عناوين النشرة العلمية :
- نتائج تجارب المرحلة الثالثة على لقاح الإنفلونزا الموسمية من شركة "موديرنا" جاءت إيجابية
- بولندا تواصل حماية ذئابها، ما يُعدُّ نجاحا قلّ مثيلُه في أوروبا في مجال الحفاظ على البيئة
- الناسا و Unistellar أكّدتا اكتشافهما لكوكب خارجي بارد يُضاف إلى اللائحة الطويلة للكواكب المتواجدة خارج نظامنا الشمسي
في خطوة جديدة نحو تحقيق مشروعها للقاح مشترك ومضاد في آن للإنفلونزا والكوفيد-19، سجّلت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاح المقترح من قبل شركة موديرنا الأميركية نتائج إيجابية ما يدعم فرصة طرح لقاح mRNA-1010 الذي يستخدم تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال.
قورنت فاعلية هذا اللقاح مع فاعلية اللقاح الكلاسيكي للإنفلونزا الموسمية الذي يُحبّذ أن يعطى سنويا للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما فأكثر. عقب المقارنة ما بين لقاح الإنفلونزا الكلاسيكي المعتمد منذ زمن ولقاح الإنفلونزا الذي تستخدم فيه شركة موديرنا تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) تبيّن أنّ هذا الأخير كان فعالا ويتمتّع بميزة "المُطابقة الرادعة لسلالات الإنفلونزا المنتشرة بشكل واسع".
سيوفّر اللقاح الثنائي من شركة موديرنا "استجابة سريعة خلال جائحة إنفلونزا المستقبلية وسيتيح اللقاح المقترح من شركة موديرنا أن تُنافس بقوة في سوق لقاحات الإنفلونزا التي كانت تهيمن عليها سابقا شركات مثل "سانوفي" الفرنسية و"جي إس كيه" البريطانية.
تجدر الإشارة إلى أنّ ما حصل في موسم الإنفلونزا الماضي يؤكد الحاجة إلى لقاحات أكثر فاعلية حين نعلم أنّ وباء الإنفلونزا في شتاء 2024-2025 كان شديدا من حيث الوفيات وحالات الاستشفاء. وصلت حالات الاستشفاء وزيارات العيادات الخارجية المرتبطة بالإنفلونزا في الولايات المتحدة الشتاء الفائت إلى أعلى مستوى لها في 15 عاما بعدما استلزمت معالجة أكثر من 600 ألف أميركي في المستشفيات بسبب الإنفلونزا. وفي فرنسا، عولج نحو 30 ألف شخص في المستشفيات بسبب الإنفلونزا خلال الفترة نفسها.
هل وصم الذئاب بالشيطانية مبرّرا ؟
عالم الأحياء والباحث Roman Gula الذي يتابع منذ سنوات قطيعا من الذئاب يعيش في منطقة غابات قرب Konskie الواقعة بين وارسو وكراكوف، لاحظ بفخر أنّ الذئاب وبعدما انقرضت في بولندا في خمسينات القرن العشرين بسبب الصيد والحرب حقّقت عودةً ملحوظةً لتستوطن في الغابات البولندية قرابة 3600 ذئب وهو العدد الأكبر في أوروبا.
إلّا أنّ سمعة ومصير الذئاب في أوروبا لا يبعث على الطمأنينة لأنّ تلك الحيوانات اللاحمة ما زالت توصم بالشيطانية بالأخصّ عقب تخفيض النواب الأوروبيين من فترة قصيرة تصنيف الذئاب من "محمية بشكل صارم" إلى "محمية"، ما مهّد الطريق لمعاودة صيدها وفق قواعد محددة لتعلّل المفوضية الأوروبية هذا القرار بحجّة أن انتشار الذئاب يهدّد البشر والماشية.
لكنّ الذئاب "تخشى" البشر، وتتجنّبهم. كما أن ثمة طرقا عدّة لحماية الماشية من خطر الذئاب حسبما يقول الباحث غولا الذي يلمس "ضعفا في تطبيق" القوانين المانعة صيد الذئاب غير المبرّر.
طبعا، ساهم الاحترار المناخي في تغيير الطريقة التي تصطاد بها الذئاب الرمادية. ترى خبيرة الذئاب Sabina Pieruzek-Nowak التي أمضت عقودا في درسها في بولندا أن "التغييرات التي لحقت بعادات صيد الذئاب لطرائدها تُحقق منافع ملموسة للاقتصاد البشري".
إنّ اتساع نطاق الحقول الزراعية على حساب مساحة الغابات، يجعل الحيوانات البرية كالغزلان والخنازير البرية تنتقل إلى الحقول بحثا عن الغذاء، مما يُسبّب أضرارا جسيمة. لكنّ "الذئاب أصبحت تقتل الحيوانات البرية في الحقول. وهذه أخبار سارة للمزارعين. لذلك تخصّص Pieruzek-Nowakوقتا طويلا في دحض الادّعاءات الكاذبة في شأن الذئاب، هي التي لاحظت أن الحملات التي يشنّها السياسيون ضدّ الذئاب لها تأثير مدمّر على سمعة هذا الحيوان في أوروبا.
أربعة وعشرون هاويا لعلم الفلك ساعدوا في التعرّف على كوكب بارد عملاق خارج نظامنا الشمسي
شركة Unistellar الفرنسية الرائدة في مجال صناعة التلسكوبات الذكية ذات الرؤية المُحسّنة لصالح عامّة الشعب، أكّدت وجود كوكب خارجي جديد يتميّز بميزات نادرة لكونه عملاق غازي بارد، هو TOI-4465 b. يبعد كوكب TOI-4465 b قرابة 400 سنة ضوئية عن الأرض. أتى اكتشاف هذا الكوكب الخارجي البارد ثمرة التعاون بين مهمة (TESS) التابعة لوكالة الناسا وشبكة Unistellar التي تضمّ أكبر مجتمع عالمي لهواة الفلك المواطنين الذين عددهم 25000 مستخدم، يُستعان بهم بانتظام للمساهمة في برامج علمية رئيسية.
من ضمن أعضاء شبكة Unistellar، استطاع أربعة وعشرون هاويا لعلم الفلك، ينتمون لعشر دول، أن يقدّموا ملاحظاتٍ وأدلّة حاسمة أكدت وجود الكوكب الخارجي البارد TOI-4465 b الذي يحتاج 102 يوما لإتمام دورة كاملة حول نجمه. هذا الكوكب الخارجي ليس مجرد عملاق غازي فحسب، لا بل إنّ خصائصه الفريدة تجعله مرشحًا رئيسيًا للدراسات الفلكية المستقبلية لأنّ حجمه ودرجة الحرارة الباردة فيه، يوفّران فرصة مغرية للاستكشاف باستخدام التلسكوبات المتقدّمة من قبيل تلسكوب جيمس ويب.
نشير إلى أنّ الكشف عن الكوكب الخارجي البارد TOI-4465 b يمثّل فصلاً مثيرًا في البحث المستمرّ عن الكواكب الخارجية، وهو يجسّد الإمكانات المذهلة عندما يتّحد العلماء المحترفون مع المواطنين الهواة في سبيل البحث عن أجرام سماوية جديدة.
بات مجموع الكواكب الخارجية التي وُثّق اكتشافها منذ ثلاثين عاما يزيد عن 7000 آلاف كوكب إذا ما علمنا أنّ التعرّف على الكواكب خارج نظامنا الشمسي يتطلّب حملات رصد مطوّلة تستمرّ لأشهر عدّة.