تدخل بعد أيام الحرب الأوكرانية عامها الثالث، ويبدو جلياً ان نهايتها او ايجاد حل لها غير وارد على المدى القصير، وذلك في ظل تداخل عوامل اقليمية ودولية
تدخل بعد أيام الحرب الأوكرانية عامها الثالث، ويبدو جلياً ان نهايتها او ايجاد حل لها غير وارد على المدى القصير، وذلك في ظل تداخل عوامل اقليمية ودولية.
في هذا الاطار، لا بد من اقتفاء اثر الحرب الاوكرانية على الوضع في أوروبا خاصة بعد اتجاه الأمور في العام الماضي لصالح موسكو، ونتيجة السيناريوهات المتداولة عن احتمالات حرب جديدة ووجوب استعداد أوروبا لتصاعد العداء مع روسيا
تأتي الذكرى الثانية مع تحول ميزان القوى على الأرض لصالح الجانب الروسي. ولا يقتصر الأمر على فشل الهجوم الأوكراني المضاد الذي انطلق في بداية صيف عام ٢٠٢٣، بل تعاني قوات كييف ت الآن من نقص في القوة بسبب نقص الذخيرة، وخاصة قذائف مدفعية الميدان . وهكذا يواجه الأوكرانيون صعوبة كبيرة في احتواء التقدم الروسي. وخاصة في بلدة أفدييفكا، الواقعة شمال دونيتسك المهددة بالسقوط، والتي شهدت معركة شرسة منذ الخريف الماضي وتخطت بعنفها معارك باخموت .
ومن الاسباب التي ادت للتراجع الاوكراني الأخير الشح في المساعدات العسكرية الأمريكية بعد تحولها إلى مادة سجال بين الجمهوريين والديمقراطيين. ويزيد ذلك من خشية الأوكرانيين ان يكون العام ٢٠٢٤ صعباً للغاية . ومن هنا تنبري أوروبا عبر عقد اتفاقيات أمنية ومساعدات مالية ضخمة وتسليم أسلحة في محاولة إنقاذ الجندي فولوديمير زيلينسكي ومنع الانهيار الاوكراني
في هذا السياق، اتت جولة الرئيس الأوكراني هذا الأسبوع في برلين وباريس من اجل تعزيز دعم الدول الأوروبية وعقد اتفاقيات أمنية مع المانيا وفرنسا، بعد الاتفاقية الموقعة مع المملكة المتحدة .
تعرضت ألمانيا وفرنسا في المرحلة الاولى من الحرب للانتقاد بسبب عدم لعب دور قيادي في دعم أوكرانيا، والآن ازاء " المرحلة الانتقالية الأمريكية" يبدو ان المانيا وفرنسا تستعدان لتحمل مسؤولية قيادة الجهد الأوروبي من أجل إدامة الدعم الذي تقدمه الدول الأوروبية لكييف على المستوى العسكري، ولكن أيضًا على المستوى الإنساني والاقتصادي. وقد تم الوعد بهذه الالتزامات في يوليو 2023 من قبل دول مجموعة السبع، ثم من قبل خمس وعشرين دولة أخرى، بما في ذلك بولندا، على هامش قمة الناتو في فيلنيوس، حيث فشلت في بدء عملية انضمام كييف إلى الحلف الأطلسي
يطمئن هذا الدعم الأوروبي نسبياً أوكرانيا القلقة من احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض .
في خضم هذه الاجواء، اتى الإعلان عن وفاة اليكسي نافالني المعارض الروسي الاول لسيد الكرملين ، وذلك في سجنه وفي ظروف مثيرة للجدل ، ليزيد من وتيرة التوتر الغربي - الروسي ويحث أوروبا على عدم التخلي عن أوكرانيا