تحديات مجلس التعاون الخليجي المستقبلية وتدهور الوضع في إسرائيل من بين المواضيع التي تطرقت لها الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس 23 تموز/ يوليو 2023.
الشرق الأوسط: الحياد الأخير
كتب سمير عطا الله أنّ انضمام السويد إلى حلف «الناتو» ليس خبراً لطيفاً فهي كانت نموذج الدولة القوية التي اختارت الحياد في حروب العالم، الحارة والباردة مثلها مثل سويسرا، كانت تحمي حيادها بقوة عسكرية ضخمة وجيش فائق التدريب. حرب أوكرانيا أظهرت أن الحياد خيار هش. واندفعت السويد وفنلندا إلى التخلّي عن آداب السلام المطلق.
مع الخطوة السويدية، وقبلها نصف الخطوة السويسرية، زالت في هذا العالم المتعادي فكرة الحياد الجميلة شرقاً وغرباً حسب الكاتب. قبلها كان «الحياد الإيجابي» قد تلاشى في العالم الثالث بعد سنوات من الحماس والأمل. موجة سميت مرة «عدم الانحياز»، ومرة «الحياد الإيجابي»، وثالثة «الكتلة الآسيوية الأفريقية». لكنها كانت في الحقيقة تكتلاً يعبّر عن عدائه للمرحلة الاستعمارية، وبعدها الإمبريالية الأميركية.
واعتبر الكاتب أنّ صيغة الحياد «الإيجابي» كانت مخرجاً لإقامة قوة ثالثة من دول مستقلة حديثاً، لكنها لا تزال متخلفة اقتصادياً وعسكرياً وصناعياً رغم حجمها السكاني الهائل، أو مكانتها الحضارية والثقافية مثل الهند ومصر، كما تفرقت دروب الحياد الإيجابي وفقدت الحركة حيويتها وبهتت بعد غياب رموزها. وفقدت معناها تماماً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. والآن بعد قمة الناتو في ليتوانيا على حدود روسيا أعلن نهاية الحياد الأوروبي.
القدس العربي: هل سيواجه مجلس التعاون الخليجي أهوال المستقبل؟
كتب علي محمد فخرو أنّه لا نعرف متى ستدرك وتقتنع قيادات وأنظمة الحكم في أقطار مجلس التعاون الخليجي، بضرورة مراجعة أهداف ووسائل عمل المجلس، ومن ثم وضع استراتيجية تنسيقية تضامنية، إن لم تكن وحدوية كاستجابة لمواجهة تحديات ومشاكل وطنية وإقليمية وعولمية مقبلة في المستقبل القريب.
بينها حسب الكاتب هناك موضوع مصير الدولار الأمريكي في المستقبل القريب، على ضوء الانقسامات والصراعات الحادة، الاقتصادية منها والسياسية والأمنية، ما بين الدول والكتل العالمية الكبرى، وهناك موضوع السياسات الخارجية المشتركة تجاه دول الإقليم، وعلى الأخص الكيان الصهيوني المتعجرف اليميني المتطرف على حد قول الكاتب، وتجاه التضامن العربي المشترك، وتجاه ما يجري في العالم من صعود للبعض وهبوط للبعض الآخر، ليتسأل الكاتب هل سيظل المجلس يتعامل مع هذا الملف كما تعود عبر العشرين سنة الماضية، أم سيصر على جعل هذا الموضوع جزءاً من استراتيجية خارجية مشتركة، تحمي الجميع وتعزز مكانة الجميع.
وحسب كاتب المقال لن يحدث تقدم أو نجاح في مسألة وجود المجلس ومهماته ومكوناته وطرائق عمله إلا إذا حدث تغير في فهم معنى وأهمية والضرورات الوجودية لهذا المجلس. وبصراحة لا نعرف إن كانت القيادات وأنظمة الحكم قادرة على إحداث هذا الانتقال الفكري والتخطيطي بشأن عمل المجلس.
العرب: إسرائيل في نادي الدول المريضة
في مقاله يرى خير الله خير الله أنّ استطلاعات للرأي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية تشير إلى أنّه في حال حصول انتخابات نيابيّة الآن، لن يتمكن التحالف اليميني بقيادة بنيامين نتنياهو من البقاء في السلطة. وسيحصل هذا التحالف على 54 مقعدا في الكنيست التي تضمّ 120 عضوا، في حين لديه في الوقت الحاضر أكثرية من 64 مقعدا. ومن الواضح حسب الكاتب أنّ المجتمع الإسرائيلي سيبقى في أكثريته، وإن بعد فوات الأوان، معارضا لما يقوم به نتنياهو الذي سيحاول فرض أجندته التي تقوم على إنقاذ مستقبله السياسي بدل الذهاب إلى السجن بسبب فساده، إسرائيل في عهد ب نتنياهو انظمّت حسب الكاتب إلى نادي الدول المريضة في المنطقة على غرار ما هي عليه سوريا ولبنان والعراق.
ويقول كاتب المقال إنّ إسرائيل تعاني في الوقت الحاضر من سقوطها في أسر الأحزاب اليمينيّة التي من دونها سيذهب نتنياهو إلى السجن. يفسّر ذلك إصراره على الإصلاح القضائي كي تصبح السلطة القضائية في تصرّف السلطة التنفيذية، أي الحكومة وهذا أمر مخالف لأبسط القواعد في الدول التي تسمّي نفسها ديمقراطيّة.
واعتبر الكاتب أنّه في غياب احتمال تغيير الحكومة الإسرائيلية، سيبقى التوازن في الكنيست على حاله وستبقى حكومة اليمين متماسكة. هناك رهان إسرائيلي على الوقت. ستمرّر الحكومة الإصلاح القضائي على الرغم من التظاهرات المستمرّة منذ مطلع هذه السنة وسيستمر الاستيطان من أجل قطع الطريق على خيار الدولتين نهائيا. وحسب الكاتب تعبّر الحكومة عن الأزمة العميقة التي تعيش في ظلها إسرائيل التي باتت معزولة إقليميا أكثر من أيّ وقت المؤسف غياب الاستراتيجية الفلسطينيّة التي تسمح بالاستفادة من هذه العزلة.