جولة على الصحف العربية الصادرة هذا الصباح مع محمد سيف الدين.
الشرق الأوسط: حرب غزة: هل تعيد صراع الحضارات للواجهة؟
في مقالِهِ هذا، يقولُ فيصل محمد صالح، إن أيَ متابعٍ لتغطيةِ وسائلِ الإعلامِ المختلفة، العربية والعالمية، لأحداثِ حربِ غزة التي امتدَّت لتُصبِحَ حربَ دمارٍ شاملٍ ضد القطاع وسكانِه، سيندَهِشُ للمفارقةِ الواضحة في تغطيةِ كُبرياتِ وسائلِ الإعلامِ العالمية، عن تغطيةِ وسائلِ الإعلامِ في المِنطَقَةِ العربيةِ والإسلامية.
وسيزدادُ الاندهاشُ عندَ متابعةِ ردودِ فعلِ ساسةِ وقادةِ الدولِ الغربية بشكلٍ عام؛ فالموقفُ الموحدُ هو إدانةُ هجومِ حركة «حماس» على إسرائيل، وعدُّهُ عمليةً إرهابية، وإعطاءُ إسرائيل ضوءاً أخضرَ لشنِ حربٍ شاملةٍ على غزة بحجةِ حقِها في الدفاعِ عن النفس. ثم وفي الوقتِ نفسه، هناكَ تجاهلٌ كاملٌ للهجماتِ الإسرائيليةِ على غزة، وقبولُ التفسيرِ الإسرائيلي لمذبحةِ المستشفى المعمداني في جنوبِ غزة.
ويتساءَلُ الكاتب، لماذا يعجزُ العالمُ عن إيجادِ رؤيةٍ واحدةٍ لما حدَث؟
ويطرَحُ تفسيراتٍ لذلك، منها سيطرةُ اللوبي الإسرائيلي على الإعلامِ العالمي، وتأثيرُهُ على سياساتِ الدولِ الغربية.
ويستنتجُ أن أخطرَ ما يُظهِرُهُ هذا التباينُ أن العالمَ ينقسِمُ إلى كتلٍ تختلِفُ في تقديراتِها ورؤيَتِها للأشياء، وهو عينُ ما سماهُ المفكرُ الأميركي صموئيل هنتنغتون صراعَ الحضارات.
ويضيفُ أن الجوَ الحالي الذي يقفُ فيه الغربُ بصورةٍ عمياءَ مع إسرائيل، يدفعُ بهذهِ الأطروحة مرةً أخرى إلى الواجهة.
العرب اللندنية: ما شأن أميركا لتدعم الحروب؟
يتساءَلُ علي قاسم في هذا المقال، لماذا فشِلنا في إيصالِ وجهةِ نظرِنا حولَ الصراعِ الفلسطيني – الإسرائيلي؟ ولماذا يعجزُ العالمُ عن رؤيةِ حقيقةٍ تبدو لنا ناصعةً، بعد أن جرَّبنا كلَ الطرقِ، وقبِلنا بالحلولِ وأنصافِ الحلولِ، ومَضَينا بتطبيعِ العِلاقاتِ وتساهَلنا بالشروط، وكانت أقصى مطالبُنا أن يكونَ للفلسطينيينَ دولتُهُم. لماذا تُصِرُ إسرائيلُ على رفضِ هذا المطلَب، ولماذا يَقِفُ العالمُ صامتاً؟
وأن ما يبدو أمراً واضحاً بالنسبةِ إلى الشعوبِ العربيةِ من المحيطِ إلى الخليج، حتى في الدولِ التي سارَت في طريقِ تطبيعِ العِلاقاتِ مع إسرائيل، يبدو معكوساً تماماً بالنسبةِ إلى الغرب.
ويشيرُ الكاتب إلى أنهُ عندما يتحدثُ الرئيسُ الأميركي بايدن عن تهديداتٍ للديمقراطية، فهو يشيرُ بذلكَ إلى حماس تحديدا. ولكن هل من حقِ أيِ جهةٍ أن تُحدِدَ من يُمَثِلُ الشعبَ الفلسطيني، سوى الفلسطينيين أنفسُهُم؟
ويختِمُ بالقول، قد يكونُ مفيداً أن نُذَكِّرَ “دون كيشوت” الولاياتِ المتحدة بايدن، بأنَ حروبَهُ بعيداً عن أميركا، لم تُجدِ الأميركيين نفعاً سواءَ في فيتنام أو أفغانستان أو العراق.. وهي حتماً لن تُجديَ نفعاً في فلسطين.
العربي الجديد: طوفان الأقصى والبوصلة المعطوبة للحكومات العربية
في هذا المقال يقولُ عبد الفتاح ماضي، إنَ أهم ما حقَّقَتهُ عمليةُ حماس هو كسرُ نظريةِ الأمنِ الإسرائيلية، ونقلُ المعركة، لأولِ مرة، إلى الداخلِ الفلسطيني المحتل، ما ساعَدَ في إعادةِ بعضِ التوازُن لمعادلةِ الصراعِ مع إسرائيل.
ويشيرُ في المقابل، إلى أن "مسارَ التسويةِ السلمية" الذي رفعَتهُ الحكوماتُ العربية، لم يحقِق أيُ مكاسب توازي هذه المكاسِب.
ويضيفُ أن بوصِلَةَ الحكوماتِ العربية معطوبةٌ منذُ عقود، وتقومُ سياستُها الخارجية على مغالطاتٍ قاتلةٍ، صارَ ناسٌ كثيرونَ يفهمونَها على أنها تصلُ إلى حدِ التواطؤ، كما تُظهِرُها المناقشاتُ على وسائلِ التواصُلِ الاجتماعي، المتنفّسُ الوحيدُ الذي يُمكِنُ من خلالِهِ معرفةُ نبض ِالشارعِ العربيِ الحقيقي.
ويتابع، إن هذه البوصلة المعطوبة يَكشِفُها البَونُ الشاسِعُ بين المصلحةِ الوطنيةِ للسياساتِ الخارجية التي تمارسُها الحكوماتُ العربية، وما يراهُ الناسُ مصلحةً وطنيةً تُعبِّرُ عن جوهرِ الصراع.
ويرى عبد الفتاح ماضي، أن ما على الحكوماتِ العربية أن تبدأَ فيهِ لانتزاعِ الحقوقِ المشروعةِ للشعبِ الفلسطيني، هو إعادةُ تعريفِ الصراعِ على حقيقتِهِ.
ويضيف، إن القولَ بعدمِ وجودِ بدائل لمسارِ التسويةِ السلميةِ أكذوبة. كانت هناكَ في السابق خِياراتٌ عدّة، ولا تزالُ قائمة.