"إنها رجل متحول جنسيا"...
"كان يمكن أن تمنع الدورة الشهرية لكي تشارك في المسابقات الأولمبية".
"حامل وتشارك في أولمبياد باريس؟ إنسانة غير مسؤولة"...
في مسابقات النساء، يعتبر الكثيرون أن من حقهم التعليقَ والتنمر، حتى عن جهل!
في حالة الجزائرية إيمان خليف، أثبتت التحاليل وإجراءات المراقبة أنها أنثى وأنها تستطيع أن تجري مسابقاتها مع النساء. لكن لا... خبراء الفايسبوك قرروا أنها متحول جنسي وأنها رجل ينافس النساء، وكأن كل لجان المسابقات الأولمبية أخفقت في تفصيل أساسي مهم كهذا.
المصرية يمنى عياد فاجأتها أعراض الدورة الشهرية وغيرت وزنها قليلا، وهذا يحدث للكثير من النساء بسبب التغيرات الهرمونية خلال فترة الدورة واحتباس الماء في الجسد، فيرتفع الوزن مرحليا إلى غاية كيلوغرامين؛ لتنشر اللجنة الأولمبية الرسمية في مصر بلاغا تتحدث فيه عن "تغيرات فيزيولوجية تعرفها النساء ويعرفها الأطباء ولن نفصل فيها احتراما للأعراف"، وكأن الدورة الشهرية عار يجب ستره، بينما هو حدث بيولوجي، وهو أساسا أحد أهم العوامل التي جعلتنا جميعا نأتي لهذا الكوكب!
بل أني قرأت لمثقفين ومتعلمين يقولون إنه كان عليها أن تأخذ عقاقير لتأخير الدورة. علما أن أخذ أقراص منع الحمل لتأخير الدورة، وهي ممارسة تقوم بها، للأسف، بعض النساء في رمضان أو أثناء العمرة، هي ممارسة خطيرة قد تسبب سرطان الرحم.
ثم هناك ندى حافظ الحامل. لا! ما هذا الاستهتار بالحمل وبالأمومة؟ السيدة الحامل تستطيع أن تنظف وتمسح الأرضيات وتطبخ في أسابيع حملها الأخيرة، وفي العالم القروي تخرج للرعي وسقي المياه وجمع الحطب وهي حامل، وأحيانا قد يفتخر البعض بكون زوجته أو أمه أو قد تفتخر هي نفسها لأنها قامت بمجهودات خرافية قبل أو بعد الولادة! لكن، أن تشارك في مسابقات أولمبية بمستوى عالمي... لا! علما أنها طبيبة وأنها بالتأكيد أدرى من كل خبراء الفايسبوك الذين تهجموا عليها.
دون أن ننسى كمّ التنمر على أبطال يمارسون رياضات فردية كالبطلة المغربية مجدولين العلوي في رياضة التجديف. رياضيون لا يجدون الدعم الكافي داخليا وليس لديهم جمهور حقيقي يشجعهم لأنها ليست رياضات جماهيرية... وعند إقصائهم، يتعرضون للكثير من التنمر، علما أن مجرد التأهل للمسابقات الأولمبية هو في حد ذاته إنجاز مهم.
لعل جائزتنا الذهبية الفعلية ستكون في التنمر!