تناولت المجلات الفرنسية في الأسبوع الثاني من شهر جانفي/كانون الثاني 2024 مواضيع مختلفة من أبرزها تأثير الحرب بين حركة حماس وإسرائيل على العلاقات بين الدول الغربية ودول الجنوب بالإضافة الى موضوع عن مستقبل العلاقات الامريكية الاوروبية في حال عودة دونالد ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة .
مجلة لوبس: إكتمال القطيعة بين الدول الغربية ودول الجنوب على خلفية الحرب بين حماس و إسرائيل
اعتبرت مجلة لوبس ان الراي العام في الجنوب، الذي يتابع قضية سكان غزة الذين يموتون تحت القصف الإسرائيلي، ينظر الى المواقف الغربية على انها نفاق بالنسبة للقانون الدولي .
فمنذ ما يقرب من عامين، ومع غزو روسيا لأوكرانيا، كان الغرب يحاول إنقاذ علاقته مع دول الجنوب بالرغم من ان تلك الدول لم تكن مقتنعة بصدق خطابها حول القانون الدولي.
واوضحت مجلة لوبس ان هجوم حركة حماس في السابع من شهر اكتوبر الماضي وما تلته من احداث في قطاع غزة يتوجه الراي العام في دول الجنوب بسؤال الى الدول الغربية حول غياب مواقفها القانونية بخصوص الوضع في قطاع غزة والقصف الاسرائيلي الذي يعاني منه السكان .
وتابعت المجلة ان المساعدات الإنسانية مهمة، ولكنها ليست كافية لتغيير نظرة دول الجنوب حيال التواطؤ الغربي في مقتل أطفال غزة ولن يتمكن الغربيون من أن يصبحوا مسموعين مرة أخرى.
فالاختبار الأول ليس في غزة بل في الضفة الغربية، حيث لا تتعلق القضية بالجناح العسكري لحركة حماس، بل بالاستعمار والنضال الدموي من أجل الأرض، حيث قُتل ما يزيد عن خمس مئة فلسطيني في الضفة الغربية في عام 2023، وفقًا لـ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية
فالحل السياسي لن يكون من دون حل قضية الضفة الغربية ولا يمكن إدانة الدول الغربية للتوسع الروسي في اوكرانيا بينما يتم غض الطرف عن استعمار الضفة الغربية وبقية العالم يراقب.
مجلة لوبوان نشرت مقابلة مع خبير الاستراتيجية الدفاعية الأميركية Michael O’Hanlon ميكايل أوهانلون تحت عنوان "إذا كان ترامب لا يحبك، فأنت مثل عدوه"
الخبير في الاستراتيجية الدفاعية الأميركية ميكايل أوهانلون اجاب على العديد من الاسئلة لمجلة لوبوان لاسيما في موضوع إمكانية عودة الرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة ولاسيما في الملف الاوكراني ورغبة ترامب في انهاء الحرب حيث يعتقد الخبير في الاستراتيجية الدفاعية الأميركية ان دونالد ترامب يخادع بخصوص روسيا فهو لا يعرف كيف سيتفاوض على سلام عادل وربما يبالغ في تقدير قدرته على التأثير على الرئيس الروسي بوتين ويعتقد أنه من خلال روابطهما الودية سيقنعه بإيجاد حل وسط.
وتابع الخبير الامريكي لمجلة لبوان انه من المحتمل جداً ألا يقبل بوتين بالوساطة الأميركية، وأن يضع شروطاً للسلام للاحتفاظ على الأقل بالأراضي التي يسيطر عليها حالياً، وألا تنضم أوكرانيا إلى حلف شمال لأطلسي أبداً.
فإذا فاز ترامب، ربما سيساعد في إنهاء هذه الحرب بشكل أسرع من بايدن بالرغم من هناك تشكيك في ذلك ومن المرجح أن يكون هناك خطر من أن تؤدي عودة ترامب إلى تفاقم الوضع.
مجلة لوبوان سالت خبير الاستراتيجية الدفاعية الأميركية مكايل أوهانلون حول مستقبل حلفاء الولايات المتحدة في حال عودة ترامب الى الحكم .
اوضح الخبير الامريكي ان ترامب لا يعارض أي تحالف بل إنه يريد فقط أن يقرر من سيكون صديقًا له فعلى سبيل المثال دونالد ترامب كان يحب رئيس الوزراء شينزو آبي في اليابان، ولكن ليس الرئيس مون جاي إن في كوريا الجنوبية ، وفي أوروبا، أقام ترامب صداقات مع البعض لكنه لم ينسجم مع المستشارة الالمانية السابقة أنجيلا ميركل أو الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ولا مع معظم القادة الكبار الآخرين مثل رؤساء الوزراء البريطانيين باستثناء بوريس جونسون، فإذا كان ترامب معجبًا بك، فهو إلى جانبك واذا العكس فأنت كعدوه، وهذه هي السمة السائدة في شخصيته النرجسية.
مجلة لكسبريس: أوروبا تواجه شبح صراع دائم في أوكرانيا
تقول مجلة لكسبريس إنه مع اقتراب عامين من الغزو الروسي لأوكرانيا، يسعى الأوروبيون من أجل الارتقاء إلى مستوى التحديات التي تفرضها الحرب الطويلة وبعد مرور ما يقرب من عام، تتزايد الأسئلة حول قدرة دول الاتحاد الاوروبي على دعم كييف على المدى الطويل، على الرغم من الاتفاق التاريخي بشأن فتح مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ونقلت المجلة عن دراسة نشرت في بداية نوفمبر/تشرين الثاني يقدر فيها المجلس الألماني للعلاقات الخارجية بما يتراوح بين "ستة إلى عشر سنوات"، وهي الفترة الزمنية التي ستحتاجها روسيا لإعادة تشكيل قواتها المسلحة في حالة توقف القتال في أوكرانيا.
ففي هذه الفترة يجب على ألمانيا وحلف شمال الأطلسي تقوية قواتهما المسلحة من اجل ردع روسيا ومحاربتها إذا لزم الأمر. فقط بهذا الشرط سيكون بمقدورهما اتخاذ التدابير اللازمة للحد من مخاطر نشوب حرب جديدة في أوروبا.