جولة على الصحف العربية الصادرة هذا الصباح مع محمد سيف الدين
الشرق الأوسط : ما بعد غزة.. افتراضات تحطمت ووقائع استجدت
المقالُ لسام منسّى، وفيه أن حربَ غزة قلبَت مفاهيمَ ومعادلات كانت تُعدُّ ثوابتَ في النزاعِ الفلسطيني الإسرائيلي، وفرضَت وقائعَ مستجدة ستَترُكُ انعكاساتٍ سياسية وعسكرية على دولِ المنطقة، وعلى العِلاقاتِ فيما بينِها ومع الدولِ الكبرى.
ويضيفُ، إن فظاعةَ هذه الحرب كانت بمثابةِ جرسِ إنذارٍ للبنانيينَ كافة، سواءَ المؤيدونَ منهُم لمشروعِ المقاومةِ والممانعة، وكذلك المناهضونَ لهُ.
ويتابعُ منسّى، أن دروسَ حربِ ألفينِ وستة تتجلى اليومَ في أداءِ حزبِ اللهِ المتأني والمتروي إزاءَ ما يجري في غزة، وأنَ الحزبَ حتى الآن، لا يزالُ يراعي مصالحَ لبنان، ولا يريدُ تَحَمُّلَ مسؤوليةِ زَجِّهِ في حربٍ في ظلِ الأزماتِ التي يتخبطُ فيها.
ويضيفُ الكاتب إن حربَ غزة أكّدَت لبنانياً المؤكد، وهو ترسيخُ اللادولة وجعلَها مقتصرةً على عُلبةِ بريدٍ لتبادُلِ الرسائل.
وأنها عَرَّت أيضاً القوى السياسية المؤيدة والمناهضة لـ«حزب الله» كافةً، وبدَت جميعُها غيرَ قادرةٍ أو مؤهلة، أكثرَ من التصفيقِ أو البكاء، إضافةً إلى الخوفِ والتردُدِ وسطَ أزمةٍ هي الأكبرُ والأخطر منذُ عقود.
ويختِمُ المقالُ أنه لا مفرَ لإسرائيل وقوى الممانعة من التسليمِ بحلِ الدولتين، وكشفَت لإسرائيل أن حقوقَ الفلسطينيين لا تُلغى بالمالِ والأعمال، ولا بالقوةِ المفرطة والطغيان والقمع. أما الاكتشافُ الأكبر فكانَ للولاياتِ المتحدة، التي أدرَكَت أنَها لا تستطيعُ التخلي عن الشرقِ الأوسط.
نداء الوطن اللبنانية : يوميّات "صامدين" على خطوط التماس
في هذا المقال تقولُ رمال جوني أن الجنوبيين يستمرّونَ في قراهُم، على قلّةِ عددِهِم، يَتَحَدّون الخوف الذي خلّفته المعركةُ على الحدود. أعدادٌ كبيرةٌ نزحَت نحوَ قرى النبطية وصور وغيرِها، وهناك من فضّلَ البقاء، على قاعدةِ «تعوّدنا».
وتضيفُ أن معظمَ أبناءِ القرى الحدودية تجرَّعوا كأسَ الاحتلالِ والتهجيرِ المُرّ، وذاقوا ويلاتِهِ مرّاتٍ عدة. فمنذُ ما بعدَ تحرير عامِ ألفين شهِدَت هذه القرى نهضةً إنمائيةً لافتة، ازدهَرَ فيها القطاعُ الزراعيُ والسياحة. هذا الضجيجُ انكفأَ اليوم، تحوّلَت القرى إلى حالةِ صمتٍ مرعبة.
وتتابع. أعادَت الحربُ هذهِ القُرى بالذاكرةِ إلى ما قبلَ التحرير، حينها كان أبناءُ كفركلا خارِجَها، وممنوعٌ عليهِم زيارتُها إلا بإذنٍ مسبق، غير أن ما يجري اليومَ لا يعدو كونَهُ «مناوشاتٍ» مع قصفٍ مُتقطِّع، تقولُ "مُحسنة فارس"، وقد عادَت وفتَحَت مَخبَزَها قبلَ ثلاثةِ أيام: لأنّ الحياةَ يجب أن تستمِرّ.
وتختِمُ بالقول، تحوّلَت يومياتُ الناسِ في قرى خطوطِ التماس إلى خَضَّاتٍ متلاحِقة، تنتهي مع انتهاءِ القصف، والخوف أن يطولَ الأمرُ أكثر، فالناسُ قد لا تَحتَمِلُ النزوحَ في ظلِ الأوضاعِ الاقتصاديةِ الصعبة.
العربي الجديد : هزيمة نتنياهو والأصدقاء
في مقالِهِ، يتحدثُ وائل قنديل عن قولِ رئيسِ الوزراءِ الإسرائيلي بنيامين نتنياهو" إن أصدقاءنا في الدولِ العربية والعالم يعرِفونَ أننا إن لم ننتصِر، سيأتي دورُهُم.
ويتابع، إن نتنياهو يقصدُ الانتصارَ على مشروعِ المقاومةِ الفلسطينية، ويقولُ: ها هي أكثر من أربعينَ ساعةً قد مضت على هذا الإعلان الكاشفِ الفاضح، من دونِ أن يجرؤَ واحدٌ من "أصدقائِهِ العرب" على معارضتِهِ أو الردِّ عليهِ وإسكاتِهِ، أو حتى الادّعاء، ولو كذبًا، أنهم يعرفونَ أن دورَهُم لن يأتيَ، وأنهُم ليسوا أصدقاءَهُ، أو أنهم لفلسطين أقرب.
ويضيفُ أن نتنياهو ينطلِقُ في طلبِ الاصطفافِ من معرفةٍ قديمةٍ وعميقةٍ ببُنيةِ العِلاقاتِ العربيةِ الرسمية بنظامِهِ، منذُ أعلنَ قبلَ أكثرَ من عشرِ سنواتٍ، أن حلفًا يجمعُهُ بما أُطلِقَ عليهِ معسكرُ الاعتدالِ العربي في مواجهةِ مِحوَرِ الشر.
ويتابعُ قنديل اقولَ، إن نتنياهو لا يكذبُ أو يبالغُ، حينَ يقولُ إن إسقاطَ مشروعِ المقاومةِ الفلسطينية، وفي القلبِ منهُ "حماس"، غايةٌ مشتركةٌ بين الاحتلالِ وأنظمةٍ عربيةٍ كثيرة، الأصدقاء كما يصفُهُم، ناهيكَ بهذهِ الكراهيةِ لغزّة التي تعرّضت لسلسلةٍ من الحروبِ الوحشية.