استمرار معاناة سكان غزة في ظل تواصل العملية العسكرية الإسرائيلية وشح المساعدات ومقابلة مع توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الذي وصف الوضع في غزة بالكارثي ومأساوي وموضوع عن تداعيات عودة ايلون ماسك الى جو الاعمال بعد أشهر قضاها في الحكومة الامريكية، من بين المواضيع التي تناولتها مواقع الصحف الفرنسية ليوم30 ماي /ايار 2025.
افادت صحيفة لومانتيه انه في وقت استيلاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على قرار منح المساعدات الإنسانية عبر منظمة أمريكية والذي تحول إلى كارثة، قُتل 44 مدنيًا فلسطينيًا يوم الخميس الماضي في القطاع، كما وافق بنيامين نتنياهو في اليوم نفسه على هدنة مؤقتة لمدة ستين يومًا.
وتساءلت صحيفة لومانتيه عمن كان ليتوقع هذه الكارثة التي سببتها سيطرة إسرائيل على توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة؟ في حين يُعاني 470 ألف مدني فلسطيني - أي حوالي ربع سكان غزة - من المجاعة في القطاع، كما تُحذر اليونيسف.
فلا تزال الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تُعيق ممارسة صلاحياتها من قِبل حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، وتُضيف مشاهد الفوضى التي اندلعت يوم الثلاثاء قرب رفح طبقةً أخرى من العار إلى مشروع إبادة جماعية دموي أصلًا.
ونقلت اليومية الفرنسية عن المؤرخ جان بيير فيليو الذي تمكن من دخول القطاع لمدة شهر بفضل منظمة أطباء بلا حدود، قوله:
إن الوضع في القطاع المحاصر "لا يُصدق" بل هو "تدمير بشري محض، وممنهج لقطاع غزة "
وهو القطاع الذي عرفه من خلال مسيرته كمؤرخ، بانه مكان للعيش، في أرض كانت واحة مزدهرة.
نشرت صحيفة ليبراسيون مقابلة حصرية مع توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، والذي أثار خطر حدوث الإبادة الجماعية في قطاع غزه، في وصفه للوضع الإنساني للفلسطينيين المحاصرين والتوزيع الفوضوي للمساعدات التي تُسلمها إسرائيل على دفعات.
وفي رده على سؤال بخصوص سماح إسرائيل بعد شهرين ونصف من الحصار الشامل، بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية، يرى منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ان ما يدخل غزة لا يمثل سوى قطرة في بحر ما هو مطلوب، بينما يُهدد الجوع جميع سكانها تقريبً، فخلال الهدنة، كانت الهيئة تسمح بدخول ما بين 600 و700 شاحنة يوميًا، ثم توقفت العملية لمدة 80 يومًا، استُحيل إدخال أي شيء، وأصبح الوضع يائسًا، وعادة عمليات دخول الشاحنات مجددًا في 19 مايو. يتم فحص كل شيء عدة مرات، ولا يُسمح إلا بعبور معبر كرم أبو سالم، مما يُبطئ العملية بشكل كبير.
واوضح توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ان عملية نقل المساعدات عبر طريق شديد الخطورة، وفي غضون عشرة أيام، سُمح بدخول حوالي 900 شاحنة، ولكن بالكاد تم تفريغ 600 منها على الجانب الغزّي، فإسرائيل تتذرع بحجة النهب لتبرير إنشاء نظام خاص لتوزيع المساعدات، عبر مؤسسة غزة الإنسانية الغامضة، التي بدأت عملياتها هذا الأسبوع في ظروف فوضوية.
كما ابدى منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة رأيه لصحيفة ليبراسيون بخصوص المبادرة الإسرائيلية الأمريكية التي ترفضها الأمم المتحدة بشدة، قائلا:
"إنه من الضروري إيصال المساعدات بحيادية ونزاهة، وألا تُستخدم لتهجير السكان أو زيادة تهميشهم، وألا تتولى توزيعها قوات عسكرية."
واضاف توم فليتشر قائلا:" لا أستطيع التعليق على كيفية عمل هذه البنية ميدانيًا، فليس لدينا سيطرة عليها، لكن ما أكرره، بما في ذلك لمحاورينا الإسرائيليين، هو أن لدينا خطة مثبتة. نعرف كيف ننفذها، ويجب علينا تنفيذها."
تناولت صحيفة لوفيغارو موضوع عودة ايلون ماسك الى عالم الاعمال بعد أنهى مسيرته السياسية، وأعلن اعتزاله شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، فهو لم يعد يرغب في أن يكون نجم التغيير الترامبي في واشنطن، ولن يكون من بين أجندته تجاوز البيروقراطية، وتجاهل العادات وحتى القوانين التي تحكم الخدمة المدنية، والتوصية بتفكيك الإدارات الفيدرالية باسم مكافحة الهدر.
واضافت صحيفة لوفيغارو ان الوقت قد حان ليعود الملياردير إلى أولوياته السابقة، مُوازنًا بين "الأعمال" والخيال العلمي. ويصف الرئيس الامريكي دونالد ترامب العمل الذي أنجزه إيلون ماسك مع وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) بأنه "كبير". فزعيم الصناعة، الذي أقنع الرئيس بالفكرة، شبه وزارة كفاءة الحكومة بشركة ناشئة. وقد كانت بحاجة ماسة إليه في البداية، لكنها الآن قادرة على مواصلة عملها بدونه.
واوضحت اليومية الفرنسية ان في سن الثالثة والخمسين، أصبح إيلون ماسك، الذي لا يمكن السيطرة عليه، أغنى رجل في العالم بفضل عبقريته المفرطة، وميله للمخاطرة وشغفه بالتكنولوجيا، وتجاهله للقواعد المعمول بها.
لكن دخوله عالم السياسة جعل مبيعات تيسلا في أوروبا، تنخفض شهر أبريل بنحو النصف مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية الإجمالية بأكثر من 34%.
و في الولايات المتحدة انخفضت مبيعات تيسلا منذ بداية العام بنحو 10% في سوق السيارات الكهربائية، الذي نما بنسبة 11%، وفسر الامر لعدة عوامل اخرى ايضا على غرار تقادم السيارات وظهور العديد من المنافسين.