وإسرائيل تهدد بترحيل فلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن، وحماس تدعو إلى حمل السلاح للمشاركة في الحرب.
يمر الأردن منذ بدء الحرب على غزة بمرحلة حرجة تزداد الصعوبات يوما بعد يوم، ورغم التضامن الشعبي والحكومي المؤكد مع غزة وفلسطين عموما، إلا أن طول مدة الحرب وتعاظم المأسي فيها أديا الى تصاعد التوتر في الشارع الساخط أصلا على أزمة اقتصادية داخلية مستعصية بسبب انحسار المساعدات الخليجية منذ أعوام، ومعلوم أن أكثر من نصف السكان هم من أصول فلسطينية، أي أن هناك خصوصية للتفاعل مع الأزمة الراهنة.
وقد بادرت السلطة الى إتاحة الاحتجاجات واستخدمت نبرة عالية وغير مسبوقة في الانتقاد العلني لإسرائيل، وبذلت جهدا لانتزاع الموافقة على خرق الحصار المحكم على غزة بإنزال المساعدات الطبية والإغاثية جوا، إلا أن الضغوط ازدادت عليها من الشارع الذي يطالب الان بقطع كامل للعلاقات مع اسرائيل وإغلاق سفارتها وإلغاء معاهدة السلام معها، وكذلك اتفاق استيراد الغاز منها.
كما أن اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية بالغ في استفزاز الأوساط الأردنية كافة في تلويحه بترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية وعودته الى الحديث عن الأردن كوطن بديل للشعب الفلسطيني.
ولا شك أن هذا النهج الإسرائيلي لاقى صدى لدى جماعات الإسلام السياسي الأردنية التي لم تكن يوما مؤيدة لتطبيع العلاقات قبل حل القضية الفلسطينية، وباتت مع شرائح شعبية عدة عناصر حركة حماس وفصائل المقاومة الى حد ترجيح الدعوة الى محاربة اسرائيل.
ونظرا الى أن السلطة لم تستجب لمطالب المتظاهرين والخيارات التي يطرحونها، فقد انعكس ذلك على الاحتجاجات اليومية التي تنظم في محيط السفارة الإسرائيلية في عمان منذ الرابع والعشرين من أذار مارس الى اليوم.
وتكاثرت الاحتكاكات مع رجال الأمن، وبدأت الأجهزة تحذر من أعمال الشغب وتعتقل ناشطين وحزبيين تفاديا لخروج الأوضاع عن السيطرة، لكن في الوقت نفسه أعادت حماس بث مقطع للقيادي العسكري محمد الضيف يدعو فيه للتوجه الى الحدود والمشاركة في الحرب نصرة لغزة، وقوبل بانتقادات حادة تتهم الحركة بالسعي الى العبث بأمن الأردن واستقراره.
وما لبث بيان للقيادي في كتائب حزب الله العراق أبو علي العسكري أن فاقم المخاوف بإعلانه الاستعداد لتجهيز مجاهدي المقاومة الإسلامية في الأردن بالسلاح للدفاع عن الفلسطينيين، وقد عنى ذلك أن إيران دخلت على الخط في سعي الى تصدير أزمة حماس وفصائل المقاومة الى الأردن قبل انتهاء الحرب في غزة.