كان هناك جراح تقليدي يُدعى الدكتور بيرني س. سيجل، يعمل في كلية الطب بجامعة ييل. قضى سنوات طويلة يمارس الجراحة، وكان مهتماً بالتعامل مع المرضى وأمراضهم بالطرق العلمية والطبية التقليدية. لكن مع مرور الوقت، بدأ يلاحظ شيئاً غير عادي. لاحظ أن بعض مرضاه كانوا يتجاوزون التوقعات الطبية، وأنهم يظهرون قدرة مدهشة على الشفاء الذاتي. هؤلاء كانوا "المرضى غير العاديين" الذين يمتلكون "إرادة الحياة" قوية ولا يستسلمون للمرض. أدرك الدكتور سيجل أن الطب وحده لا يكفي لتفسير هذه الظواهر. بدأ فلسفته تتطور لتركز على العلاقة بين العقل والجسم، وتأثير الإيمان على الشفاء، وروح الأمل والانفتاح على الحياة. اكتشف أن الشفاء لا يتعلق فقط بالعمليات الجراحية أو الأدوية، بل يتأثر بشدة بالحالة النفسية للمريض. بدأ يهتم بالجوانب النفسية والاجتماعية للمرضى، وهو جانب لم يكن يحظى بالاهتمام الكافي في الطب التقليدي. تعلم من مرضاه Extraordinary كيف أن موقف المريض هو العامل الحاسم في رحلة الشفاء. هؤلاء المرضى كانوا لا يخافون من طلب المساعدة، ويطلبون الكرامة والخصوصية والسيطرة على أنفسهم. تعلم أن مشاركة المريض في علاجه أمر حيوي، وأن تمكينه من اتخاذ القرارات يجعله أكثر قدرة على مواجهة المرض. لم يعد ينظر إلى المرضى كأرقام أو حالات متشابهة، بل كأفراد فريدين لكل منهم تجربته الخاصة. اكتشف الدكتور سيجل أهمية قوة العقل الباطن في الشفاء. بدأ يستخدم تقنيات مثل التصور (الخيال) والرسم وتحليل الأحلام كوسائل للتواصل مع الجزء اللاواعي من المريض. رأى كيف يمكن لهذه التقنيات أن تؤثر إيجاباً على الجسم وتعزز قدرته على الشفاء. أدرك أن المشاعر السلبية مثل الخوف والغضب واليأس يمكن أن تعيق الشفاء. على النقيض، فإن الحب والأمل والضحك واللعب يمكن أن تكون قوى شفائية هائلة. أصبح يشجع مرضاه على التعبير عن مشاعرهم والتغلب على هذه المشاعر السلبية بأخرى إيجابية. في قصته، يؤكد الدكتور سيجل أن الشفاء غالباً ما يكون رحلة شخصية تتطلب النمو الداخلي والتغيير. وأن المرض قد يكون فرصة لإعادة اكتشاف الذات. وأن المريض نفسه هو من يمتلك القدرة على الشفاء من خلال تفعيل قواه الداخلية. إن العلاقة بين الطبيب والمريض يجب أن تكون مبنية على الاحترام والتواصل المفتوح والثقة المتبادلة. في النهاية، يقدم الكتاب دروساً ملهمة عن أن معجزات الشفاء تحدث عندما تتضافر قوة الطب مع قوة العقل، وقوة الحب، وقوة الإرادة. وأن الطبيب لا يملك الشفاء، بل يساعد المريض على تفعيله في داخله. وأن الهدف ليس فقط علاج المرض الجسدي، بل مساعدة الإنسان على تحقيق حياة كاملة وصحية بمعناها الشامل.