المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي أكد في تصريح خاص لإذاعتنا بأن هذا الاجتماع هدفه الأساسي التعبير عن رفض الدول العربية لاستهداف المدنيين العزل في غزة. تحدث لنا أيضا عن اللقاء الذي عقده الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو والإعلان المشترك بأن الجامعة وروسيا ستعملان على وقف إراقة الدماء في إسرائيل وغزة.
أجرى الحوار الزميل عبدالإله الصالحي
هدف الاجتماع الطاريء للجامعة العربية في القاهرة هو انقاذ غزة من انتقام اسرائيل
الأستاذ جمال رشدي الناطق الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية. أحمد أبو الغيط معك نتوقف إذن عند هذه الزيارة الهامة واللافتة والتي كانت مبرمجة قبل الحرب التي وقعت في غزة وإسرائيل. أبو الغيط التقى بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو وكانت هناك محادثات يبدو أنها ذات حمولة مهمة وقوية. وتتوجت ببيان مشترك حول ما يحدث في إسرائيل؟
أهلا بك وبالسادة المستمعين. كما تحدثت حضرتك فعلا كانت هذه الزيارة إلى موسكو مبرمجة سلفا بدعوة من وزير الخارجية الروسي للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. ولكن وبسبب الأحداث طبعا في غزة كان اللقاء يعني مخصصا بدرجة كبيرة لمناقشة تداعيات هذه الأحداث ومعالجتها، ويعني في الحقيقة أن المباحثات وما تمخض عنها من مؤتمر صحفي للجانبين يعني عكست قدرا كبيرا من التقارب في وجهات النظر ورؤية الجانبين سواء الجامعة العربية أو الجانب الروسي للأحداث الجارية. الموقف الروسي من المواجهات في غزة يعني كما نتابع جميعا وكما سجلنا نحن في الجامعة العربية في قدر كبير من التوازن يعني عبرت روسيا في اليوم الأول لهذه المواجهات عن موقف عقلاني ومتوازن من الأحداث بخلاف مواقف دولية أخرى. وبالتالي كان هناك مجال لتبادل وجهات النظر بشأن ما يحدث والجانب الروسي حقيقةً تحدث عن أسباب جوهرية أدت للوصول بنا إلى هذا الوضع ولا يجب إغفال هذه الأسباب. الأمين العام للجامعة العربية أيضا كانت لديه فرصة لكي يعبر عن الموقف العربي وأن يعبر عن تقديره للموقف الروسي سواء في المواقف المعلنة أو في مجلس الأمن، لأنه طبعا الجانب الروسي لعب دورا في إصدار بيان رئاسي عن مجلس الأمن بشأن هذه الأحداث، ولأنه وجد أن البيان الحقيقة يعكس وجهة نظر واحدة في الأحداث ولا يأخذ في الاعتبار يعني أصول هذا الوضع والأسباب الجوهرية التي أدت إلى انفجاره على هذا النحو طبعا الذي نشهده جميعا. وبطبيعة الحال كان هناك اتفاق أيضا في أن الأولوية الأولى هي لوقف هذا التصعيد لأنه ليس في مصلحة أي طرف، وأنه في الحقيقة أنه طبعا قتل المدنيين من الجانبين هو مسألة مرفوضة. الأمين العام للجامعة العربية عبر عن هذا الموقف بوضوح في إدانة لعملية استهداف المدنيين، ولكن يجب أن تكون هذه الإدانة شاملة للمدنيين من الطرفين وليس من طرف واحد.
طيب أستاذ جمال رشدي اجتماع الجامعة العربية غدا في القاهرة للتباحث وتدارس الأوضاع في غزة وإسرائيل دع إليه المغرب في بيان رسمي قبل يومين. سؤالي ماذا يمكن أن تفعل الجامعة العربية في سياق خاص ونعرف جميعا أن هناك عدة دول عربية طبعت مع إسرائيل، وهناك دول عربية أخرى ترفض هذا التطبيع منها الجزائر وتونس وسوريا مثلا. ما ذا في استطاعة الجامعة العربية أن تفعل؟
طبعا كما تفضلت حضرتك، وبالفعل المغرب بصفتها رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري دعت إليه وأيضا دعت دولة فلسطين إلى هذا الاجتماع، وهو اجتماع يعني مهم في هذا التوقيت لكي يعبر عن إرادة جماعية عربية تجاه ما يحدث. نعم الحقيقة هو أن هناك مواقف صدرت من جانب عدد من الدول العربية، كل دولة عبرت عن مواقفها. يعني طبعا اللي حضرتك تفضلت به بخصوص تباينات في المواقف العربية لكن هناك خط جامع للمواقف العربية.
