العملية البرية ومستقبل القضية الفلسطينية، اتفاقات ابراهام تنهار امام طوفان الأقصى، والوطن العربي يواجه خطرا على أمنه الإنساني. هذه هذه أبرز العناوين التي أفردت المواقع والصحف العربية صفحاتها لها اليوم.
الشرق الأوسط: الحذر من تغيير الخرائط
وسط دعم دولي غير مسبوق لإسرائيل بعد عملية «طوفان الأقصى»، وتعهد خماسي من زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا بدعم قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها. الأكيد وفق ما كتبه طارق الحميد أنَّنا نعيش أجواء ما بعد «11 أيلول/ سبتمبر» الإرهابية بالولايات المتحدة، لكنَّها «11 سبتمبر» إسرائيل، وبالتالي فإنَّ القاعدة الاستراتيجية الآن هي الجنون، ولا مكان لصوت العقل.
ولذلك، الحذر كل الحذر من تغيير الخرائط والعودة إلى المربع صفر. والخوف اليوم، وسط حديث متزايد يمهد للرأي العام، أن إسرائيل تسعى إلى اجتياح بري كامل لغزة، وهذا ليس خوفاً على حماس، وإنما على القضية.
وتتابع الشرق الأوسط بالإشارة الى تحذير المصريين من دعوات النزوح الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، مما يعني تغييراً للخرائط، والواقع على الأرض، وهذا ما يُخشى حال اندلعت جبهة لبنان، خصوصاً مع تعهد بنيامين نتنياهو بأن أصداء هذه المعركة ستبقى لأجيال قادمة.
القدس العربي: اتفاقات أبراهام نحو غرفة الإنعاش
يتوقع محمد كريشان في مقاله هذا جمودا في مسار التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل رغم كل الضغوط الأمريكية. إذ لم يعد بمقدور عدد من العواصم العربية، سواء التي طبّعت أصلا أو كانت في طريقها إلى ذلك، أن تجد أي مبررات ـ مهما كانت هزيلة ـ تقدمها لاستمرار هذا النهج الذي سيستنزف أي رصيد لها بين أبناء شعبها وسيضر بسمعتها في المحيط.
ويستنتج كريشان في القدس العربي ان الصعوبة المتناهية التي ستجدها واشنطن في المرحلة المقبلة إن هي قررت المضي قدما في محاولة توسيع ما يسمى «معسكر السلام» العربي من خلال اتفاقات أبراهام التي ستدخل حاليا غرفة الإنعاش لفترة قد تطول. كما أن واشنطن فقدت، وربما إلى الأبد، أي وجاهة سياسية أو أخلاقية تجعلها قادرة على تقديم نفسها وسيطا قادرا على الدفع بأي تسوية تضمن الحد الأدنى من شروط التسوية المتوازنة أو العادلة، خاصة وأن مواصلة الحديث عن «حل الدولتين» لم تعد له أي مصداقية أو قيمة يعتدّ بها، لأن مثل هذا الحل يفترض بداهة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وهو ما لا أحد يسعى إليه بالمرة مع أنه يتحوّل إلى نظام فصل عنصري واضح, حسب القدس العربي.
الخليج الإماراتية: هل من أمن قومي عربي؟
عبد الحسين شعبان يرى ان مفهوم الأمن القومي العربي لم يتكامل إلّا بعد تفاقم الصراع العربي الإسرائيلي، والبداية كانت صدمة الاستعمار في مطلع القرن العشرين، الأمر الذي خلق شعوراً متنامياً بأن الأمة العربية مهدّدة، وأن هذا التهديد هو لمصيرها ومستقبلها. وكان مثل هذا التطوّر الجنيني قد بدأ بعد سقوط الدولة العثمانية، والذي تجسّد بتأسيس جامعة الدول العربية وقيام إسرائيل ثم الحرب العربية الإسرائيلية منعطفاً جديداً في تكريس الأمن القومي العربي ليترجم عملياً عام 1950 إلى دعم المجهود الحربي بقيام «معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي»، ثم السوق العربية المشتركة ومقاطعة إسرائيل.
وفي الخليج الإماراتية فإن ما زاد من تحديات الأمن القومي، الحروب والنزاعات العربية والإقليمية؛ فالحرب العراقية - الإيرانية وغزو العراق للكويت، عاظمت مشكلات المنطقة، خصوصاً ما تبعها من حصار واحتلال العراق، والحروب الأهلية والتدخلات الإقليمية.
ليس هذا فحسب، بل إن العالم العربي، يواجه اليوم تحديات قديمة جديدة تتعلّق بالأمن الإنساني، بما فيه المياه والغذاء والطاقة، سواء من جانب تركيا (دجلة والفرات)، أو مصر والسودان بالنسبة لنهر النيل، وتستمر إسرائيل في شفط المياه الجوفية من الأرض المحتلة ومرتفعات الجولان.