يتناول الكتاب تاريخ الجنون من خلال الإشارة إلى المستشفيات الأولى ومبانيها الحديثة. ويذكر أن في باريس وحدها، خلال منتصف القرن السابع عشر، كان هناك 43 مؤسسة تضم ما بين 10,000 إلى 12,000 شخص، ومنها مستشفيا شارو ولا بيتي. يكشف الكتاب أن مفهوم الجنون وتعامله عبر العصور قد تطور. فمنذ القرن الخامس وحتى القرن التاسع عشر، كان الاعتقاد السائد هو أن الجنون يرتبط غالبًا باللامعقولية أو عدم الاعتدال. وكان يُنظر إليه أحيانًا على أنه نتاج الجن أو تأثيرات سماوية. كما يتطرق إلى دور الشرطة في مراقبة الأخلاق، مشيرًا إلى "شرطة جان ديلامار" حيث كان رئيس الشرطة مسؤولاً عن الأخلاق وبناء مدينة فاضلة. هذه المخططات كانت تهدف إلى ترسيخ الواجبات الأخلاقية أو الاعتدال الأخلاقي.