مرحلة ما بعد الحرب في غزة واضطراب الملاحة البحرية من بين أبرز المواضيع التي تطرقت لها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الإثنين 19 شباط/فبراير 2024 .
لوفيجارو: مفاوضات فلسطيينية حول مرحلة ما بعد الحرب.
كتب جورج مالبرونو أنّه وبعد ضغوط قوية من قطر ومصر، قبلت حماس بفكرة حكومة تكنوقراطية لإدارة مرحلة ما بعد الحرب الحالية حسب مصدر دبلوماسي في القاهرة حيث عقدت جولة مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.وتوازيا أشار مالبرونو إلى محادثات بين الفلسطينيين في العاصمة القطرية الدوحة حيث تم إحراز شيء من التقدم بخصوص الوضع في غزة لمرحلة ما بعد حماس، ونقلا عن مصدر دبلوماسي يقول الكاتب إنّه تم الحديث عن حكومة من التكنوقراط تكون مسؤولة عن الضفة الغربية وإعادة إعمار قطاع غزة يقودها الاقتصادي محمد مصطفى، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني باقتراح من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حكومة تتشكل من خبراء لن تضم أعضاء من حركة حماس.لكن القيادي في الحركة يحيى السنوار، مهندس هجوم السابع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يطالب بأن يكون للأحزاب السياسية الفلسطينية المختلفة رأي في تشكيل حكومة التكنوقراط هذه وعدم ترك المهمة لمحمود عباس بمفرده.
إعادة تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني حسب مالبرونو يمكن أن تتم في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بدمج حماس وهي رغبة سبق أن أعربت عنها الحركة في عدة مناسبات في الماضي، ولكن محمود عباس أبدى تحفظات في ذلك. كما أشار الكاتب إلى أنّ هذه المعطيات جزء من وثيقة بعنوان "ورقة المبادئ العربية" التي ترعاها المملكة العربية السعودية والمستندة على نقاط ثلاث، أولها وقف الحرب في غزة ووضع أفق سياسي لحل الدولتين، وثانيها إعادة إعمار غزة ما بعد الحرب من خلال حكومة تكنوقراط وثالثا متابعة الوضع الفلسطيني الداخلي وإتمام المصالحة، ودخول حماس إلى منظمة التحرير ضمن رؤية فلسطينية عربية واحدة.
لاكروا: ابتزاز دونالد ترامب لأوروبا.
حسب باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بفرنسا فإنّ دونالد ترامب يثير الجدل مجدّدا بعدما أعلن أنّه سئم من الدول الأوروبية التي لا تنفق ما يكفي على الدفاع وأكثر من ذلك قال إنه سيدفع روسيا لمهاجمة الدول الأوروبية التي لا تدفع ما يكفي للدفاع، تصريحات ترامب أثارت الصدمة لدى الأوروبيين خاصة في ظل قلقهم الكبير من التهديد الذي تشكله إعادة انتخابه على مستقبل حلف شمال الأطلسي وأيضا رغبته في الانتقام من تلك الدول التي فضلت جو بايدن عليه. الولايات المتحدة كانت دائمًا في أوروبا لمصلحتها الخاصة، فقد جاءت إليها في نهاية الحرب العالمية الثانية لضمان عدم سيطرة الاتحاد السوفييتي على كامل القارة الأوروبية وللدفاع عن مصالحها الجيوسياسية
هل تغيّرت هذه المصالح الجيوسياسية؟
لا، حسب باسكال بونيفاس الذي يؤكد أنّه من الواضح أن الخطر الروسي لا يمكن مقارنته بنظيره السوفيتي، لكن التواجد الأمريكي في أوروبا لصد التهديد الروسي والذي تنامى بشكل كبير منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، يصب في مصلحة واشنطن. وفي مقابل هذه الحماية، تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ كبير في جميع المجالات منها السياسية والتجارية والاستراتيجية. كما أنّها المستفيدة الكبرى من هذه الصلة فمن حيث الدفاع مثلا تشتري دول أوروبا حوالي 63% من أسلحتها من حليفها الأمريكي.
يعتبر ضمان أمن الأوروبيين حسب الكاتب مكسب هائل للولايات المتحدة ومن هذا المنطق من المؤكد أن دونالد ترامب سيبتز الدول الأوروبية لإنفاق المزيد من الأموال من خلال شراء المعدات العسكرية الأمريكية وبالتالي تقليل العجز التجاري الأمريكي.
لوموند: اضطرابات في الطرق الرئيسية للملاحة البحرية.
كتب جوليان بويسو أن طرق الشحن البحري تعرف اضطرابًا كبيرًا على خلفية التقلبات الجيوسياسية والاحتباس الحراري العالمي بحيث أن حركة المرور تعطلت على طريقين أساسيين للتجارة العالمية، وفي هذا السياق شهدت قناة بنما، التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ والتي تعبرها 5% من التجارة البحرية في العالم، شهدت انخفاضًا في حركة المرور بنسبة 30% بسبب الجفاف غير المسبوق الذي أدى إلى انخفاض منسوب المياه في القناة.
ويقول الكاتب إنّ الطريق الاستراتيجي الذي يربط أوروبا بآسيا عبر قناة السويس والبحر الأحمر فقد 40% من حركة المرور منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي بسبب هجمات الحوثيين في مضيق باب المندب على خلفية الحرب الإسرائيلية في غزة، أمر الذي أجبر العديد من السفن على الإبحار عبر رأس الرجاء الصالح وهو ما يزيد من مدة نقل البضائع وتكاليفه.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل نحو عامين أدت الاضطرابات في حركة الملاحة البحرية في البحر الأسود إلى قلب تجارة الحبوب العالمية رأسًا على عقب فمصر التي انخفضت وارداتها من القمح الأوكراني بنسبة 81% في الأشهر الثمانية الأولى من الصراع أجبرت على تعوضيها من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أما إثيوبيا فقد لجأت إلى الأرجنتين والولايات المتحدة. وبالإضافة إلى الحروب والنزاعات، يزيد ارتفاع تهريب المخدرات من خطر احتجاز السفن في حالة التفتيش وأيضا عودة القرصنة مجددًا في المحيط الهندي، بسبب توجه القوات البحرية التابعة للتحالف الذي تقوده واشنطن إلى البحر الأحمر للتصدي لهجمات الحوثيين.