معاصي السر هي تلك الذنوب التي يرتكبها الإنسان في الخفاء، بعيدًا عن أعين الناس، ظنًا منه أنه في مأمن من المحاسبة، متجاهلًا أن الله يراه في كل وقت وحين. فهي اختبار حقيقي للإيمان والورع، إذ يظهر فيها مدى استشعار العبد لرقابة الله عليه، بعيدًا عن نظرات البشر وأحكامهم. وما يجعلها أكثر خطرًا أن النفس تزيّن لصاحبها الاستهانة بها، لأنه لا يجد من يلومه أو يردعه، فتتحول إلى عادة خفية تضعف القلب وتبعده عن الله شيئًا فشيئًا. ومع ذلك، فإن باب التوبة مفتوح دائمًا، ورحمة الله تسع كل من رجع إليه صادقًا نادمًا، سائلًا المغفرة والهداية.