المجلاتُ الفرنسية الصادرة هذا الصباح في 23 تموز يوليو تحدثت عن مخاوف أوكرانيا والاتحاد الأوروبي من عودةِ ترامب إلى البيت الأبيض، والحرب المختلطة الجديدة بين واشنطن وبكين حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بالإضافةِ إلى حركةٍ فرنسيةٍ من سياسيين ومثقفين وصحافيين مؤيدة لروسيا.
تقولُ الكاتبةُ سارة دانيال في L Obs إن سيناريو الكابوس بالنسبةِ لكييف والاتحاد الأوروبي لإعادةِ انتخابِ أحد أسوأ رؤساء الولايات المتحدة العام المقبل بدأ يُنظَرُ فيهِ بجدية من قبل حلفاءِ واشنطن.
فصيغةُ دونالد ترامب المبسطة لوقفِ الحربِ في أوكرانيا في غضونِ أربعِ وعشرينَ ساعةً ليست واضحة. لأنهُ كانَ سيُرتِبُ للتنازلِ عن الأراضي الأوكرانية لروسيا، وسيقطعُ المساعداتِ العسكرية عن أوكرانيا.
ويتابعُ المقالُ أن الرئيسَ الفرنسي إيمانويل ماكرون طرحَ ما يشغلُ بالَ جميعِ الحكومات الأوروبية حين قال: لا يمكِنُنا تفويضُ أمنِنا الجماعي واستقرارِنا لخياراتِ الناخبينَ الأمريكيين في السنوات المقبلة.
فإذا أحيت أميركا إغراءَاتِها الانعزالية وأصبحت أقل انخراطاً في الناتو، فهل يمكن لأوروبا أن تملأَ هذا الفراغ وتنفذ هذا الحكم الذاتي الاستراتيجي الذي يدعو إليهِ ماكرون؟ لا شيء أقل تأكيدًا.
ويضيفُ المقالُ أن غزوَ أوكرانيا أظهرَ اعتمادَ الأوروبيين الشديد على الولاياتِ المتحدة من أجلِ الأمن. وأن الأوروبيين يفتقرون إلى زعيمٍ يحلُّ محلَّ القيادةِ الأميركية. فألمانيا لديها تقاليد سلمية، وبريطانيا ابتعدت عن الشؤون الأوروبية منذ خروجها من الاتحاد، وفرنسا لا توحي بالثقةِ للأوروبيين.
وتخلُصُ الكاتبة إلى أن التبعيةَ الأوروبية ليست خيارًا مرغوبًا في الحقبةِ المقبلةِ من المنافسةِ الجيوسياسية الشديدة، لذلكَ يجبُ على أوروبا تعزيزَ استقلاليتِها وقوتِها العسكرية. وبشكلٍ خاص مراجعةَ قوتِها الرادعةِ النووية. فأوروبا القوية فقط ستكونُ قادرةً على مقاومةِ محاولاتِ ترامب الحتمية لتفكيكِ نفوذِها.
لوبنيون: ذكاؤكَ الاصطناعي بنكهةِ الرأسماليةِ أو اللينينيةِ الماركسية الجديدة؟
يقولُ ديفيد بافيريز إن ثلاثةَ عقودٍ من "اقتصادِ السلام" تفسحُ المجالَ أمامَ "اقتصادِ حربٍ" جديد، يتطورُ إلى شكلٍ جديدٍ من "الحربِ المختلطة". لقد دخلنا حقبةً جديدة، فقد جاء الإعلانُ عن إصدارِ ChatGPT3 ليقرعَ ناقوسَ الموت لتأمين التفوق التكنولوجي للصين.
يتابعُ الكاتب إن تاريخَ السابع من أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي سيُسجّل في التاريخِ باسمِ بيرل هاربور القرن الحالي. يومَها قررت واشنطن قطعَ وصولِ بكين إلى التكنولوجيا الأميركية المتطورة في ثلاثةِ مجالاتٍ أساسيةٍ للمستقبل: الرقائقُ عاليةِ الأداء، والحوسبةُ الكمية والذكاءُ الاصطناعي (AI).
ويضيفُ أنَ من بينِ أشكالِ القتالِ الجديدة كانت الحربُ التكنولوجية، ومعركةُ الذكاءِ الاصطناعي بين الصين وأميركا.
إستغرقَ الأمرُ عدةَ أشهرٍ للصينيين وبطلهم الوطني شركةُ Baidu لتقديمِ Ernie نموذجهُم المنافس لChatGPT، لكن الشكوكَ تحيطُ بهِ، مع وجودِ أربعِ نقاط ضعفٍ فيه: أولُها تفوقُ قواعد البيانات الغربية الهائل من حيثُ الكميةِ والنوعية. وثانيها أمنُ البيانات، واعتمادُ الذكاءُ الاصطناعي الصيني على الأجهزةِ الأميركية عاليةِ التقينة، وثالِثُها مواصلة واشنطن جذبَ أفضلِ العقولِ في العالم، ورابِعُها دورُ القطاعِ الخاص في تمويل الذكاءِ الاصطناعي.
ويتساءَلُ المقالُ: ألا يوجد سيناريو يقضي بانتصارِ بكين وواشنطن على حسابِ أوروبا؟
تعرضُ L Express ملفاً موسعاً حولَ وجودِ حركةٍ متعددةِ الأوجُه تعملُ على إضفاءِ الشرعيةِ على تصرفاتِ الكرملين ضد كييف. إذا تبرُزُ سبعُ عائلات.
يشيرُ المقال إلى شخصياتٍ فرنسيةٍ يقولُ إنها مؤيدةٌ لروسيا، مثلَ Marine Le pen التي قالت: لا أفهمُ لماذا لا يركزُ إيمانويل ماكرون بشكلٍ كاملٍ على تنظيمِ مؤتمرِ سلام. و Sophia Chikirouالتي قالت إنَ الرئيسَ الفرنسي سينتهي به الأمرُ بجرّنا إلى حربٍ ضدَ روسيا. والصحافي Idriss Aberkane اتهمَ الريس بالكذب بشأنِ أوكرانيا. و Fanny Ardant التي تنتقِدُ من تسمّيهِم أتباعُ أميركا.
ويتابِع المقالُ إن هؤلاء كانَ يُعتقدُ أنهم فقدوا بريقَهُم بعد قرارِ بوتين بغزو أوكرانيا، وأن زحفَ مجموعةِ فاغنر نحوَ موسكو من شأنِهِ أن يثّبِّطَ عزيمتَهُم، لكنَ ذلك لم يحدث، لا يزالُ المؤيدون للكرملين هنا.
وبحسبِ كاتبي المقال فإنَ هؤلاء شكلوا نظاماً إعلامياً خاصاً بهِم، وحلقاتُ نقاشاتِهم تحصلُ على ملايين المشاهدات. يسعى التيارُ المؤيد لروسيا إلى توسيعِ جمهورِهِ بكلِ الوسائل، ويصرّونَ على أن الغربَ يجرّنا إلى الحربِ العالميةِ الثالثة.
ويصفُ المقالُ أصحابَ هذا الرأي بـ"الحمقى المفيدين" الذين لديهِم هدفٌ واحد، وهو زرعُ الشكِ في أذهانِ الناس. ويخلُصُ إلى القولِ خطابَ هؤلاءِ أصبحَ أكثرَ خداعاً، ومواجهتُهُ أصبحت أكثرَ صعوبة.