جهود دبلوماسية تسابق الزمن للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار وتجنب اجتياح مدينة غزّة، لكن حكومة إسرائيل تجاهلت الضغوط الداخلية وتسلحت بضوء أخضر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كي لا تتراجع عن خطتها.
تشهد القاهرة منذ أيام اتصالات مكثفة مع حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى للتوصل إلى موافقة على اقتراح هدنة الستين يوما، الذي كان المبعوث الأمريكي قدمه قبل أسابيع، لكن الشروط والشروط المضادة حالت دون الاتفاق عليه.
غير أن الظروف تغيرت وأصبحت داهمة بعدما اعتمدت حكومة إسرائيل خطة لاجتياح مدينة غزة واحتلال قطاع غزة بكامله.
ووصل، يوم الاثنين، رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى القاهرة، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور رئيسي الاستخبارات في البلدين.
وأكد الجانبان استمرار جهودهما المشتركة بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وكذلك رفضهما إعادة الاحتلال العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة.
كانت مصر وقطر حاولتا في الفترة الاخيرة طرح صفقة شاملة تتضمن إنهاء الحرب، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضها ما اضطرهما للعودة إلى صيغة الاتفاق الجزئي الذي لوحت حماس بقبوله إذا اقترن بانسحابات إسرائيلية محددة من مناطق في القطاع، ما قوبل أيضا برفض إسرائيلي.
وهذا ما وصفه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بالشروط الإسرائيلية التعجيزية، وذلك خلال زيارته برفقة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى لمعبر رفح من الجانب المصري.
وفيما تخوض الجهود الدبلوماسية سباقا مع الزمن لإنجاز صفقة وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى تجنبا لاجتياح غزة، بدا الوضع على الأرض غير واثق بتلك الجهود، رغم الإعلان عن قبول حماس المقترح الجديد لصفقة جزئية، إذ بدأ آلاف الفلسطينيين يغادرون منازلهم في المناطق الشرقية لمدينة غزة بعد تعرضها لقصف اسرائيلي متواصل، خصوصا أن الجيش الاسرائيلي أعلن الأحد أن هجومه البري وشيك.
كما أن حكومة نتنياهو تجاهلت ضغوط الإضراب العام الذي طالبها بإبرام صفقة عاجلة لاستعادة الرهائن. وكان للرئيس الأمريكي موقف حاسم أكد فيه دعمه لإسرائيل، إذ قال "لن نرى عودة الرهائن المتبقين إلا بعد مواجهة حماس وتدميرها، وكلما أسرعنا في ذلك زادت فرص النجاح"، على حد تعبيره.