الصحفُ الفرنسيةُ الصادرة هذا الصباح اهتمت بقمةِ مجموعةِ العشرين في الهند، وعملية التحولِ من التوجهِ الغربي عالمياً، باتجاهِ الشرق، بالإضافةِ إلى طموحاتِ الهند، والحربِ التي أعلنها وزيرُ الداخليةِ الفرنسي على تهريبِ المخدرات.
يقولُ إيمانويل ديرفيي Derville في صحيفة لوفيغارو إن الهندَ أنفقَت أربعينَ مليارِ روبية، أي حوالي نصفِ المليار يورو لتحضيرِ استضافةِ قِمَّةِ مجموعةِ العشرين، وشعارُها: "أرضٌ واحدة، أسرةٌ واحدة، مستقبلٌ واحد".
كما قامت الحكومةُ بمَحوِ كلِ آثارِ الفَقرِ في محيطِ العاصمة من خلالِ هدمِ عشراتِ الأحياء. ودفنِ المنازلِ والمُمتلكاتِ التي يَملِكُها السكانُ البالغ عددُهم أربعة آلافِ نسمة، من عمالٍ يوميينَ وصغارِ المزارعين.
ويُضيفُ الكاتبُ إنَ الهند في عهدِ ناريندرا مودي، تريدُ أن تعطي صورتَها للعالم كدولةٍ واثقةٍ من نفسِها، وقوةٍ عُظمى، تُقسِمُ بالقضاءِ على الفَقرِ بحلول الذكرى المئويةِ لاستقلالِها في العام ألفينِ وسبعةٍ وأربعين.
وبحسبِ ديرفيي Derville فإن مودي يُريدُ تشييدَ نموذجِهِ التنموي، القائمِ على أن تكونَ الهند، النموذج التوجيهي لرفاهيةِ العالم.
ويتابِعُ أن مودي يعتقِدُ أن الثقافةَ الهندية تتضمَّنُ استثنائيةً معينة، قادرة على إصلاحِ النظامِ الدُولي الموروث منَ الحربِ العالميةِ الثانية. بعدَ أن أظهرت الأزماتُ المتتالية، من الأزمةِ المالية، وتَغَيُّرِ المُناخ، والوَباء، والإرهاب، والحروب، أنَ الحَوكمة العالمية فَشِلَت.
ويُضيفُ ديرفيي Derville أنَ الهند تسعى للتحدثِ باسمِ دولِ الجنوب، وتضعُ مخاوِفَ هذه الدول في المقدمة. كما تسعى إلى أن تصبِحَ وسيطاً في الصراعات.
عمليةُ اجتثاثِ التغريب في العالم ليست مناسِبة للغد
يقولُ "إريك لو بوشيه" في هذا المقال، ليسَ هُناكَ ما هو أسهلُ اليوم من رِثاءِ الانحدارِ الفرنسي والأوروبي والغربي. وأن الشعبويين يجنونَ ثَرَواتِهِم، من المخاوفِ التي ولّدَتها الحربُ التي عادت إلى أوروبا، ومن الانقلاباتِ في أفريقيا، ومن "الميلِ الكبيرِ للعالمِ نحوَ آسيا"، ومن توسُّعِ مجموعةِ البريكس من خمسٍ إلى إحدى عشرةَ دولةً، مع طموحٍ أكبر.
ويُتابعُ "لو بوشيه" أن الأخبارَ ستؤكدُ، أسبوعًا بعد آخر، النهايةَ المتسارعة للهيمنةِ الغربية. وهو موضوعٌ سياسيٌ يلقى رواجاً، ومعَهُ الانهزامية والجُبن.
ويرى الكاتبُ إن التطوراتِ تُظهِرُ العالمَ بشكلٍ مختلف، والنتيجةُ أشبَه بالفوضى أكثرَ من كونِها "استبدالُ" أمرٍ بأمرٍ آخر.
ويشيرُ إلى تقديرِ صندوقِ النقدِ الدُوَلي، بأنَ هذا العالم "المجزأ"، بتقسيمِهِ الفوضوي، مليءٌ بالمخاطر. لكِنَّهُ يَترُكُ الفرصةَ مفتوحةً للتحسين والبداية من جديد.
