تناولت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 11تموز/ يوليو مواضيع عدة أبرزها المفاوضات التي تهدف لوقف القتال في غزة والتي لا يبدو وشيكة بحسب الصحف، الى جانب اتفاقية الهجرة التي تم توقيعها بين الرئيس الفرنسي إسيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. وتناولت الصحف أيضا قضية المعتقلين الفرنسيين في إيران.
ترى الصحيفة أن وقف إطلاق النار لا يبدو وشيكًا، فإسرائيل تلوّح بغصن زيتون بيد، وتحمل السلاح بالأخرى، متمسكة بخطط عسكرية وتوسعية على الأرض، بينما تحاول تحميل حماس مسؤولية تعثر المفاوضات. وبين تناقض المواقف وتزايد الضغوط الدولية، يظل وقف إطلاق النار في غزة رهين حسابات سياسية أكثر من كونه مطلبًا إنسانيًا ملحًا بحسب الصحيفة.
فعلى المستوى الدولي، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، الأمر الذي يتطلب اعترافًا بدولة فلسطينية وهو ما يرفضه نتنياهو والكنيست الإسرائيلي. أما في الداخل فتقول الصحيفة إن نتنياهو يواجه ضغوطًا من حلفائه في اليمين المتطرف، الذين يرفضون أي انسحاب إسرائيلي من غزة ما يعقّد قدرة نتنياهو على المناورة داخليًا بحسب الصحيفة.
وفي ما يتعلق بالتحركات الأوروبية وتحديدا الفرنسية فترى الصحيفة أنها خجولة على الرغم من دعوة ماكرون لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين ووقف فوري لإطلاق النار.
وصف كاتب المقال دوف ألفون الاتفاقية التي وقعها الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني في لندن بشأن قيود جديدة صارمة على عبور المهاجرين للقناة الإنجليزية بالمسرحية الهزلية غير المنطقية، وغير الواقعية.
وأشار الكاتب الى أن إيمانويل ماكرون سارع إلى الإشارة إلى أن الاتفاق الذي حمل شعار "دخول واحد، خروج واحد" لا يزال بحاجة إلى اجتياز المحاكم الفرنسية والأوروبية، بينما وصف كير ستارمر اتفاق الهجرة "بالمشروع التجريبي.
الصليب الأحمر البريطاني اعتبر الاتفاق بأنه "خطير وغير فعال" ولن لن يؤدي إلا إلى تعزيز الشعبويين من جميع الأطياف، في حين أن المهاجرين المستهدفين بهذه الطريقة قد أخبرونا عن ظروف معيشية متزايدة الخطورة فرضتها عليهم سياسة القمع القاسية واليائسة هذه حسبما ذكرت الصحيفة.
وفي هذا الإطار أشار عمدة مدينة دونكيرك في مقابلة مع صحيفة ليبيراسيون إلى أن غالبية المهاجرين الذين ينجحون في عبور هذا المعبر الخطير سيحصلون على اللجوء السياسي في المملكة المتحدة لأنهم يستحقونه؛ الا أن المشكلة تكمن في العدد المخيف لهؤلاء الأبرياء الذين يغرقون.
في مقابلة مسجلة كتابيا لصحيفة لوموند تطرق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الى قضية المعتقلين الفرنسيين.
عراقجي أقر أن السلطات الإيرانية اعتقلت راكب الدراجات الفرنسي الألماني الشاب، لينارت مونتيرلوس، المفقود في إيران منذ منتصف الشهر الماضي مشيرا الى أنه تم القبض عليه بتهمة ارتكاب جريمة، وقال الوزير الإيراني الى أن بلاده أرسلت إشعارا رسميا بمكان وجوده إلى السفارة الفرنسية.
وفي ما يتعلق بقضية المعتقلين الفرنسيين منذ ثلاث سنوات سيسيل كولر وجاك باريس أشار عراقجي الى أن بلاده تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة، وفقًا للجريمة التي ارتكباها، وبحسب القوانين النافذة في إيران لافتا الى أنه أُجريت اتصالات قنصلية وفقًا للقواعد وعبر القنوات الدبلوماسية معهما، كما التقى بهما القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية بداية الشهر الجاري وفقًا للبرنامج الدوري.
قبل يومين من إحياء الذكرى الثلاثين لما وصفتها الصحيفة بأبشع مجازر أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، اختار عمدة سريبرينيتسا، السخرية من المناسبة بقوله: "مرحبًا بكم في لاس فيغاس البوسنة"، في إشارة ساخرة إلى حجم الاهتمام الذي تثيره مدينته. لكن تقول الصحيفة خلف هذا المزاح، تكمن أزمة عميقة في إدارة الذاكرة الجماعية لمدينة لا تزال جراحها مفتوحة. والهدف الواضح هو التشويش على سردية الإبادة الجماعية وتقديم رواية صربية موازية بحسب الكاتب. رغم الأحكام الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، يواصل قادة صرب البوسنة، إنكار الطابع الإبادي للمجزرة مكتفين بالقول إن ما جرى يشكل "جريمة فظيعة، لكنها ليست إبادة جماعية" وذلك وسط دعم من السلطات المحلية في سريبرينيتسا التي تحوّلت منذ عام 2016 إلى معقل للرواية الصربية بعد تراجع الوجود البوسني. وتشير الصحيفة الى أنه رغم مرور ثلاثة عقود، لا تزال سريبرينيتسا غارقة في صراعات الذاكرة. بعض الصرب يعترفون ضمنيًا بالمجزرة، ولكنهم لا يجرؤون على التصريح بذلك علنًا، خوفًا من العزلة أو الانتقام السياسي.
تشهد معظم الدول الغنية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تحولًا ديموغرافيًا خطيرًا بحسب تقرير للمنظمة نشرته صحيفة ليز ايكو. هذا التغير يتمثل في تراجع عدد السكان في سن العمل وهو ما وصفته المنظمة بأنه بداية لحقبة اقتصادية جديدة. وفي هذا الشأن حذر مدير التوظيف والشؤون الاجتماعية في المنظمة، من أن خروج جيل طفرة المواليد من سوق العمل، إلى جانب انخفاض معدلات الولادة، سيدفع إلى مستويات أكثر حدة خلال العقود المقبلة وسيشكل عبئا اقتصاديا على تلك الدول. وأشارت المنظمة الى أن الوظائف في عدد متزايد من الدول، لم تعد شاغرة بسبب قلة الفرص، بل بسبب عدم توفر من يشغلها.
وفي ظل حملات مشددة لمكافحة الهجرة دعت المنظمة الى تطبيق سياسات شاملة من بينها تعزيز الهجرة محذرة من غياب التحرك الشامل والمبكر، اذ قد يتحول هذا النقص في اليد العاملة إلى أحد أخطر أزمات القرن الحالي بحسب التقرير.