تناولت الصحف الفرنسية اليوم 11 تشرين الأول / أكتوبر مواضيع عدة من بينها، العقبات التي تواجه خطة السلام في غزة، ومقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إهود أولمرت الذي يقول إنه حان الوقت لفتح عهد جديد في إسرائيل. الصحف الفرنسية تطرقت أيضا الى الأزمة السياسية في فرنسا، الى جانب جائزة نوبل للسلام والانتخابات في الكاميرون.
في خطوة تُشكّل المرحلة الأولى من خطة السلام التي يدعمها دونالد ترامب، صادقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق يُنهي الحرب في غزة.
اليمين المتطرف أعرب عن رفضه للاتفاق، الذي يتضمن الإفراج عن ألفي أسير فلسطيني، لكنه قرر في الوقت الحالي البقاء ضمن الائتلاف الحاكم.
وبينما يتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات بعد إطلاق سراح الرهائن، لاستكمال بنود الخطة تقول الصحيفة، لا تزال ملفات حساسة مطروحة للنقاش، أبرزها نزع سلاح حركة حماس، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، كما نشر قوة دولية لضمان الاستقرار.
في الأثناء تُعلّق عائلات الرهائن آمالها على أن تكون هذه التطورات "بداية نهاية معاناتهم" بحسب الصحيفة.
في مقابلة خاصة للصحيفة يؤكد عضو الليكود ورئيس وزراء إسرائيل سابقًا إهود أولمرت ضرورة فتح عهد جديد في إسرائيل بعد الحرب الأخيرة في غزة. يرى أولمرت أن الحرب فقدت معناها وكان لابد من وقفها، مشيرًا إلى اتفاق إنهاء الصراع وإعادة الأسرى الذي تم بين الطرفين، لكنه يشدد على أن السلام الكامل لم يتحقق بعد.
يقترح أولمرت انسحاب الجيش الإسرائيلي، وتحرير جميع الأسرى، وإعادة المساعدات الإنسانية، مع وضع غزة تحت إدارة دولية بديلة عن حماس. ويؤكد أن الولايات المتحدة يجب أن تضغط على جميع الأطراف لتطبيق حل الدولتين، لافتا الى أن السلطة الفلسطينية تحتاج إلى إصلاح لتصبح شريكًا فعالًا.
في موازاة ذلك ينتقد أولمرت الحكومة الإسرائيلية الحالية لما وصفه بفشلها الأخلاقي والسياسي ويطالب بالانتخابات المبكرة لإطلاق عملية شفاء للمجتمع الإسرائيلي. بالنسبة للانتقادات الدولية، ينفي أولمرت وجود إبادة، لكنه يعتبر الحكومة مسؤولة عن جرائم حرب محتملة نتيجة الإهمال، ويؤكد أن إقامة دولة فلسطينية تتطلب تفاوضًا حقيقيًا مع إسرائيل.
يعرض السيناتور الديمقراطي السابق مارك أودال الذي ترك الحياة السياسية عام 2015 قبل صعود دونالد ترامب، تقييمه للعقد الماضي من السياسة الأمريكية.
أودال وصف المشهد السياسي الحالي بأنه تحول جذري؛ فقد أصبحت الصفات التي بدت في 2016 بحسب رأيه مرفوضة كفظاظة ترامب، وقسوته، كما نرجسيته، وتجاهله للقواعد مقبولة الآن في الممارسة السياسية.
السيناتور الديمقراطي يرى أن الولايات المتحدة تتجه نحو الانحراف السلطوي نتيجة تأثير شخصية ترامب، الذي أسس حوله نوعًا من عبادة الفرد، ويستفيد من تقسيم المجتمع لتحقيق مصالحه.
رغم ذلك، يقول أودال إنه متفائل بأن الديمقراطيين سيستطيعون تجاوز آثار ترامب واستعادة الديمقراطية، لكنه يحذر من أن الضرر الناتج عن هذه المرحلة سيكون كبيرًا، مشيرا إلى أهمية فهم دوافع الناخبين الذين أعادوا انتخاب ترامب وتحديات التعامل مع شعورهم بالثقة فيه.
في محاولة للحفاظ على السيطرة على الحكومة وتجنب حل الجمعية الوطنية، أعاد إيمانويل ماكرون تعيين سيباستيان لوكورنو رئيساً للوزراء بعد استقالته المبكرة بسبب اعتراض الجمهوريين على حكومته الجديدة.
تشير الصحيفة الى أن الرئيس ماكرون منح لوكورنو "بطاقة بيضاء" لإقرار ميزانية فرنسا للعام الجاري وحل القضايا اليومية للمواطنين، مع وعد بتجديد الحكومة.
وكان ماكرون واجه اعتراضات من الاشتراكيين واليمين المعتدل الذين طالبوا برئيس وزراء مستقل أو من اليسار، خاصة حول الإصلاحات الضريبية والتقاعدية واستخدام المادة 49.3.
وبينما حاول الرئيس تهدئة المعارضة عبر تقديم تنازلات، تقول الصحيفة شدّد لوكورنو على فتح جميع الملفات للنقاش البرلماني، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في تشكيل حكومة متماسكة تستطيع العمل بسرعة على الملفات العاجلة بما في ذلك الميزانية.
وفي هذا السياق ترى الصحيفة أن المرحلة تتطلب الابتعاد عن الصراعات السياسية الداخلية، لضمان استقرار السلطة التنفيذية في مواجهة الضغوط السياسية.
مارفا كورينا ماتشادو، الزعيمة البارزة في اليمين الفنزويلي، فازت بجائزة نوبل للسلام 2025 تقديراً لجهودها في الدفاع عن الديمقراطية والسعي لانتقال سلمي وعادل من الدكتاتورية إلى الديمقراطية في فنزويلا.
ماتشادو تُعرف بمعارضتها القوية للرئيس نيكولاس مادورو ولُقبت بـ"السيدة الحديدية لكاراكاس"، ولم يُسمح لها بالترشح في انتخابات يوليو 2024.
تقول الصحيفة يُنظر إلى منح الجائزة لماتشادو أيضاً كنوع من التعويض الرمزي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يراقب التطورات في فنزويلا ويدعم المعارضة الدولية ضد مادورو.
في الكاميرون من المتوقع إعادة انتخاب الرئيس بول بيا، الذي يبلغ من العمر اثني وتسعين عامًا، لولاية ثامنة، بعد ثلاثة وأربعين عامًا في السلطة، وذلك على الرغم من سجله المليء بالقمع والفشل الإداري وصحته الهشة بحسب الصحيفة.
يعيش الشباب، الذين يشكلون نحو سبعين بالمئة من السكان، منذ ولادتهم تحت حكم رجل واحد، وسط انتخابات يُهيمن عليها النظام والهيئات الرسمية.
المشهد السياسي يغلفه شعور بـ"الموت البطيء" للبلاد، وفقًا لرئيس أساقفة دوالا صموئيل كليدا، الذي يشير إلى الفساد، وانهيار البنية التحتية، كما ضعف الاقتصاد، وتدهور شبكة الطرق. الرئيس غائب عن المشهد العام، بينما يبرز خصم سابق، عيسى تشيروما باكاري، كأمل محتمل للتغيير. لكن حتى مع هذه المعارضة، تبقى السيطرة شبه كاملة للنظام، وتخضع الانتخابات لأجواء غامضة، حيث يُحتمل أن تُقرر النتائج النهائية فقط بعد أسبوعين، أو مع أي حدث استثنائي مثل وفاة الرئيس.