبه كاملة تجاه فيروس السيدا
- فراشات " bogongs" تعتمد في هجرتها لمسافات طويلة على بوصلة بيولوجية داخلية
- روبوت أعماق البحار "Haiqin" يعمل على عمق 6000 متر كما كشفت التجارب الصينية
بعدما أجازت الولايات المتحدة في حزيران/يونيو الفائت طرح دواء Yeztugo من شركة Gilead، أعطت بدورها المفوضية الأوروبية الضوء الأخضر لطرح هذا الدواء في دول الاتحاد الأوروبي كعلاج وقائي جديد لفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
غالبية المنتجات المنافسة لعقار Yeytuo كما سمّي أوروبّيا ترتكز على تناول قرص فموي يوميا من العلاج الوقائي قبل التعرّض PrEP. لكنّ ميزة دواء Yeytuo أنّه يحمي بشكل كبير من فيروس السيدا عن طريق حقنتين سنويتين ليس إلّا، الأمر الذي يعتبر بتطوّر طبّي كبير قد يحدث نقلة نوعية في مكافحة الإيدز.
لدى البالغين والمراهقين، أظهرت التجربتان السريريتان اللتان أجرتهما شركة Gilead حول علاجها الوقائي بحقنتين سنويتين، أنّه يساهم مساهمة كبيرة في انخفاض خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية بنسبة تصل إلى 99,9% ما يوفّر فاعلية غير مسبوقة في الحماية من السيدا.
يؤمَل أن تؤدّي الطريقة المُبسّطة في إعطاء الدواء عبر حقنتين إلى تحسين الوقاية لدى الفئات المُعرّضة للخطر، لا سيّما في البلدان النامية. لكنّ العائق الأبرز أمام توفّر وتوسّع رقعة استخدام عقار Yeytuo من الذين همّ بأمسّ الحاجة إليه يكمن في أنّ سعره خيالي وتتجاوز تكلفته السنوية للفرد الواحد 28 ألف دولار في الولايات المتحدة بدون أن تكشف شركة Gilead عن تكلفته داخل الاتّحاد الأوروبي.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصندوق العالمي، الذي هو شراكة بين القطاعين العام والخاص، كان قد سبق أن أعلن في تموز/يوليو الفائت، أنه وقّع عقدا مع شركة "غلياد" الأميركية لتوفير علاجها الوقائي للدول المنخفضة والمتوسطة الدخل.
كيف تهتدي فراشات الليل إلى وجهتها أثناء ساعات السفر الليلي ؟
فراشات الليل bogongs عن اسمها العلمي Agrotis infusa تتّجه في كلّ ربيع إلى جبال الألب الأسترالية لقضاء الصيف الحارّ في كهوف الجبال الباردة. تسترشد تلك الفراشات بالنجوم وبالمجال المغناطيسي للأرض لكي تتمكّن من أن تقطع سنويا مسافة 1000 كيلومتر ، وفق ما كشفت عنه دراسة دولية نشرتها مجلّة Nature بقيادة باحثين من جامعة Lund في السويد.
https://www.nature.com/articles/s41586-025-09135-3
سرّ الملاحة في واحدة من أكثر الهجرات إثارة للدهشة في عالم الحشرات هو أنّ فراشات bogongs وعلى الرّغم من أنّ دماغها صغير لا يتعدّى بحجمه حبّة الخشخاش فإنّها تعتمد في هجرتها على نظام ملاحيّ مزدوج. في الظروف المناخية التي تكون فيها النجوم مرئية تستدلّ الفراشات على وجهتها من خلال النجوم تماما كالبحّارة القدماء. أمّا حين لا تكون النجوم مرئية، فتعتمد فراشات bogongs على المجال المغناطيسي للأرض بغية التوجّه نحو وجهتها النهائية. ضمن دماغ تلك الفراشات يتواجد بروتين يعمل كالبوصلة البيولوجية هو بروتين cryptochrome . يحوّل هذا البروتين المعلومات عن المجال المغناطيسي والضوء إلى إشارات يستخدمها النظام العصبي لدى الفراشة بغية الاسترشاد إلى المنطقة التي تشاء بلوغها.
ستواصل الأبحاث المستقبلية سعيها إلى معرفة علام تعتمد فراشات bogongs لكي تحدّد بدقّة متناهية أنّها وصلت إلى هدفها المنشود بعد سفر طويل.
بعد انخفاض حادّ في أعداد فراشات Bogongs بنسبة 99% بسبب الجفاف قبل ثماني سنوات، بدأت بالتعافي أخيرا. غير أنّ تغير المناخ الذي يخلّف كوارث، أصبحنا نلمسها أكثر فأكثر، سيؤدّي إلى زيادة وتيرة الجفاف، مع عواقب وخيمة على هذه الفراشات وسواها من الكائنات الحيّة.
الصين ماضية في تطوير روبوتات سبر أغوار عمق المحيطات
في الاختبارات التجريبية لروبوت أعماق البحار " Haiqin " في بحر الصين الجنوبي، أظهر هذا الروبوت الصيني الذي يتمّ التحكّم به عن بعد أداءً ممتازًا أثناء الغوص حتى عمق 4140 مترا، في دلالة واضحة على أنّه جاهز للعمل بكفاءة على عمق 6 كيلومترات وفق المعايير الدولية.
بتزويداته التكنولوجيّة المتقدمة التي تشمل كاميرات عالية الدقة، وأذرع آلية دقيقة، وأجهزة استشعار متعددة، صمّم روبوت " Haiqin " الذي يزن 3.6 طن، لكي يؤدّي مجموعة واسعة من الأبحاث المتعلقّة بالحفر وبجيولوجيا قاع البحر. وستوكل إليه مهام مراقبة العمليات المناخية المتعلقة بالمحيطات ورصد الكائنات الحية في الأعماق السحيقة وجمع عينات لبّية من أعماق تصل إلى 30 مترًا.
جامعة Sun Yat-sen ومن مرفأ Zhuhai نظّمت بعثة بحرية لاستخدام الروبوت " Haiqin " بالتعاون مع جهاز صيني آخر هو "هايدو-1" الذي يُعتبر أحد أبرز الروبوتات المخصصة لاستكشاف أعمق مناطق المحيطات نظرا إلى قدرته على العمل في عمق 900 10 متر. شكّلت الرحلة البحرية العلمية التي نظّمتها الجامعة المذكورة أوّل مشروع من نوعه يتمّ فيه تشغيل جهازين مسيّرين تحت الماء من سفينة بحثية واحدة.
وقد سمح التعاون بين النظامين الروبوتيين بجمع بيانات أكثر شمولية خلال عملية غوص واحدة، وتنفيذ مهام علمية متعددة في وقت واحد.
الهدف من تطوير روبوتات استكشاف أعماق المحيطات هو أنّ الدول تتسابق فيما بينها لدراسة المناطق التي تتواجد فيها الحصى المعدنية التي ستستغلّ في المستقبل عبر أعمال التنقيب.