تخوف من تدويل حدود غزة, القراءة الأردنية "لطوفان الأقصى", واحياء السلام لتلافي الانفجار بين الفلسطينيين والإسرائيليين ,هذه العناوين وغيرها تناولتها الصحف والمواقع العربية اليوم الثلثاء 10 تشرين الاول/ اكتوبر 2023.
كتب إبراهيم ابراش , إلى حد الآن لا يبدو أن الحرب ستتطور إلى حرب إقليمية حتى على مستوى حزب الله، لانشغال محور المقاومة بمشاكل داخلية وتعرض أطراف المحور لضغوط دولية والخوف من الانزلاق إلى حرب لن تكون مع إسرائيل فقط بل مع واشنطن والغرب عمومًا. وبالتالي ستقتصر الحرب الآن على جبهة قطاع غزة وإسناد شعبي من فلسطينيي الضفة وستكون حربا صعبة تمتد لأيام وأسابيع وستغير المعادلة في قطاع غزة وربما في الشرق الأقصى.
من السابق لأوانه الحسم في نتائج الحرب ومدى قدرة المقاومة الفلسطينية على تحقيق أهدافها الإستراتيجية في هذه المرحلة من الحرب. فابراش يأمل من خلال مقاله في العرب اللندنية من فصائل المقاومة الحذر من مخطط إسرائيلي سيتم تنفيذه بعد حرب برية على القطاع حيث يتم استدعاء تدخل دولي يؤدي إلى مرابطة قوات دولية على حدود القطاع وقطع التواصل والعلاقات كليا مع القطاع ورميه في أحضان مصر، وخصوصا بعد اقتحام المقاتلين الفلسطينيين للمعابر بين القطاع واسرائيل وبالتالي مع بقية فلسطين، واحتمال عدم فتحها مرة أخرى.
تتنازع النخبة السياسية الأردنية على قراءتين رئيسيتين لعملية حركة حماس "طوفان الأقصى" وما حقّقته، عسكريا واستراتيجيا. الأولى مسكونة بالهواجس التقليدية والثانية تنظر إلى تجاوز تلك المخاوف والانتقال إلى الأفق الاستراتيجي الذي فتحته العملية على صعيد المصالح الاستراتيجية والأمن الوطني الأردني.
تتأسّس القراءة الأولى بحسب مقال محمد أبو رمان في العربي الجديد على هاجسين رئيسين: يضع الأول ,حماس وما تقوم به ضمن معادلة الإسلام السياسي في الأردن وفلسطين، ويربط بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ويعطي بُعداً جديداً لانتصارها بربطه بالأجندة الإقليمية لإيران ومصالحها في المنطقة. ويتمثل الهاجس الثاني في القلق من تداعيات ما يحدُث على حالة الاستقرار السياسي في الضفة الغربية، واحتمال انتقال المواجهات وامتدادها إليها، ما قد يؤدّي إلى نتائج وخيمة تنعكس على الأمن الوطني الأردني.
برأي ناصيف حتي في "النهار" إن القضية الفلسطينية ليست على سلّم الاولويات الدولية ولا الاقليمية، لكن مخاطر استمرار التوتر والقتال والدخول في حرب استنزاف ممتدة تشهد تخفيضا وتصعيدا ولو نجحت الاطراف المعنية موقتا في احتواء التصعيد، تحمل انعكاسات سلبية على مستوى الاقليم وعلى مصالح القوى الدولية المعنية ولو بدرجات مختلفة في الاقليم.
وبحسب صحيفة النهار , بقي ان هنالك قوى دولية واقليمية مختلفة، منها اطراف الرباعي ,الامم المتحدة، الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي وروسيا ، قادرة على ان تلعب دورا، ضمن صيغ وهياكل تعاون متعددة، لإعادة احياء عملية السلام. بالطبع يبقى العائق الرئيسي امام وضع عملية السلام على سكة التسوية وهي سكة طويلة، مرتبطة بقدرة العامل الدولي وكذلك الاسرائيلي الداخلي متى شعر الاخير بالسخونة وانسداد الافق امام تحقيق اهداف الحكومة الحالية، وبمخاطر انفجار الوضع والذهاب نحو المجهول، إحداث التغيير المطلوب داخليا: تغيير الحكومة او تغيير جذري في سياساتها، وهذا ليس بالامر السهل او السريع التحقق لكنه ممكن مع الوقت كشرط ضروري، وايضا غير كاف لتلافي انفجار كبير ستكون له ارتداداته في الاقليم بدرجات ومستويات مختلفة.
يرى عبد المحسن الحسيني أن هذه الحرب فرصة لأن تدفع العرب لإنجاز المبادرة العربية، وذلك من خلال إقناع العالم بأن يتعهد بإلزام إسرائيل بالقرارات الأممية التي صدرت عن مجلس الأمن، والتي تتضمن تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، والتي تنص على إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ويتابع الحسيني في الانباء الكويتية بالإشارة الى ان الظروف التي تمر بها المنطقة تجبر كل الجهات على أن تتحرك لتنفيذ قرارات مجلس الأمن التي تحفظ الحقوق الفلسطينية.. ويقول: دعونا نستغل هذه الأزمة لأن نستكمل مفاوضات السلام في المنطقة، دعونا نعمل بجدية الآن على أن ندفع كل الدول الغربية إلى الدفع في هذا الاتجاه حتى ينال الفلسطينيون حقوقهم المشروعة، والعمل على أن يحرص الجميع على إنجاز قرارات مجلس الأمن التي تضمن إقرار السلام العادل القائم على حفظ الحقوق الفلسطينية.