دفع التصعيد العسكري النوعي الاخير بين اسرائيل وحزب الله بالمحللين في الولايات المتحدة واسرائيل للتكهن بانه اذا لم يتم ضبط الهجمات والهجمات المضادة والتي تستخدم فيها بشكل ملحوظ صواريخ ومسيرات متطورة من قبل حزب الله، وهجمات اسرائيلية في العمق اللبناني مصممة لقتل قيادات في الحزب، فان التوتر سوف يؤدي الى حرب واسعة مع ان كل طرف يقول انه لا يرغب بهذا الخيار.
شهد شهر مايو-أيار الماضي أعلى نسبة هجمات شنها حزب الله ضد اسرائيل منذ بداية الحرب بين اسرائيل وحماس في اكتوبر –تشرين الاول في السنة الماضية. ارتفاع عدد هجمات حزب الله جلب معه استخدام ملحوظ في الصواريخ المضادة للدبابات والمسيرات والصواريخ، وتصعيد اسرائيلي نوعي في القصف المدفعي والغارات المكثفة في العمق اللبناني.
هذا التصعيد هو تذكير ملحّ بان القتال على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية ليس فقط مرشح للاستمرار، بل للتحول الى قتال شامل، خاصة وان محاولات التوصل الى وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحركة حماس باءت بالفشل، ما يعني ان تلازم الجبهتين مستمر بشكل مفتوح مع ما يحمله ذلك من احتمالات خطيرة.
ويلتقي العديد من المحللين العسكريين على القول انه على الرغم من التهديدات الاسرائيلية العسكرية بشنّ حرب ضد حزب الله لإرغامه على الانسحاب شمال الحدود اللبنانية، فان الجيش الاسرائيلي الذي يفضل الحروب السريعة والمحدودة، لا يريد فتح جبهة ثانية لا يستطيع وقفها او احتوائها بمفرده. ويرى هؤلاء أيضا ان حزب الله، على الرغم من التصريحات الساخنة لقادته واستخدامه للأسلحة المتطورة لا يريد حربا مفتوحة نظرا لمضاعفاتها الاقتصادية المدمرة.
ولكن هذا لا يعني ان التصعيد المدروس والحسابات الباردة سوف تمنع انزلاق الطرفين دون تخطيط مسبق بالضرورة الى حرب شاملة نعلم تاريخ بدايتها ولكن ليس تاريخ او كيفية نهايتها، أو ما هي كلفتها البشرية او الاقتصادية. القلق من انفجار الجبهة اللبنانية-الاسرائيلية هو من بين العوامل الرئيسية التي تفسر المساعي الديبلوماسية الاميركية للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة، وابقاء القنوات الديبلوماسية مفتوحة مع السياسيين اللبنانيين، وعبرهم مع قادة حزب الله لإبقاء الاوضاع على الحدود تحت السيطرة.
الديبلوماسيون الاميركيون ابلغوا القيادات اللبنانية ان الضغوط تتزايد على حكومة بنيامين نتنياهو من السياسيين اليمينيين والمتطرفين لإرغام قوات حزب الله على الانسحاب لشمال الحدود والسماح لعشرات الألاف من الاسرائيليين بالعودة الى ومنازلهم في قرى وبلدات الجليل. اللبنانيون بدورهم يذكرون من يثير معهم هذا الموضوع ان عدد المواطنين اللبنانيين الذين ارغمهم العنف على مغادرة منازلهم في الجنوب هو ضعف عدد النازحين الاسرائيليين.
رغبات قادة اسرائيل وقادة حزب الله بتفادي حرب شاملة على الجبهة اللبنانية-الاسرائيلية، تتعرض الى ضغوط متزايدة من المتغيرات الميدانية والتقلبات والتطورات غير المقصودة أو المحسوبة والتي تزداد حدتها وخطورتها يوميا مع استمرار الحرب في غزة.