ما هو بالضبط؟
هو طبعا أنه لا أحد يقبل بأن يتم استهداف غزة أو تدميرها أو الانتقام من أهلها. هذا الاجتماع أظن أنه الهدف الأول منه هو حماية أهلنا في غزة، أن تجنب التصعيد وخفض التصعيد والدخول في عملية تهدئة، لأن الحقيقة أن الجانب العربي سواء دول لها اتفاقيات مع إسرائيل أو غيره. كل الدول العربية لديها إجماع وهناك توافق على أنه مرفوض أن يتم الانتقام من المدنيين الفلسطينيين من سكان غزة، فهذا الخط هو طبعا خط سيكون أساسيا في اجتماع الغد. وأظن أيضا أن جميع الدول العربية ترى أن هذه الأحداث لم تبدأ من اليوم. يعني من الخطأ الشديد أن نفصل هذه الأحداث وهذه المواجهات من سياقها الأوسع، وأن نغفل المسار الذي أوصلنا إلى هذه النقطة لأنه الحقيقة في الفترة الأخيرة وفي وقت تولي تألفت فيه هذه الحكومة اليمينية في إسرائيل كان هناك نوع اتجاه واضح ناحية تصعيد الأوضاع. وكانت هناك تحذيرات كثيرة من دول عربية ومن غيرها. هذه الضغوط وهذا وهذه السياسات وهذه المواقف وبعضها مواقف في الحقيقة عنصرية حتى بمعيار السياسة الإسرائيلية نفسها. هذه المواقف ستقود في النهاية إلى نوع من الانفجار للوضع. وطبعا هذا يعني أن لا أحد يمكنه أن يتنبأ بشكل أو مكان أو توقيت الانفجار. منذ السنة الماضية كان هناك اتجاه واضح أن تصاعد العنف وتصاعد القمع الإسرائيلي إلى أخره، فيعني الدول العربية مجمعة على هذه النقاط، كما هي مجمعة أيضا على أن هناك مسارا يمكن أن يوفر حياة المدنيين في إسرائيل وفي فلسطين، يعني لا يجب أن يموت أي مدني أو أي شخص، في الحقيقة في إسرائيل وفي فلسطين. وهناك تصور يمكن أن يقود إلى سلام وأمن للجميع والجامعة العربية هي المعبرة والأمينة على هذا المسار الممثل في مبادرة السلام العربية.
أستاذ جمال سؤال أخير، هذه التباينات والاختلافات التي تحدثنا عنها وتطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل وهناك مفاوضات الان بين السعودية وإسرائيل بشأن تطبيع كامل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، هل هذا يضعف أيضا من الموقف العربي؟
الأساسيات وركائز الموقف العربي كما شرحت لحضرتك واضحة وثابتة. ليس هناك دولة عربية تخلت مثلا عن مبادرة السلام العربية ومبادرة السلام العربية التي هي على أساس حل الدولتين. وهو التصور الذي أجمعت عليه الدول العربية جميعا وأيضا أكثر من خمسين دولة إسلامية. فهذا هذا هو مسار الحل الذي أجمعت عليه حتى الدول التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل. وبالتالي رؤية الدول العربية لمعالجة القضية الفلسطينية وطريقة تسوية الوضع في فلسطين هي رؤية متفق عليها ورؤيتهم واحدة للأحداث الحالية. وكما شرحت لحضرتك إن هناك إجماع على أنه ينبغي حماية غزة من تعرضها لعملية انتقام إسرائيلي. الأولوية الأهم هي حماية غزة وأهلها من التعرض لانتقام لا يميز بين مدني وعسكري أو مدني ومقاتل، فهذه النقاط هي الأساس للموقف العربي. ودعنا لا نستبق الأحداث الاجتماع. غدا في القاهرة في مقر الجامعة، وسنرى المواقف التي ستخرج من هذا الاجتماع..
الأستاذ جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية. شكرا جزيلا لك.