مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني وإشادة بإعادة انتخاب أردوغان في الشرق الأوسط، من بين ما تناولته الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الثلاثاء 30 أيار/مايو 2023 من إعداد وتقديم سليمان ياسيني.
إنّه العنوان الذي اختاره جورج مالبرونو لمقابلة أجراها مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تطرق فيها لعدد من القضايا الإقليمية والدولية، في مستهلها إعادة العلاقات بين طهران والرياض حيث قال عبد اللهيان إنّ السياسة الخارجية للحكومة الحالية في إيران تضع في مقدمة أولوياتها العلاقات مع دول الجوار ومن هذا المنطلق أجرت خلال عدة أشهر مفاوضات أمنية في بغداد وعمان وبعدها بوساطة صينية أفضت إلى التقارب بين طهران والرياض والذي لا يمكن اعتباره بمثابة اتفاق تكتيكي.
وفي هذه المقابلة أكّد عبد اللهيان أنّ الجانبين اتفاقا على تطوير علاقاتهما الاقتصادية والتجارية مشيرا إلى أنّ الحكومة السعودية مصرة على تحقيق المشاريع الاقتصادية المشتركة، وردا على سؤال حول كيف يمكن للسعودية الاستثمار في إيران في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها؟ قال عبد اللهيان إنّ هذه العقوبات ليست أبدية مشيرا إلى وجود إمكانيات للاستثمار في ظل القانون الدولي.
وفي قضية التطبيع مع إسرائيل اكّد عبد اللهيان أنّ بلاده تعارض ما قامت به بعض دول المنطقة مشيرا إلى أنّه لا وجود لمؤشرات حول إمكانية قيام السعودية بذلك كما صرّح أنّ طهران والرياض متفقتان على دعم فلسطين وإدانة الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى في القدس. وعن انسحاب إيران من سوريا كما تريده السعودية قال عبد اللهيان إنّ وجود بلاده في سوريا كان بناء على طلب الحكومة السورية، ولا يوجد هناك سوى عدد قليل من المستشارين العسكريين الإيرانيين مؤكدا أنّ أمن المنطقة مهم بالنسبة لإيران كما هو بالنسبة للسعودية. وفيما يخص اليمن أكّد عبد اللهيان أنّ طهران على اتصال مع جميع الأطراف للمضي قدما نحو إنهاء الحرب وإحلال السلام مؤكدا أنّ الحوثيين بذلوا جهودا كبيرة في هذا السياق.
وعن مفاوضات استئناف المحادثات النووية مع القوى الكبرى قال وزير الخارجية الإيراني إنّ التوصل إلى اتفاق كان وشيكا وممكنا بعد مناقشات طويلة في فيينا لكن الطرف الآخر طالب بالمزيد وهو ما أعاق تقدم هذه المفاوضات، وأكّد عبد اللهيان أنّ الاتصال مستمر مع الاتحاد الأوروبي كما هناك رسائل غير رسمية يتم تبادلها مع الأمريكيين عبر وسطاء في المنطقة وحتى من أوروبا.
تلقى الرئيس التركي رسائل تهنئة من حلفائه القدامى وأتباعه، مثل قطر وحركة حماس الإسلامية وكذلك من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وهي دول كانت علاقاته معها مضطربة لفترة طويلة. وحسب كاتب المقال فإنّ أردوغان الأب الروحي السابق للحركات الإسلامية في العالم العربي، الذي عارض لعشر سنوات الرياض وأبو ظبي، أصبح شريكًا رئيسيًا في تعزيز التوازن الجديد، "دول الخليج تفضل الاستمرارية على التغيير" كما قال المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، ومن هذا المنطلق اعتبرت صحيفة لوموند أنّ الرئيس التركي تمكن من فرض نفسه كضامن للوضع الإقليمي الراهن.
وحسب كاتب المقال فإنّ إسراع السعودية والإمارات لتهنأة أردوغان والدعوة إلى تعزيز الشراكة المستقبلية تحملان إشارة إلى أنّ القوس الذي افتتح بالربيع العربي في 2011 قد أغلق وأنّ صفحة الخلافات قد طويت. فطيلة عشر سنوات كان الشرق الأوسط مسرحًا لمواجهة عنيفة بين محور أنقرة والدوحة المساند للثورات العربية ومحور الرياض أبو ظبي الذي عارض أي تشكيك في أسلوب الحكم الاستبدادي. وأشار كاتب المقال إلى أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هنأ أردوغان في رسالة محايدة ما يوحي إلى انتعاش العلاقات بين الرجلين بعد عقد من الخلاف على خلفية حماية أنقرة لقياديين ومناضلين من حركة الإخوان المسلمين ومساندتها لهم.
وأشار كاتب المقال إلى أنّ صوت بشار الأسد لم يسمع في مسرح التهاني لأردوغان لأنّه كان يرى في خصمه كمال كليتشدار أوغلو الأفضل لمصالح دمشق خاصة وأنّه ألمح إلى إمكانية تطبيع العلاقات بين البلدين الجارين بشكل غير مشروط. واعتبر كاتب المقال أنّ إعادة انتخاب أردوغان هي مصدر قلق كبير للأكراد الذين يخشون أن ينفذ تهديداته الهجومية على الأرض ضد مواقعهم في شمال سوريا، ولكن من ناحية أخرى، يشكل هذا الفوز بالنسبة للمعارضين السوريين مصدر ارتياح كبير.
كتب إيدوار ماي أنّ منظمة العفو الدولية ولجنة الحقوقيين الدولية وصفتا في تقرير صادر الجمعة الماضية قمع نظام طالبان للمرأة في أفغانستان بجريمة ضد الإنسانية وأنّ كل المعايير لهذا الوصف موجودة، وبالنسبة لهاتين المنظمتين غير الحكوميتين، فإن الظروف المعيشية المخصصة للنساء من قبل نظام طالبان غير مقبولة بموجب القانون الدولي. وأشار الكاتب إلى كيفية استخدام نظام طالبان العنف لفرض قيود تقمع النساء اللواتي عارضنها، أو ضد المتهمات بعدم احترامها، كما يسلط التقرير الضوء على العديد من الاعتقالات التعسفية وحالات الاختفاء القسري والتي تتم عندما تعتقد السلطات أن النساء والفتيات لا يحترمن القواعد. ونقلت هذه المنظمات غير الحكومية شهادات لحالات تعذيب أثناء احتجاز النساء.
وأوضح كاتب المقال إلى أنّ التقرير يدعو المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في اضطهاد النساء في أفغانستان، كجزء من تحقيق مستمر يركز بشكل أوسع على الأعمال التي ارتكبت خلال الحرب بين طالبان والنظام الأمريكي كما يدعو الدول الأخرى إلى تناول هذا الموضوع، حيثما أمكنها، في إطار مبدأ الولاية القضائية العالمية وخروج بعض القوانين عن نطاق ولايتها الإقليمية.