تناولت الصحف والمواقع العربية اليوم 23اوت/اب 2025 عدة مقالات من بينها عمليات نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومقال عن تداعيات الاتفاق السوري الإسرائيلي.
يقول جو رحال في صحيفة نداء الوطن اللبنانية إن في لبنان حدث غير عادي دوّى من دون إطلاق رصاصة واحدة. من مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت خرجت شاحنة محمّلة بأسلحة خفيفة وقذائف "آر.بي.جي" باتجاه الجيش اللبناني. مشهد بدا متواضعًا في تفاصيله، لكنه حمل رمزية بالغة: للمرة الأولى منذ عقود، يُسلَّم السلاح من داخل المخيمات الفلسطينية إلى الدولة، في خطوة وُصفت بأنّها بداية مسار طال انتظاره لحصر السلاح بيد الشرعية.
وتابع الكاتب ان الخلفية السياسية لهذه اللحظة تعود إلى لقاء الرئيس اللبناني جوزاف عون بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في 21 أيار الماضي، حيث جرى الاتفاق على أنّ "لا دولة تُبنى بظل سلاح متفلّت ولا أمن يُحفظ خارج مؤسسات الشرعية". وتكرّس المبدأ بقرار لمجلس الوزراء في 5 آب، قضى بتكليف الجيش وضع خطة شاملة تنتهي قبل نهاية العام. وقد لاقى هذا التوجه دعمًا دوليًا وعربيًا لافتًا، إذ رحّبت واشنطن وباريس بالخطوة، فيما اعتبرت القاهرة والرياض أنّها "تأسيس ضروري لاستقرار لبنان وتعزيز الأمن الإقليمي".
يرى فايز سارة في صحيفة الشرق الأوسط انه وسط الحاجة إلى معالجة تداعيات التدخلات الإسرائيلية في سوريا، تصاعدت أحاديث عن احتمالات تطبيع في العلاقات السورية - الإسرائيلية، والتوصل إلى تسوية اتفاقية سلام بين الطرفين. وللحق، فإن هذه الأطروحات مؤجلة حالياً، إن لم نقل بعيدة؛ فلا الظروف مناسبة، ولا الطرف الإسرائيلي يريدها؛ إذ إسرائيل لا تزال ترى أن نظام الرئيس الشرع في دمشق غير مستقر، وبالتالي لا ترغب في التوصل معه إلى اتفاقات ذات أبعاد مستقبلية، والأهم أنها لا تريد أن تقيد نفسها بالتزامات قد تمنعها عن تجديد سياساتها مستقبلاً إزاء سوريا، وخاصة أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها حدود معروفة، بل «حدود مؤقتة».
ويقول الكاتب إن رغبة إسرائيل اليوم في عدم التوصل إلى اتفاقات صلح وسلام وتطبيع مع سوريا، لا تتعارض مع التوصل إلى اتفاقات أمنية، تعيد ترتيب العلاقة على جانبَي خط وقف إطلاق النار، وتوفر لإسرائيل ما أمكن من مكاسب تدخلاتها الأخيرة في سوريا، وما رافقها من فرض وقائع جديدة، غير أن الوصول إلى اتفاقات أمنية سورية - إسرائيلية، ينبغي أن يكون متوازناً، وألا يكون على حساب السوريين.
افاد ناصر السيد نور في صحيفة القدس العربي ان الحرب الجارية في السودان منذ اندلاعها المفاجئ في الخامس عشر من أبريل 2023 وصلت إلى ما يمكن وصفه بالحرب المنسية، والكارثة الإنسانية الأشد فتكا منذ الحرب العالمية الثانية. وهي حرب تكاملت فيها كل العناصر، ما يجعل بشاعتها وثمنها الإنساني الباهظ تحديا دوليا، وفشلا ذريعا لنظم العالم ومنظماته، والأهم ضميره الإنساني. ومن بين كوارث عالمية يشهدها العالم، تظل الكارثة السودانية على مستوى الاستجابة العالمية، الأقل حظاً وبطبيعة الحال الأكثر تدهورا إنسانيا وعسكريا، أوجدت وضعا لم يعد محتملا من مجاعة وأمراض فتاكة، ونزوح مستمر، وكل ما تجره الحروب عادة من ويلات يتحملها الضحايا من المدنيين. ونتائج الصراع، الإنسانية تشهد على فشل العالم ومؤسساته في إيجاد حل.
ويقول الكاتب في صحيفة القدس العربي: " بينما تعجز الأطراف الداخلية المتقاتلة، عن تحقيق ما يوقف الحرب، تتسع دائرة الحرب ويمتد تأثيرها الداخلي والإقليمي، تصاعدا مع أزمات متجددة على الصعيد الدولي والدبلوماسي، دون أن تساهم في وضع حد لنهاية النزاع، بل زادت شدة الحرب بالتدخلات العسكرية المباشرة، ولأن قيادات الحرب المعلنة والمستترة بين الجيش والدعم السريع، ترهنان قرار الحرب اعتمادا على جهات ودول داعمة لاستمرارها، أكثر من حاجة وطنية ملحة لوقفها."