في كل مرة بيقرر فيها مشهور أو مشهورة أو مؤثر أو مؤثرة مشاركة الجماهير العريضة مناسبة خاصة بيه، على أساس المشاركة دي تساهم في شهرة أكتر أو مشاهدات أكتر أو حتى عقود رعاية من شركات أكتر وأكبر، غالبا بينقلب السحر على الساحر، وبتتحول المناسبة اللي المفروض تكون مليانة بسعادة وإيجابية إلى ساحة نقاش وجدال وانتقاد وأحيانا كمان إهانات.
ووقتها بيكون جوايا شعورين مختلفين: شعور بيقول يا جماعة وليه نقول رأينا أصال في مناسبة المفروض ما تخصش غير أصحابها؟
لكن يرجع شعور تاني جوايا يعلي صوته ويقول: ما هم الأشخاص أصحاب المناسبة هم اللي تسببوا بكده لنفسهم، لما خرجوا بالخاص للعام، وحطوا مناسباتهم السعيدة وحياتهم اللي المفروض تكون شخصية في ساحة محكمة الجمهور، فقصاد الشير والاليك وعقود الرعاية ياخدوا بأه شوية جدل وخناقات وامتعاضات، طالما كله بيزود الريتش، والشيء لزوم الشيء.
والحقيقة إن عمر ما شعور جوايا قدر ينتصر بالضربة القاضية على الشعور التاني. كل رأي له وجاهته ومافيش أمور بتتحسم بسهولة.
ويمكن ده يكون جزء من العالم الملخبط اللي احنا عايشين فيه. الحاجات اللي أحكامنا عليها كانت بديهية من قبل زي : مافيش حد يتريق على عروسة يا جماعة ليلة فرحها. ما تحشروش مناخيركم يا جماعة في شئون واحد وواحدة لسه هيبتدوا حياتهم مع بعض وتقولوا شكله مش مبسوط، أل شكلها متضايقة، أل أراهنك انهم مش هيكملوا مع بعض.
لكن الحال إيه لما تكون العروسة نفسها هي اللي بتسعى إلنها تبقى مثيرة للجدل؟ وهي وعريسها بذات نفسهم اللي بيدعوا الناس عشان ينحشروا في شئونهم بدعوى انهم شخصيات عامة وبالتالي فمرحبا بمناخير الجميع.
شوفنا ده بوضوح في حفل زفاف األسبوع الماضي احتلت الفيديوهات القصيرة اللي متاخده منه صفحات السوشيال ميديا كلها. لكن مش عن طريق التلصص، وال مشاركة المعزومين، بل إن فيه شركة سوشيال ميديا مختصة بتسويق الفرح، ونشر الفيديوهات والستوريز والرييلز. وغالبا الشركة دي كانت سبونسر للفرح.
كذلك مصممة تورتة الفرح اللي اتعملت بشكل استفزازي من دبابيس وصدور الفراخ، عشان تكون تريند على صفحات الجميع. ومصممة الفستان والميكاب أرتيست. وكل من ساهم بأي شيء في الفرح كانوا كلهم أعضاء في صفقة تجارية واضحة، هدفها نشر الفيديوهات، واستفزاز المشاهدات، فجني األرباح في النهاية للجميع.
طيب في هذه الحالة، هل الواحد يتمسك بقراره؟ إن دي مناسبة خاصة تخص أصحابها وبالتالي اللالنتقادات والجدل والمناقشات؟ واال هذا الزفاف المذاع على الهواء بقى كإنه فيلم سينما معروض على الشاشات وبالتالي فالنقد متاح للجميع؟
أسئلة من أسئلة األلفية التالتة اللي بتخلينا محتارين في اإلجابة، وتخلينا نحن ألفراح كان آخرها تتصور فيديو والشريط يلف على الأقارب، واللي وقتها كان شيء ينتقد برضه ويعتبر لفة شريط الفيديو دي انفتاح أكتر من الالزم من الناس على حياة العروسين.
لكن هنعمل إيه؟ آدي العالم اللي احنا عايشين فيه.