الاتحاد الأوروبي بالإضافة للنيجر من بين المواضيع التي تطرقت لها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الثلاثاء 26 أيلول /سبتمبر 2023.
لوموند: انقسام أوروبي حيال أذربيجان
كتبت لوموند أنّ الأوروبيين تفاجؤوا بتمكن أذربيجان من إعادة بسط سيطرتها على الجيب الانفصالي الموالي للأرمن في ناغورني كاراباخ وهو ما يوحي بعجزهم في تجنب صراع مميت جديد في القارة العجوز والاستفادة من تراجع نفوذ وسلطة موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا. واعتبر كاتب المقال أنّ إدانة العملية العسكرية لباكو في الإقليم تطلبت من دول الاتحاد الأوروبي قرابة أسبوع للخروج ببيان مشترك عارضته المجر إلى غاية الدقيقة الأخيرة قبل إصداره، بيان ارتكز على مطلبين يتمثلان في المطالبة من أذربيجان بضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى السكان المدنيين المحتاجين من خلال إعادة فتح ممر لاتشين بالكامل وأن تدخل في حوار شامل وشفاف مع أرمن الإقليم لضمان حقوقهم وأمنهم.
ومن ناحية أخرى يشير كاتب المقال إلى أنّ الإعلان لم يحمل أي إدانة لأذربيجان وهو ما اشترطته المجر القريبة من نظام علييف، كما أنّ البيان لم يقدم اقتراح بإنشاء بعثة مراقبة في منطقة ناغورني كاراباخ لضمان أمن السكان مثلما طالبت به أرمينيا في الأمم المتحدة. وحسب كاتب المقال فإنّه لا وجود لتوافق بين دول الاتحاد الأوروبي فيما يخص فرض عقوبات على نظام باكو بحيث أن معظم أعضائه يريدون ضمان مواصلة العمل الدبلوماسي، ولا سيما في تقديم المساعدات الإنسانية.
هذه الانقسامات في التعامل مع الوضع الجديد في إقليم ناغورني كاراباخ جاءت بفعل رهانات عدة حسب كاتب المقال الذي يشير إلى إنّ الاتحاد الأوروبي وضع استراتيجية لتكثيف وجوده في القوقاز، لعدة أسباب منها تنويع إمدادات الغاز، فبحلول عام 2027، التزمت أوروبا بمضاعفة وارداتها من أذربيجان لتغطية ما يزيد عن 5٪ من احتياجاتها، كما أنّ أوروبا تمول العديد من مشاريع النقل في جميع أنحاء المنطقة لتطوير طريق بديل نحو آسيا.
لاكروا: فرنسا وانتكاسة النيجر
كتب توماس هوفنونغ أنّه بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل يومين انسحاب الجنود الفرنسيين المتمركزين في النيجر مع نهاية العام الجاري سارع العسكر الذين استولوا على السلطة في نيامي إلى الاحتفاء بما اعتبروه بمثابة خطوة جديد نحو سيادة البلاد. واعتبر الكاتب أنّ الفاتورة باهظة الثمن بالنسبة لباريس التي خسرت مواجهة استمرت شهرين مع المجلس العسكري في النيجر حيث ارتكزت جهودها في محاربة الإرهاب في منطقة الساحل إضافة إلى تشاد، انتكاسة تأتي بعد تلك التي عرفتها فرنسا في مالي ثم في بوركينافاسو يرى الكاتب أنّها ضربة قوية لفرنسا التي فقدت نفوذا استراتيجيا في المنطقة.
ويقول كاتب المقال إنّه وبعد مرور عشر سنوات عن بداية التدخل العسكري الفرنسي في منطقة الساحل لمواجهة الجهاديين تراجع مجال عمل القوات الفرنسية بشكل كبير في الأعوام الأخيرة بسبب تعالي الأصوات المناهضة لهذا التواجد العسكري، وانتقد الكاتب سياسة الكيل بمكيالين في قضية الانقلابات العسكرية، فبينما استنكرت باريس الانقلاب على الشرعية الدستورية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر إلّا أنّها ساندته في تشاد بقيادة محمد إدريس دبي إيتنو الذي تولي السلطة في نيسان/أبريل 2021 بعد وفاة والده.
وفي هذا المقال اعتبر تييري فيركولون المختص في شؤون إفريقيا اعتبر أن هذا الانسحاب المعلن من النيجر يشير إلى نهاية عملية «مكافحة الإرهاب» التي أجرتها باريس لمدة عقد في منطقة الساحل وحسبه لن تخاطر فرنسا بعد الآن بإذلال آخر، كما هو الحال أيضا لدول أخرى في المنطقة التي لن تغامر بالاستنجاد بفرنسا خشية من إثارة غضب داخلي.
ليبيراسيون: كاسيلاكيس زعيم جديد لتحالف اليسار في اليونان
كتبت سارا لوران أنّ ستيفانوس كاسيلاكيس الملقب بالفتى الذهبي فاجأ الجميع بضفره برئاسة تحالف سيريزا اليساري في اليونان بعدما تحصل على 56 في المئة من الأصوات ليجسد ما اعتبرته الكاتب الحلم اليوناني الأمريكي إذ أنّ كاسيلاكيس هاجر إلى الولايات المتحدة في سن الرابعة عشر حيث تخرج من جامعة بنسيلفانيا المرموقة بشهادة عليا في المالية والعلاقات الدولية. كما كان متطوعا في حملة جو بايدن لرئاسيات 2008 وفي السنة الموالية عمل في تداول الأسهم مع مصرف غولدمان ساكس وهي ذات السنة التي شهدت فيها اليونان أزمة مالية غير مسبوقة هزت اقتصاد البلاد لسنوات.
وتشير الكاتبة إلى أنّ كاسيلاكيس لا يعتبر ماضيه متناقضا مع مهامه الجديد على رأس تحالف يساري كما أوضحت أنّ الشاب الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "سويفت بالك هولدينغ" المالكة للسفن في بريطانيا يعتبر أول مثلي يتولى رئاسة حزب في اليونان البلد الأرثودوكسي المحافظ الذي يرتكز على نموذج الأسرة التقليدي.
وتقول الكاتبة إنّ كاسيلاكيس فاز بزعامة سيريزا متفوقا على أربعة مرشحين آخرين، ثلاثة منهم وزراء سابقون بارزون إثر حملة انتخابية حامية الوطيس ركّز فيها على الفصل بين الكنيسة والدولة، وهو أمر لم يتم تنفيذه بعد على الرغم من مبادرات أليكسيس تسيبراس في هذا الاتجاه في عام 2018. كما وعد كاسيلاكيس بإلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية، وإعادة توجيه ميزانية الدولة نحو التعليم والدفاع عن البيئة. وعود طموحة لكنها لقت انتقادات حتى من داخل سيريزا التحالف اليساري الذي بدأت جدرانه في التصدع عقب خسارة انتخابات شهر حزيران /يونيو الماضي.