اليوم النكبة الفلسطينية ويوم الاستقلال الإسرائيلي اللذين صادفت أمس ذكراها السادسة والسبعون، وقع مختلف على الجانبين هذه السنة بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة، الذي يتشكل معظم سكانه من أبناء لاجئي العام 1948 وأحفادهم، وقد بلغت هذه الحرب أمس يومها 222، لتصبح الأطول في تاريخ الصراع من دون نقطة ضوء في نهاية النفق.
ورغم احتفال رسمي بالمناسبة في إسرائيل، إلا أن المستوى الشعبي، وخصوصا ذوي المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، رفض الاحتفال ليواصل الاحتجاج على فشل الحكومة في عقد صفقة تبادل لاستعادة أبنائهم.
وفي الوقت نفسه، يستمر الوسط السياسي الإسرائيلي في تخبطه إزاء الضغوط الدولية لوقف الحرب والإفصاح عن خطة واضحة لمستقبل غزة بالتعاون مع المجتمع الدولي.
وعلى الجانب الفلسطيني، امتزج الحزن بالغضب في المسيرات الشعبية في الضفة الغربية إحياء لذكرى النكبة، وسط شعور عميق بأن المأساة التي يعيشها أهل غزة بين موت وتجويع وتهجير باتت نكبة ثانية تتكرر فيها مشاهد الأولى وفي ظروف أكثر قسوة، وسط عجز تام للمجتمع الدولي عن التأثير في مجرى الأحداث، رغم أن المجتمعات الغربية عبرت للمرة الأولى عن تعاطفها مع الفلسطينيين، ورغم أن غالبية من الدول والحكومات باتت تؤيد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية.
ومن العلامات التي ميزت الذكرى ال76، أن الرئيس الأميركي تعهد في رسالة إلى رئيس الدولة الإسرائيلية التزاما ثابتا بأمن إسرائيل، ولم تكن لديه أي التفاتة إلى الجانب الفلسطيني، وهذا ما عبر عنه بيان لحركة فتح جدد التذكير بأن بريطانيا مسؤولة تاريخيا وأخلاقيا عن النكبة، واعتبر أن الولايات المتحدة شريكة في النكبة، وأن حرصها على حل الدولتين مجرد نفاق سياسي، لأنها تواصل حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره.
وتصادف ذكرى النكبة أيضا انعقاد القمة العربية، اليوم، في البحرين، فيما يزداد القلق من تأزم غير مسبوق للعلاقة بين مصر وإسرائيل منذ اتفاق السلام بينهما قبل 45 عاما، إذ تعتبر مصر الان أن إسرائيل تريد استخدام سيطرتها على معبر رفح لتكثيف تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.