العربي الجديد: المجتمع الإسرائيلي ومآلات المعركة
تساؤلات عن مدى تغير الموقف الأمريكي من الحرب في غزة، وتداعيات هذه الحرب على المجتمع الإسرائيلي بالإضافة إلى قراءة في الموقف الأوروبي من الأحداث، من أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف العربية اليوم
صحيفة القدس العربي: هل من تغيّر في الموقف الأمريكي؟
يرى كاتب الافتتاحية أنه من الطبيعي أن تتركز جهود بلينكن على الدفع في اتجاه إجلاء المزيد من الأجانب من غزة، وكذلك بالإشراف على إطلاق بعض الرهائن. هذا الأمر يستدعي تقديم مقابل لسكان غزة، من قبيل إعلان «هدنة إنسانية» تتوقف فيها هجمات إسرائيل ولو لفترة قصيرة، معتبرا أن مبعث هذه التطوّرات، على الصعيد الأمريكي، هو تصاعد الغضب الجماهيري في العالم من المذابح الوحشية التي ترتكبها إسرائيل، حسب تعبيره، وكذلك تصاعد صوت الجناح المعارض للدعم المطلق لإسرائيل في الحزب الديمقراطي، وكذلك في أوساط اليسار، والمسلمين والأفارقة واللاتينيين، وهي الفئات التي يعوّل الحزب الديمقراطي عليها لفوز جديد لبايدن في الانتخابات القادمة
المجتمع الإسرائيلي ومآلات المعركة
كتب أحمد الجندي في صحيفة العربي الجديد أن المجتمع الإسرائيلي مرّ بمراحل مختلفة منذ هجوم 7 أكتوبر ، ففي الأيام الأولى كان الهجوم شديدا على القيادات السياسية والعسكرية والاستخبارية، ومع تشكّل حكومة طوارئ، وحشد القوات العسكرية حول حدود قطاع غزّة تراجع التجاذب مؤقتا. ومع مرور الوقت من دون تحقيق إنجاز حقيقي، وتفاقم أزمة الأسرى، وعدم وضعهم على أولويات العملية التي تخطّط لها إسرائيل، عاد التوتر إلى المجتمع، ثم عاد ليهدأ "مؤقّتا" مع انطلاق الحملة البرّية
واعتبر الكاتب أن بعض الأحداث التي تسهم في تفكّك المجتمع الإسرائيلي نابعة من تصرّفات نتنياهو والدائرة المحيطة به، وأسلوب إدارته التآمري و نهاية المعركة من دون الوصول إلى سقف أهدافها بالقضاء على حركة حماس، مع ارتفاع فاتورتها البشرية والاقتصادية والنفسية، واحتمال اتّساع رقعتها، ستأخذ المجتمع الإسرائيلي إلى طريق اللاعودة
أوروبا وفلسطين... معالجة الخطيئة بخطيئة أكبر
أشار مصطفى فحص في صحيفة الشرق الأوسط إلى أن حرب غزة كشفت أن العقل النخبوي في أوروبا مازال مصراً على معالجة الخطايا بممارسة خطايا أكبر، وهذا الفعل الراديكالي الواضح لبعضهم في حرب غزة بعيداً عن موقفهم من فِعلة «حماس»، يبرهن إلى حد ما على أنه ليس من موقع القوة بل نتيجة ضعف ومحدودية الفعل، تُغطيه بمواقف استعلائية متطرفة، الأمر الذي يعزز التقدير بأفول النموذج الغربي الأوروبي، وانتقال التأثير العالمي إلى مناطق أخرى من العالم
وحسب الكاتب حرب غزة كشفت عن مستوى التصدع الأوروبي وعدم انسجام المواقف، وهذا له عدة أسباب في مقدمتها الإرث التاريخي لكل بلد أوروبي في علاقته مع معاداة السامية وفي ماضيه الكولونيالي إضافةً إلى صعود اليمين المتطرف واستبدال عدائه المطلق للإسلام بالعداء لليهود. هذه التباينات الداخلية الحادة منعت صدور موقف أوروبي موحد
خيارات ما بعد حرب غزة
أشارت الاتحاد الإماراتية إلى أن الوضع في الشرق الأوسط اليوم مختلفٌ، غير أن إحدى النتائج الممكنة قد تكون توسيعَ الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل إقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل. لكن لكي يحدث هذا، سيتعين على إسرائيل أن توافق على تسوية نهائية مع حكومة فلسطينية جديدة تعترف رسمياً بوضع إسرائيل القانوني كدولة في الشرق الأوسط. غير أن المشكلة هي أنه مهما بدت هذه النتيجة إيجابية، فإن القوى المتطرفة في المنطقة ستقاوم مثل هذه الجهود إذا لم يتم إقناعها بأن بقاءَها ومصالحها على المدى الطويل ستستفيد من منطقة أقل عنفاً، وتواجه تحديات وجودية جرّاء الاحتباس الحراري أكثر منه جرّاء الصراعات العرقية والدينية التاريخية