جولةٌ في الصحف العربية الصادرة في 10 أيار-مايو مع محمد سيف الدين.
نقرأ في هذه الصحيفة عن الظاهرة اللافتة، التي تتمثّلُ في الاتساعِ المتزايدِ للحراكِ الطلابي في جامعاتِ العالم، رغمَ تَعرُّضِ الجامعاتِ والطلاب لضغوطٍ هائلة.
وتقولُ الصحيفة إن هذه الظاهرة شهِدَت تَمدُّداً ضمنَ قوسٍ جغرافيٍ هائلِ الاتساع، من أستراليا واليابان حتى البرازيل، مروراً بأوروبا وأمريكا.
ويتحدثُ المقالُ عن مقاربةٍ كاشفة، حيثُ اعتبرَ أكاديميٌ أمريكيٌ معروف، أن الطلابَ المشاركين في الحَراك الذي أجَّجَتهُ الحربُ الإسرائيليةُ على غزة، هم «أساتذةٌ يُعَلِّمونَ الناسَ ما يُفتَرَضُ بهذهِ الجامعاتِ أن تَفعَلَهُ، وهو التعليمُ والصقلُ والارتقاءُ، والتميزُ الفكري والثقافي والأخلاقي، كونَهُم يُخرِجونَ الناسَ من الجهلِ إلى الفَهم».
لا أحد، في تلكَ الجامعات، على حدِ رأيه، «يفعلُ هذا حالياً، أكثرَ من هؤلاء. إنهم يعلِّمونَ أساتذَتَهُم الكبار وإداراتِهِم. إنهم يعلمونَ كلَ المجتمع والحضارة. ليست هذه دروساً في العلومِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والشؤونِ الدولية أو التاريخ، برأيِهِ، بل هي دروسُ تشريحِ الإمبراطوريةِ الأمريكية، والاستعمار، فاضحينَ بيولوجيا العنصرية وأهمُ أورامِها: الصهيونية.
قدّمت مجلةُ «كاونتر بنش» اليسارية الأمريكية في مقالٍ لأكاديمي، عرضاً يشرحُ الإطارَ العامّ للأزمةِ الجارية، ضمن إطارِ العلاقةِ الاستتباعية للجامعاتِ الأمريكية بالشركاتِ العسكرية المرتبطة، طبعاً، بآلةِ الحربِ الصناعيةِ الإسرائيلية وتزويدِها (وهو نمطٌ يكرِرُ نفسَهُ في بلدانٍ أخرى، مثلَ كندا وأستراليا وبريطانيا)، بحسبِ رأي القدس العربي.
في هذا المقال، كتبَ رضوان السيد يقولُ إن الحديثَ عن القوةِ الناعمة وقدرتِها على النجاحِ في السياساتِ الدولية، أصبحَ من العناوين المثيرةِ للسخرية.
ويضيفُ أن القوةَ الناعمة لم تستطِع الصمودَ في وجهِ هجومِ «القاعدة»، عامَ 2001 على أميركا. وجاءَت حربا أفغانستان والعراق مَثَلَينِ على استخدامِ القوةِ الخشنة. وإذا كانت القوةُ الناعمة تَحتَمِلُ عدةَ مخارج أو سياسات، فإنَ القوةَ الخشنة لا تَمتَلِكُ في الغالب غيرَ مخرجٍ أو مخرجين: إما المقاطعة والحصار وإما الحرب!
ويتابعُ الكاتب متسائلاً: هل يمكنُ الحديثُ عن جاذبيةِ القوةِ الأميركية الناعمة؟ ويجيبُ أنهُ بعدَ عام 2001، صارَت أميركا تَتدَخلُ بالقوةِ الخشنة في كلِ مكان. وفي البيئاتِ العربيةِ والإسلامية، تُستَثارُ الجهاتُ الأصولية بالداخل، وتَنشُبُ حروبٌ مع الأميركيين ومع الجهاتِ الأخرى بالداخل. وفي العراقِ وسوريا دخلَ الإيرانيون على الخط والأتراك، وصارت الحروبُ دولية، وفيها الأميركيون والروسُ أيضاً، وبالطبعِ وسطَ هذه الظروف، لا يُمكِنُ الحديثُ عن نجاحٍ للقوةِ الناعمةِ أو الخشنة.
ويختِمُ الكاتب بأنه لا شكَ في تراجُعِ الهيبةِ الأميركية. لكنَّ عالمَ أميركا في أوروبا وأميركا الوسطى والجنوبية والمحيط الهادي وبحر الصين لم ينتهِ بالطبع. إنما في تلكَ النواحي، حيثُ تَحضُرُ الصين يَصعُبُ تَصوُّرُ الصدام.
يتحدثُ بشار نرش في هذا المقال، عن اقترابِ موعِدِ انعقادِ القمّةِ العربية في المنامة في السادس عشر من الشهرِ الحالي، ويصفُ القممَ العربية، بأنها قممٌ "عابرة"، حيثُ لم يَعُد انعقادُها يثيرُ اهتماماً كبيراً، سواء في داخلِ المنطقةِ العربية أو في خارجِها.
ويضيفُ الكاتب أن معظمَ القممِ العربية لم تستطِع أن تلعَبَ دوراً حيوياً في قضايا الوطن العربي. وباستثناءِ قمةِ الخرطوم عام 1967، التي لاتزالُ في الذاكرة لاءاتُها الثلاث: لا صلحَ، لا تفاوضَ، لا اعتراف. لم تساهِم أيُّ قمّةٍ عربية في حلحلةِ أيِّ مشكلةٍ عربية، بل على العكسِ من ذلك، ساهم بعضُها في زيادةِ الاحتقان، بل فُتحت الأبوابَ مشرّعةً واسعة، وبلا مِصدّات للتدخلِ الخارجي.
ويختِمُ الكاتب، بأنَ قمّةَ البحرين، في ظلِّ حالةِ التيهِ التي تُسيطِرُ على الأنظمةِ العربية، يُتوقَّعُ لها أن تكونَ عابرةً وبروتوكولية كغيرِها من القمم العربية السابقة. ومع ذلك، يدعو الكاتب إلى الواقعية، والتعاملِ مع هذا الحدث من منطلقٍ إيجابي، فمجرّدُ اتفاقِ قادةِ العرب على عقدِ قمّةٍ دوريةٍ عابرة، يُعتَبَرُ إنجازاً كبيراً في حدِ ذاتِه.