يهدف الكتاب إلى توعية المسلم بمسؤوليته تجاه نفسه وأهله وولده في وقايتهم من نار جهنم، مؤكدًا على أن مصالح الآخرة مقدمة على مصالح الدنيا. يعتبر الرجل راعيًا في أهل بيته ومسؤولًا عن رعيته، ومصلحة أهله وولده من أولوياته. يطرح الكتاب ثلاثة أسئلة رئيسية يجيب عليها:

ما هي أسباب نجاة النفس والأهل والولد من النار؟
كيف نحافظ على بيوتنا لتبقى صامدة من الفتن، عامرة بطاعة الله؟
ما هو الأسلوب التربوي الدعوي الذي ينبغي علينا اتباعه مع أهلينا وأولادنا؟

يُشدد الكتاب على أن العناية بتربية الأهل هي طاعة لأمر الله ورسوله، وهي مسؤولية كل مسلم، سواء كان أبًا أو أمًا، زوجًا أو زوجة، ولدًا أو أخًا أو قريبًا. فصلاح الأسر يؤدي إلى صلاح المجتمع. يتناول الكتاب عدة محاور رئيسية لكيفية وقاية الأهل من النار:

العناية بتعليمهم كتاب الله وأمور دينهم: مثل تحفيظ القرآن، وشرح الأربعين النووية، وتعليم العقيدة والفقه والسيرة، مع التركيز على الوعظ والتذكير المستمر.
إلزامهم بأداء الفرائض ومتابعتهم فيها: كالصلاة والزكاة والصيام والحج، ومراقبتهم في أدائها.
العناية بالتربية التعبدية في الحياة الأسرية: كحثهم على أداء السنن والنوافل مثل قيام الليل.
تربية الأهل على الأخلاق الحميدة والحياء والعفة: بتنمية الصفات الحسنة ومراقبة الألسنة ومنع دخول غير الصالحات إلى البيت، ومراقبة الحجاب.
تحذير الأهل من خطر المجرمين وطرقهم: وبيان أساليبهم في إضلال الناس، مثل محاولات خلع الحجاب أو الدعوة إلى تحديد النسل.
حفظ البيوت من المنكرات: بالتحذير من منكرات رب المنزل، ومنكرات النساء والأطفال، ومنكرات المجتمع المتسللة إلى البيوت، مع أهمية الدعاء لحفظ الأهل.
متابعة النساء في خروجهن للعمل: نظرًا لما قد يسببه من فساد وانحراف.
الاهتمام بتربية الطفل منذ نعومة أظفاره: فإصلاح الأبناء يكون في الصغر، وإهمال ذلك يؤدي إلى الانحراف.

كما يقدم الكتاب وسائل دعوية داخل الأسرة:

القدوة الحسنة: حيث يجب أن يكون رب الأسرة قدوة في أخلاقه وعبادته وإنفاقه.
الترغيب والترهيب: بأسلوب متنوع يبدأ بذكر عظمة الله واليوم الآخر قبل ذكر الأحكام.
تشجيعهم على الانضمام إلى مراكز تحفيظ القرآن: لما لها من أثر عظيم في إصلاح حال النساء والأطفال.
إقامة البرامج التربوية داخل الأسرة: تتضمن المسابقات والقصص والألعاب المباحة لتنمية روح التنافس وقضاء الحاجات النفسية.
تربية الأطفال عن طريق القصص: باستخدام القصص القرآنية والنبوية والتاريخية التي تحمل الحكمة والفائدة.

ويفصل الكتاب في حقوق وآداب على رب الأسرة:

الإنفاق عليهم.
التأدب معهم بآداب الشرع.
ملاطفتهم ومداعبتهم.
السمر معهم.
الابتعاد عن كثرة التغيب عنهم إلا لحاجة.
مراعاة ضعفهم.
الخدمة والمشاركة في عمل البيت.
العطف والحنان عليهم، بما في ذلك رقيتهم والدعاء لهم.
ألا يوقعهم في الشدة والحرج.
ترك إيذائهم.
الحفاظ على أسرارهم.
مشاورتهم وأخذ آرائهم.

ويناقش الكتاب أيضًا فتنة الرجل في أهله، وكيف أنهم قد يلهونه عن طاعة الله، ثم يؤكد على أهمية القوامة للرجل في بيته، مشددًا على أنها أساس استقرار البيت دينيًا وأخلاقيًا. الهدف الأسمى للكتاب هو تحقيق الصفات المذكورة في سورة الأحزاب (الآية 35) في بيوت المسلمين، ليكونوا في النهاية من أهل الجنة، حيث الراحة الحقيقية والسعادة الأبدية.

أدرك أهلك قبل أن يحترقوا