بعد قمة ألاسكا، قمة أخرى في واشنطن تضم الرئيس الأوكراني و زعماء أوروبيين لمناقشة "تفاهم" ترامب- بوتين على التنازلات المطلوبة من أوكرانيا والضمانات الأمنية في أي اتفاق سلام.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إحراز تقدم كبير في شأن روسيا بعد يومين من القمة التي جمعته مع الرئيس الروسي في ألاسكا، رغم أنها فشلت في التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، تمهيدا للشروع في مفاوضات لإنهاء الحرب.
وهو ما قوبل باستياء أوكراني وأوروبي واضح.
فقد استطاع فلاديمير بوتين تحويل القمة إلى منصة لإعلان شروطه التي نقلها دونالد ترامب إلى الرئيس الأوكراني والزعماء الأوروبيين، مؤيدا الذهاب إلى اتفاق شامل كما طلب بوتين، بدلا من اتفاق لوقف إطلاق النار، لا يصمد في كثير من الأحيان.
أما شروط بوتين فهي انسحاب أوكراني كامل من منطقتي دونيتسك ولوغانسك اللتين تحتلهما روسيا مقابل تجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب، وإعادة مساحات صغيرة نسبيا في منطقتي سومي وخاركيف في الشمال.
وأدرك الأوروبيون أن ترامب مقتنع بأن إنهاء الحرب يقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام.
ودعا ترامب الرئيس فولوديمير زيلينسكي ومن يرغب من الأوروبيين إلى البيت الأبيض لمناقشة أكثر عمقا تعقد اليوم. وصرح الرئيس الأمريكي بأنه يعمل على قمة ثلاثية تضم زيلينسكي.
لكن العبء يقع الان على عاتق الأخير لتأمين اتفاق سلام. وعلى أوروبا أن تشاركه في ذلك.
وفيما بدا أن مسألة نقل ملكية الأراضي باتت محسومة، انتقل النقاش إلى الضمانات الأمنية المطلوبة لأوكرانيا في إطار الاتفاق المزمع عقده، طالما أن روسيا ترفض انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
لكن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف تولى الترويج لضمانات أمنية متينة مستلهمة من المادة الخامسة لمعاهدة الناتو. بل قال إن بوتين وافق على أن تقدم الولايات المتحدة وأوروبا ضمانة أمنية لأوكرانيا تشبه تفويض الدفاع الجماعي لحلف الأطلسي.
وبطبيعة الحال، فإن الرئيس الروسي توقع اعترافا رسميا بخطوة ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 وكذلك بضم المناطق الأوكرانية الأخرى. لذلك رأى المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن قمة ألاسكا رفعت من شأن بوتين.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فاعتبر أن بوتين يريد استسلام أوكرانيا وليس السلام معها، متسائلا عن مدى المساهمة الأميركية في الضمانات الأمنية لأوكرانيا.