تناولت المجلات الفرنسية في الأسبوع الثاني من شهر افريل/نيسان 2024 مواضيع مختلفة من أبرزها ملف عن دور الأمم المتحدة في ظل الازمات التي يشهدها العالم، ومقابلة مع المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا عن مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالإضافة الى مقال عن الاقتصاد البرتغالي مقارنة بالفرنسي.
ترى مجلة لكسبريس ان الأمم المتحدة، التي أنشئت لتهدئة العالم، والتي أصبحت حلبة للصراع بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية، محكوم عليها الان بالإصلاح من أجل البقاء، فنادراً ما تعرضت الأمم المتحدة في تاريخها لانتقادات بهذا القدر، حيث يتم انتقادها لفشلها في مهمتها الرئيسية، وهي إنهاء الصراعات في العالم.
وتابعت المجلة ان عدم فعالية الامم المتحدة ظهرت أيضاً بشكل صارخ في السودان أو ناجورنو كاراباخ أو النيجر، ولم تؤد الحروب في أوكرانيا وغزة إلا إلى تفاقم الانقسامات وتغذية خطابات الشعبويين.
ففي بلدان الجنوب، تزايد الشعور "بالمعايير المزدوجة"، بين دعم الغرب لكييف، وعدم مبالاته المفترضة بالصراعات الأخرى، وإذا كان هناك مكان واحد يتركز فيه كل الانتقادات، فهو مجلس الأمن.
واوضحت مجلة ليكسبريس ان المجلس بات أكثر من أي وقت مضى ساحة للمواجهة بين معسكر الديمقراطيات ــ الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة ــ ومعسكر الأنظمة الاستبدادية ــ الصين وروسيا.
ونقلت المجلة عن ستيوارت باتريك، الباحث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي قوله:
كان هدف المجلس هو الحد من احتمالات الحرب من خلال ضمان عدم استخدامها ضد مصالح الدول الأعضاء الدائمة.
ففي أوقات التنافس الجيوسياسي الكبير، تسيء القوى العظمى استخدام سلطتها. ومنذ غزوها لأوكرانيا، منعت روسيا أي تحرك من جانب مجلس الامن في حين ان الولايات المتحدة، سمحت لاحد حلفائها إسرائيل، بارتكاب انتهاكات صارخة للقانون الإنساني الدولي في غزة.
اجرت مجلة لوبس مقابلة مع الياس صنبر السفير الفلسطيني السابق لدى اليونسكو حيث اوضح للمجلة ان إسرائيل خانت نفسها برد فعلها على الهجوم السابع أكتوبر، فلم تجد شيئًا آخر تفعله سوى الانتقام من شعب بأكمله وهذا ما يدفع إلى القيام بالتطهير العرقي، ولا توجد كلمة أخرى لتفسير ذلك.
وفي رده على سؤال بخصوص الدور الامريكي في الحرب بين اسرائيل وحركة حماس، وصف السفير الفلسطيني السابق الياس صنبر الموقف الامريكي بالمحتال، فواشنطن من جهة تندد بالمجازر ومن جهة أخرى تقوم بزيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل.
ويتسأل الياس صنبر "
هل أصبح الأميركيون مقيدين بحساباتهم الانتخابية قبل انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؟ ربما نعم، ولكن هذا ليس عذرا أبدا لأن النتيجة هي الإبادة العرقية. وما يزعجني هو أن أرى إلى أي مدى لا تعرف هذه القوة الإمبراطورية العالم الذي تهيمن عليه، وما زلنا نرى هذا الافتقار الامريكي في الوضوح على غرار ما حدث في فيتنام، وفي أفغانستان، وفي العراق، واليوم في الشرق الأوسط
نشرت مجلة ماريان مقابلة مع المؤرخ بن جامين ستورا المتخصص في العلاقات الفرنسية الجزائرية بالإضافة الى العلاقات اليهودية العربية.
واوضح المؤرخ بن جامين ستورا ان اليوم هناك ما بين تسعة 9 إلى عشر 10 ملايين إسرائيلي يعيشون في منطقة داخل إطار الدولة، والسؤال المطروح عليهم ليس سياسيا فحسب، بل وجوديا ايضا، وهو على وجه التحديد، كيفية ضمان قدرة هذه الدولة على الحفاظ على شرعيتها التاريخية.
ويقول بن جامين ستورا لمجلة ماريان:
على عكس المأساة الجزائرية، فسكان إسرائيل ليس لديهم بلد اخر في حين كان يهود الجزائر، مثل الأقدام السوداء، فرنسيين يمتلكون بلدا اخر وهي فرنسا، لكن المفارقة هي أن الفلسطينيين ليس لديهم بلد اخر أيضًا... فالإسرائيليون والفلسطينيون في الواقع، محكوم عليهم هذا الوضع وهو ما يستدعي التفكير في حل سياسي وجودي.
وتابع المؤرخ في حديثه الى المجلة ان هذا الواقع لا يمكن اختزاله في وضع استعماري كلاسيكي، بل هو يعني لا يمكن لأحد ولا الآخر أن يقول "سأعود إلى حيث أتيت".
تساءلت مجلة لوبوان ماذا لو استلهمت فرنسا من البرتغال التي تمكنت من تقويم اوضاعها الاقتصادية بفضل الصرامة في تنفيذ الاصلاحات الى درجة تحقيق فائض مالي قياسي في عام 2023.
وتابعت المجلة ان رئيس الحكومة الاشتراكية السابق أنطونيو كوستا على الرغم من هزيمة معسكره أمام لويس مونتينيغرو من اليمين الوسط خلال الانتخابات التشريعية المبكرة الأخيرة في البرتغال، الا انه قدم هدية فراق لطيفة لمواطنيه وهي ميزانية فائضة.
ونقلت مجلة لوبوان عن المعهد الوطني للإحصاء البرتغالي، أن البرتغال حققت خلال سنة الميزانية 2023، فائضاً بنحو 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أكبر "فائض" من خمسين سنة ماضية.
في حين كشف المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي عن مدى تدهور الميزانية الفرنسية لعام 2023، حيث بلغ العجز في الحسابات العامة ب 5.5% بعدما كان يقدر في السابق بأربعة فاصلة تسعة 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي.