تعكس مناقشات وزراء الخارجية العرب في المنامة تحضيرا للقمة العربية التي تستضيفها البحرين غدا الخميس مدى الغضب والتوتر والإحباط من استمرار الحرب على غزة وإصرار إسرائيل على اجتياح رفح بعد فشل مفاوضات الهدنة، مع ما يرافق ذلك من معاناة إنسانية قاسية لأهل قطاع غزة.
وفي افتتاح اجتماع الوزراء، أشار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين والأعراف الدولية أضعفت مصداقية النظام الدولي ومؤسساته، وقال إن غياب تفعيل اليات المحاسبة الدولية فاقم حجم الكارثة الإنسانية.
أما الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط فاتهم إسرائيل بارتكاب التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، وأعاد إبراز هدفين أساسيين للتحرك الدبلوماسي العربي وهما أولا وقف الحرب فورا والتصدي لمخطط تهجير الفلسطينيين، وثانيا العمل من دون تأخير لتحقيق رؤية حل الدولتين وفقا لخارطة طريق واضحة، وشدد أبو الغيط على ضرورة عقد مؤتمر دولي تشارك فيه الأطراف المقتنعة بحل الدولتين والراغبة في تعزيز فرص تحقيقه.
والواقع أن كل الأفكار التي طرحت، لا سيما المؤتمر الدولي أو المحاسبة الدولية لإسرائيل، هي موضع خلاف بين العواصم العربية والإدارة الأميركية التي لم تستطع مع حليفها الإسرائيلي بلورة نهاية للحرب المستمرة.
ثم أن واشنطن التي تدعو إلى وضع إقليمي جديد أساسه أمن إسرائيل والتطبيع العربي معها، لم تتمكن بعد من إعلان التزام أميركي حاسم بإقامة دولة فلسطينية، وهو ما سيكون عدا الوقف الفوري للحرب، المطلب الرئيسي للقمة العربية.
لكن هناك تساؤلات كثيرة عن أي جديد يمكن أن تخرج به هذه القمة، فهل يتفق أعضاؤها مثلا على رؤية عربية لليوم التالي في غزة بعد الحرب؟
وهل تقرر مشاركة عربية لجنوب أفريقيا في شكواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية؟
وهل تتخذ أي موقف من إيران ووكلائها الذين ساهموا في زيادة التوتر الإقليمي؟
عدا ذلك كانت مؤتمرات القمة حريصة دائما على التنبيه إلى المخاطر التي تحيط بالأمن القومي العربي، ووسط تداعيات الحرب على غزة، يعترف الجميع الأن بأن هذه المخاطر قد زادت.
فهل تكون لدى القادة العرب أوراق جديدة يلعبونها في هذا المجال؟
الأفكار كثيرة والمبادرات قليلة والقدرات أقل.