قمت بإجراء مقابلة مع الممثلة اليمنية الجميلة "عبير محمد"، والتي فازت بجائزة أفضل ممثلة في الدورة الخامسة لـ"مهرجان عمان الدولي السينمائي"، وقبلها جائزة أفضل ممثلة خليجية وعربية في "مهرجان أفلام السعودية" عن دورها في فيلم "المرهقون". لكن نجاح "عبير" جاء في وقت سيء تمرّ اليمن فيه بفترة صعبة لذلك مثلها لا يجد التقدير الكافي.
"عبير" قالت إن الدراما اليمنية اليوم في 2024 تتجنب مناقشة قضايا النساء، والفتيات، ومشاكلهن، أو تكتفي بقصص المرأة المغلوبة على أمرها، وتتجنب الحديث عن نجاحات النساء وطموحاتهن. هناك تركيز على قصص القرية، أو عن حقب قديمة، وليس عن العصر الحالي لتجنب الوقوع في صدام مع أي جهة أو جماعة دينية أو سياسية.
قالت "عبير" إنّ من حسن حظها أنّها ترعرعت في بيئة واعية، وتربّت في منزل فنّي يجتمع فيه الفنانون، والفنانات، لذلك لم تعاني مثل كثير من الفنانات اللواتي عانين من عائلات رفضت عملهن، بل على العكس زرعت والدتها فيها الكثير من الثقة، والاستقلالية. أختها "شروق محمد" فنانة أيضا منذ التسعينات، وحاصلة على جوائز، فكانت هي أول من دعمها في دخولها للوسط الفني وشجّعتها على خوض التجربة.
الوضع الحالي في اليمن صعب جدًّا، ولا يقدّر الفنانين، والكثير منهم يعاني، ورغم ذلك هناك من لا يزال يحاول أن يصل باسم اليمن للمهرجانات الدولية، وهناك أفلام حصلت على جوائز منها فيلم "المرهقون" الذي مثّلت فيه "عبير" دور البطولة، وأخرجه المخرج المميّز "عمرو جمال"، وهناك الكثير من أمثال "عبير محمد" ممّن يحلمون بمستقبل أفضل في مكان آخر يقدّر موهبتهم.