هو عمل شعري عميق يعبّر فيه نزار قباني عن علاقة متشابكة ومعقدة مع الحرية، التي يجسدها في صورة امرأة وحبيبة ووطن. يصور الشاعر الحرية كهدف أسمى يسعى إليه، ويتجاوز حبه لها أي حب آخر لنساء العالم. في رحلته هذه، يواجه الشاعر قمعًا سياسيًا وثقافيًا شديدًا، حيث تحاول السلطات إسكات صوته ومنع كلماته من الوصول للناس. أبرز الأفكار والمواضيع في الديوان تشمل:

الحرية كحبيبة وغاية: يخاطب قباني الحرية مباشرةً بلقب "سيدتي"، معتبرًا الزواج منها هو أسمى أشكال الارتباط. هذا الحب يدفعه لمواجهة القمع والتحديات، حتى لو كلفه ذلك حياته.
معاناة الشاعر والمثقف: يصف الديوان معاناة الشاعر في عالم عربي يضطهد الفكر والإبداع. يشعر قباني بأنه مراقب وملاحق، وتُسرق كلماته وأفكاره، وتفرض عليه السلطة قوانين صارمة لخنق أي صوت معارض.
نقد الواقع السياسي والاجتماعي: يوجه الشاعر نقدًا لاذعًا للأنظمة الديكتاتورية ("دولة قمعستان")، وللقادة الذين يخنقون شعوبهم. كما ينتقد حالة الجمود والخوف التي يعيشها المجتمع، حيث يصبح الناس مجرد أدوات في يد السلطة.
بيروت كرمز للجرح والأمل: تحتل بيروت مكانة خاصة في الديوان، فهي المدينة الجريحة التي يتألم الشاعر لمعاناتها، ولكنه في الوقت نفسه يتمسك بالأمل في عودتها ونهضتها من جديد.
الثورة والتحدي: على الرغم من القمع، تظل روح الثورة مشتعلة في قصائد قباني. هو يرفض الخضوع ويعلن أن الشعر الحقيقي لا يمكن أن يوجد في ظل الاستبداد. ويدعو إلى التمرد على الواقع المرير، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة الموت.

باختصار، الديوان هو صرخة قوية من أجل الحرية، ورثاء للواقع العربي المؤلم، وتعبير عن إصرار الشاعر على مواصلة الكتابة والنضال بكلماته رغم كل العقبات.

تزوجتكِ أيتها الحرية