ويخصِصُ الكاتب مؤشراً محدداً لهذه التطورات، يتمثَّلُ بالتعمُّقِ في قراءة إحصاءاتِ التجارةِ الروسية. حيثُ سلَّطَت حربُ بوتين الضوءَ على "الجيوسياسة" الجديدة لمجموعةٍ مناهضة للغرب قيدَ التَشَكُّل.
وفي هذا الصدد، يقولُ "لو بوشيه" إن دراسةَ مبيعاتِ ووارداتِ النفطِ والغازِ الروسيين تُظهِرُ لنا مدى التعقيد. فقد حلَّت الصينُ والهند مَحَلَّ العميلِ الأوروبي، حيث اتَّخّذَت روسيا منعطَفاً آسيوياً ولم تعُد بحاجةٍ إلى الغرب.
لكن من ناحيةٍ أخرى، فإنَ الصينَ غيرُ قادرةٍ على توريدِ قِطَعِ غيارِ الطائرات وغيرِها من الآلات. ويستنتِجُ الكاتب أنَ العقوبات تُضعِفُ الاقتصادَ الروسي بشكلٍ عميقٍ وحتمي.
ويُرجِعُ المقال عدمَ حضورِ الرئيس الصيني قمةَ مجموعةِ العشرين، لعدَمِ وجودِ الكثيرِ من القواسِمِ المشتركة مع الهند. ويقولُ إنَ هشاشةَ مجموعة البريكس أوضَحُ من هشاشةِ الدولِ القديمة.
وعن انخفاضِ نسبةِ النمو في الصين، يقولُ "لو بوشيه" إنَ شي جين بينغ يسعى إلى وضعِ نمطٍ جديدٍ من النموِ في مجالِ التكنولوجيا، لكنَّهُ لم يَفُز ولم يَخسَر بَعد.
ويختَتِمُ الكاتبُ مقالَهُ بأنَ العالم لا يتحولُ إلى العصرِ الصيني، أو الغربي،
بل إننا ندخُلُ إلى عالمِ القوى المتنوعة والزائلة دائماً. وأن العامِلَ الأساس المؤكَد هو التكنولوجيا، داعياً أوروبا وفرنسا إلى الاتحادِ علمياً، ووضعِ حدٍّ للتشاؤم.
لوباريسيان : معركة ستالينغراد
هذا العنوان يختَصرُ الوصفَ الذي أعطاهُ وزيرُ الداخليةِ الفرنسي جيرالد دارمانان لمعركةِ مكافحةِ تهريبِ المخدِّرات، وذلكَ في مقابَلَتِهِ الحصرية مع صحيفةِ "لو باريزيان".
وفي المقابلة أعلنَ الوزيرُ الفرنسي عن إنشاءِ "وحدةِ تحقيقٍ وطنية" لمكافحةِ تهريبِ المُخَدِّرات. وأضافَ أنَ هذهِ الوَحدة ستَعتَمِدُ على “نموذجِ CRS 8”، وهي وحدةٌ مُتخصَصِّة في مكافحةِ العُنفِ الحَضَري.
وفي هذهِ المقابلة، لم يُعطِ دارمانان أيَ إشارةٍ حولَ عملِ هذه الوَحدة، ولا حولَ الطريقةِ التي ستتواصَلُ بها مع "أوفاست"، وهو المكتبُ المخَصَّص لمكافحةِ تهريبِ المُخدِّرات، والذي ينتشرُ في فروعٍ محلية، ويتمتَّعُ بالكفاءة.
ويقولُ وزيرُ الداخلية إنهُ يجبُ علينا "أن نكونَ أكثرَ هُجومًا في مجالِ التحقيق، على الرغمِ من العملِ الرائع الذي تقومُ بهِ أجهزةُ التحقيق" حالياً، مضيفًا: "يجب أن نحتوي الأخطبوط".
وتشمَلُ خِطَّةُ الوزير تَجاوُزَ الأساليبِ التقليدية، والتوجُّهِ نحوَ تفكيكِ الشبكاتِ وتحديدِ الأهداف، وتنفيذِ عملياتٍ واسعةِ النطاق، واستخدامِ الوسائل التكنولوجية والمحققينَ المتخصصين في غسيلِ الأموالِ ومساعدةِ الكلاب المُدَرَّبة، في عملياتِ الردِّ والوقاية.