تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الاميركية والصين في الاشهر الاخيرة وخاصة منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الاميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان في اغسطس الماضي.
برز التوتر على اكثر من مسرح ونتذكر ما اثارته قضية المنطاد الصيني الذي اتهمته واشنطن بالتجسس ، او الكشف عن وجود قاعدة صينية للتجسس في كوبا منذ ٢٠١٩. وفي المقابل، زادت واشنطن من جهودها لاستكمال احتواء الصين عبر سلسلة اتفاقيات واحلاف ابرزها حلفي " أكواد" و " ايكوس" ، بالاضافة الى حصول واشنطن على حق استخدام قواعد عسكرية في بابوا غينيا الجديدة ذات الموقع الاستراتيجي في جنوب المحيط الهاديء والواقعة على الطرق البحرية الرئيسية. ولكن الصين تعمل على زيادة عناصر قوتها تجهد من خلال منظمتي شنغهاي وبريكس على ضرب هيمنة الدولار .
من اجل تجنب المواجهة المباشرة بين العملاقين تأتي زيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الى الصين لغاية " ادارة التنافس بمسؤولية" في الوقت الذي تتهم الصين واشنطن بالتصعيد خاصة لجهة تصويرها للصين على أنها خطر وتهديد يجب مواجهته.
وقامت واشنطن بالتمهيد لزيارة بلينكن في ارسال مدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز سرا إلى الصين في اوائل مايو الماضي ، للتأكيد على أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة في القنوات الاستخباراتية والعسكرية. ولا يبدو أن بيرنز قد نجح في مسعاه، ومن هنا تأتي أهمية زيارة بلينكن، والتي قد تكون ربما آخر المحاولات الدبلوماسية من ادارة بايدن الحالية لمنع تدهور العلاقات الأميركية الصينية.
لا يسود التفاؤل حول نتائج الزيارة لان الصين غاضبة من مجمل النهج الاميركي مع تسجيل رفض للقاء وزير الدفاع الاميركي لان نظيره الصيني يخضع لعقوبات اميركية تطالب الصين برفعها
وما يقلق الصين اكثر يتمثل في مسعى واشنطن استمالة الهند لكي تزعج الصين في جوارها القريب وتزعزع اي طموح لها في الهيمنة اسيوياً . وتندرج في هذا الاطار زيارة رئيس الوزراء الهندي مودي الى واشنطن في الايام القادمة ، ووجود خطط لبيع السلاح الاميركي الى الهند وبلورة تنسيق يخدم المصالح الاستراتيجية للطرفين ، خاصة أن التقارب الروسي مع الصين رجّح كفة الداعين في الهند لتقوية العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، إذ إن الخلافات الحدودية الحادة بين نيودلهي وبكين لم تجد لها بعد حلا، وتبحث الهند عن تقوية ترسانتها العسكرية، وتنويع حلفائها للحفاظ على مصالحها في شرق آسيا، خاصة أن الصين بدأت تعزز شراكاتها الآسيوية، وتقوي سلطانها في المحيط الهندي.