أعلنت شركة “ميتا” الأمريكية، مالكة منصتي إنستغرام وفيسبوك وخدمة واتساب، ازالة او إضافة علامة تميز المحتوى المقلق، لحوالي ٨٠٠ ألف بوست وصورة وفيديو تنفيذاً لتحذير الاتحاد الاوروبي شركات التواصل الاجتماعي وتلويحه بفرض عقوبات قانونية عليها إذا لم تحذف المعلومات المضللة او أي محتوى مؤيد لحركة حماس.
ويشار إلى أن المفوضية الاوروبية حددت في ٢٥ إبريل/نيسان الماضي، المنصات الإلكترونية الضخمة، التي تضم أكثر من 45 مليون مستخدم،وقد دخل القانون حيز التنفيذ في أغسطس/آب الماضي.
تسود المخاوف في اوروبا من تصدير النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني الى داخل بلدان الاتحاد . وفي المقابل هناك استغراب في العالم العربي لموقف الاتحاد الاوروبي المتناغم مع موقف واشنطن والقريب من جهة النظر الاسرائيلية.
ويفسر مصدر في بروكسيل اسباب التحول ويقول ان " الاتحاد الأوروبي يعتبر ان ما يجري في غزة هو نتيجة مباشرة لاعتداءات حماس على إسرائيل ، وان حماس قوضت القضية الفلسطينية في عيون المجتمع الدولي". لكن على الضفة الاخرى هناك إدانة لسياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الاتحاد الاوروبي الذي يتهم بالتغاضي عن " تدمير غزة وجرائم الحرب هناك".
بدأت التغييرات في السنين الاخيرة مع طغيان حضور المسلمين في حركات دعم المسألة الفلسطينية ، ولأن الشرق الأوسط لم يعد من أولويات بعض النخب وبعض اليسار الأوروبي المنكب على قضاياه الداخلية، أما اليمين المتشدد الذي كان متهما بالعداء للسامية في فترات سابقة، فقد حصلت فيه تحولات لصالح إسرائيل خاصة عند حزب مارين لوبان في فرنسا وأحزاب مماثلة من المجر إلى ايطاليا وألمانيا. وهكذا اصبح اقصى اليمين واليمين التقليدي في مواقع اقرب الى اسرائيل مما اسهم في حصول ما يشبه الانقلاب في مقاربة المسألة الفلسطينية.
على خلفية المشهد في المواجهات العسكرية، تدور حرب ضروس اخرى على شبكات التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام المرئي والمكتوب. وكانت السوشيال ميديا مسرحا للمواجهة منذ حرب غزة في ٢٠١٤ و ٢٠٢١، وراهن الجانب الفلسطيني والعربي على تغيير إيجابي في مواقف الرأي العام الغربي نتيجة تأثير الصور الصادمة. لكن عودة الاستقطاب الدولي إلى الرأي العام الغربي جعله يتفهم غالبا الطروحات الإسرائيلية ويدين تطرف حركات فلسطينية مرتبطة بأجندات خارجية، ولكن من دون ادانة مماثلة للمتطرفين في اسرائيل وداخل حكومة نتنياهو بالذات .
في الخلاصة، يتبين انه في حرب الصور والعقول ستتواصل معارك العالم الافتراضي كما تراكم الكراهيات والأحقاد ما دامت العدالة والإنسانية ليستا على الموعد في الشرق الأوسط المتأزم.