اليوغا ليس فقط كمجموعة من التمارين الجسدية، بل كنظام فلسفي وعلمي متكامل يهدف إلى تحقيق السعادة والتوازن بين العقل والجسد والروح. يستلهم الكاتب من تجربته الشخصية، حيث وجد في اليوغا شفاءً من اليأس والأمراض وطريقًا لحياة مفعمة بالنشاط والطمأنينة بعد معاناة طويلة. ينقسم الكتاب إلى عدة أبواب رئيسية تغطي جوانب اليوغا المختلفة بشكل عملي ونظري:

فلسفة وعلوم اليوغا: يبدأ الكتاب بتعريف فلسفة اليوغا التي تعود لآلاف السنين، ويشرح كيف أنها وسيلة للاتحاد بين العقل والجسد والنفس والروح. كما يقدم فروع اليوغا الأربعة الرئيسية: "الهاثا يوجا"، "الراجا يوجا"، "الجñana يوجا"، و"الكارما والبهاكتي يوجا"، وكل منها يمثل طريقًا للوصول إلى الصحة والصفاء الروحي والكمال.
فن الاسترخاء: يخصص الكتاب جزءًا كبيرًا لفن الاسترخاء، موضحًا أنه أساسي للتخلص من التوتر الجسدي والعقلي. يقدم الكتاب تمارين عملية للاسترخاء يمكن ممارستها في مختلف مواقف الحياة اليومية، مثل الاسترخاء عند الاستيقاظ، وأثناء ركوب المواصلات، وأثناء العمل، وحتى أثناء تناول الطعام.
حل المشاكل والقلق: يعرض الكتاب اليوغا كطريقة علمية لحل المشاكل والتغلب على القلق. يقدم خطوات منظمة للتأمل والتفكير الهادئ في المشكلات للوصول إلى حلول سليمة.
الإيحاء الذاتي والتنفس: يركز الكتاب بشكل كبير على قوة العقل الباطن من خلال "الإيحاء الذاتي" (التصور العقلي)، ويشرح كيفية استخدامه لتحقيق الصحة والنجاح والسعادة. كما يعتبر التنفس هو جوهر الحياة، ويخصص بابًا كاملاً لشرح نظريات التنفس العميق وأهميته في تجديد حيوية الجسم والعقل، مع تقديم تمارين عملية متنوعة للتنفس الكامل.
السعادة والصحة: يؤكد الكاتب على أن ممارسة اليوغا بانتظام تمنح القوة والنشاط، وتزيل القلق، وتساعد في الشفاء من العديد من الأمراض مثل الربو، آلام المفاصل، وعسر الهضم، والضغط العصبي. ويختتم الكتاب بباب كامل عن فلسفة السعادة، حيث يناقش كيفية تحقيقها، وعلاقتها بالمال، والخوف، والصحة النفسية، ليقدم للقارئ دستورًا متكاملاً للصحة والسعادة.

باختصار، الكتاب هو دليل شامل وعملي يهدف إلى تعريف القارئ بفلسفة اليوغا وتطبيقاتها العملية كوسيلة لتحقيق حياة صحية ومتوازنة وهادئة، والوصول إلى السعادة الحقيقية من خلال الموازنة بين الجوانب الجسدية والعقلية والروحية.

اليوجا ينبوع السعادة