مشاريع حلف الناتو في آسيا والوساطة العمانية في حل النزاعات من بين أهم المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم.
لوفيغارو: الصين منزعجة من التوجه الأسيوي لحلف الناتو
كتب سيبستيان فاليتي أنّ الصين ندّدت بشدة بنتائج قمة الناتو متهمة التحالف الغربي بالنفاق والسعي للتوسع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بهدف الهيمنة، كما انتقدت تحرك الناتو نحو الشرق محذرة إياه من أي عمل من شأنه أن يقوض مصالحها في المنطقة وذلك في إشارة واضحة إلى جزيرة تايوان.
انتقادات اعتبر الكاتب أنّ بيكين تقصد بها أيضا التقارب مع اليابان وكوريا الجنوبية حلفاء الأمريكيين في المحيطين الهندي والهادئ وعشية قمة فيلنيوس حذّر وزير الخارجية الصيني وانج يي طوكيو وسيول من التقارب مع الحلف العسكري الغربي داعيا إياهما إلى العمل مع بيكين من أجل إنعاش آسيا والابتعاد عن قوة تشتت دول المنطقة أي الولايات المتحدة الأمريكية.
وحسب الكاتب إذا كانت الصين تتوقع اصطفاف اليابان مع الحليف الأمريكي فإن التقارب المعلن من سيول منذ وصول يون سوك يول إلى السلطة العام الماضي يعتبر مصدر قلق جديد لبيكن لكونه يعزز عقدة التطويق تجاه أمريكا.
وفي ذات السياق اعتبر الكاتب أن توجه كوريا الجنوبية نحو الغرب تجلى في عدة مواقف منها صفقة بيع أسلحة لبولندا بقيمة تفوق ثلاثة عشر مليار دولار كما أشار إلى شائعات مفادها أنّ الرئيس يون أراد الولوج إلى أوروبا عبر بوابة بولندا ليصل إلى أوكرانيا وهو أمر نفته الرئاسة الكورية الجنوبية. وأشار الكاتب إلى أنّ بكين ضاعفت التحذيرات لكنها تحاول في الوقت نفسه تهدئة الأمور مع سيول، بحيث أعلنت الدبلوماسية الصينية قبل أيام عن اجتماع محتمل قريبا بين وزيري خارجية الصين وكوريا الجنوبية.
لاكروا: مخزون الأسلحة يثير قلقا في الولايات المتحدة الأمريكية
كتب ألكسي بويسون أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقائه بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي ألمح إلى أنّ بعض الأسلحة والذخيرة بدأت تنفد، وهو ما أثار تساؤلات عدة بشأن مخزون الأسلحة الأمريكية، وفي تبرير لقراره المثير للجدل بإرسال قنابل عنقودية إلى كييف أشار بايدن إلى أن هذا الإجراء المؤقت كان بديلاً عن إرسال قذائف مدفعية من عيار 155 ملم التي بدأت مستوياتها في الانخفاض. تلميحات بايدن أثارت انتقادات سالفه دونالد ترامب الذي اعتبر أنّ هذا الضعف المعترف به هو دعوة لأعداء واشنطن في جميع أنحاء العالم تقود البلاد بشكل خطير نحو الحرب العالمية الثالثة وهو أمر غير ضروري.
ولكن حسب مارك كانسيان الخبير في الأمن الدولي فإنّ مستوى مخزونات الأسلحة الأمريكية جيد لكن لا يستبعد خطر النفاد، فوقا لمعدل الإنتاج الحالي اعتبر الخبير أنّ استبدال صواريخ ستينغر التي نقلت إلى أوكرانيا سوف يستغرق ثمان عشرة سنة فيما يستغرق استبدال قذائف إكسكاليبور سبع سنوات وحوالي خمس سنوات ونصف بالنسبة لصواريخ جافلين بشرط أن يرتفع إنتاجها من ألف إلى ألفين ومئة سنويًا كما يرغبه البنتاغون.
وفي رسالة طمأنة يقول كاتب المقال إنّ البيت الأبيض قال في بيان إنّ الجيش لديه "متطلبات محددة" بشأن عدد الأسلحة والمعدات التي يجب الاحتفاظ بها في الاحتياط للرد على أي أزمة وأنه يتم احترام هذه الحدود، ومن جانبه أشار شون سبونتس رئيس تحرير موقع الأخبار العسكرية "سوفريب" أشار إلى أنّ واشنطن تزود كييف بأسلحة وذخيرة قديمة فقط وليس الأكثر تقدما وذلك من أجل الاحتفاظ بقوتها النارية ومع نهاية هذه الحرب يكون البانتغون قد جدّد ترسانته بشكل كلي.
لوموند: عمان صانعة التقارب والانفراج في الشرق الأوسط
كتب بينجمين بارت أنّ في عمان وجه الحكم يتغير لكن الخط الدبلوماسي لا يتغير وعلى خطى سالفه السلطان قابوس يسير السلطان هيثم بن طارق آل سعيد منذ توليه المنصب في 2020 بحيث استمر في لعب دور الوسيط في الشرق الأوسط والدلائل على ذلك متنوعة منها التقارب الإيراني السعودي الأخير الذي تم التوقيع عليه في بيكين شهر آذار/مارس الماضي.
واعتبر الكاتب أنّ سلطنة عمان تعمل من وراء الكواليس من أجل تخفيف التوترات في عدة ملفات إقليمية ودولية، ويعد الملف الرئيسي الذي تستثمر فيه مسقط هو البرنامج النووي الإيراني بحيث أنّها تدعم جهود طهران وواشنطن للتوصل إلى صفقة مصغرة قد تمهد لإحياء اتفاق 2015، كما تواصل مسقط أيضًا مهمة المساعي الحميدة في الصراع اليمني وتسعى لإدامة الهدوء الذي ساد البلاد منذ انتهاء اتفاق الهدنة الذي استمر ستة أشهر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وتحقيقا لهذه الغاية قدمت مسقط خطة وقف إطلاق النار إلى مليشيات الحوثي والمملكة العربية السعودية.
كما ذكّر كاتب المقال بأنّ سلطنة عمان لعبت مؤخرا دورا كبيرا في مساعي إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد سنوات من الغياب. وحسب حسني عبيدي، أستاذ العلوم السياسية في جنيف تعدّ الوساطة جزء من الحمض النووي للدبلوماسية في سلطنة عمان، فهي تتمتع بحيادية وحكمة تقديرية جعلتها وسيطا موثوقا به لدى جميع الأطراف.